--------------------------------------------------------------------------------
إذا كثر خناقهم قرب فراقهم
يحتاج الانسان إلى الهدوء والسكينة والراحة
يحتاج إلى راحة البال
يحتاج إلى راحة الجسم
يحتاج إلى الصفاء الذهنى
فكلما كان المرء هادئا كلما كانت قراراته حكيمة
اذ من الصعب على الانسان ان يتخذ قرارا حاسما وحازما وهو في ثورة وانفعال
ولذلك فاننا ننبه القاضى ــ سواء كان رسميا أو وديا ــ ان يجلس على منصة القضاء للفصل بين الناس وهو مشغول البال ومعكر الصفو حتى لا يظلم أحدا من الناس
وكلما كان المرء هادئا مسالما وديعا كلما استطاع ان يمتلك صحبة طيبة ومجموعة مخلصة من الاصدقاء والمعارف
ولا تخلو الحياة من اختلاف وجهات النظر المتفاوتة بين الناس
فهذا قد يرى حلا معينا لمشكلة ما
وذاك قد يرى حلا مغايرا لذات المشكلة
وغيرهما قد يرى حلا مختلفا
وهكذا
وربما تمسك كل واحد منهم برأيه وحله
وربما تطور الامر إلى حدة النقاش
وربما تطور النقاش إلى الشجار والعراك
وهنا تكون المشكلة الحقيقية
فقد كان الغرض الاساسى من اجتماع هؤلاء الاشخاص من اجل وضع حل لمشكلة
ولكننا لم نصل إلى حل
بل وصلنا إلى شجار وعراك
وعندما يكثر الشجار فاننا نبدا في العد التنازلى للفراق
وهذا واضح جدا بين العرب اليوم
بل قل انه واضح جدا بين ابناء البلد الواحد من بلدان العرب
فقد كثر خلافهم
وكثر شجارهم
وكثر خناقهم
واذا كثر خناقهم قرب فراقهم
فمتى سنكون كالجسد الواحد
اذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ؟؟؟
لا تنسونا بادعاء
الفقير الى الله
بلالطة شفيق
برج الغدير
الجزائر
2008
[center]