انتهى العالم و قامت القيامــة!

السلام عليكم

اليوم نعيش أول أيام القيامــة حسب زعم الذين يصدقــون بنبوءة شعب المايا!!

يا للأسف .. خبر انتهاء العالم تناقلته وسائل الإعلام بشكل واسع جدا و كأنه يستحق كل هذا الاهتمام، ألمجرد أن شعبا متخلفا يربط نهاية تقويمه بانتهاء العالم يحدث كل هذا اللغط و في مجتمعات إسلامـــية

و أنا أشاهد التلفاز في 20 ديسمبر الجاري شاهدت إحدى المحطات العربية و هي تنقل مخترعا آسيويا قام بصنع كرة النجاة من أهوال يوم النهاية كما سماها و قد شرط على من يريد الحجز فيها مبلغا خرافيا فكان أن نفذت جميع الأماكن، استأتُ من تلك القناة لأغير لأخرى فأجد أمامي روبورتاجا حول قرية تركية يتهافت عليها المصدقون بقصة نهاية العالم في اليوم المزعوم لأنهم يرون أنها إحدى الأماكن المحمية بالأرواح حسب اعتقادهم حتى بلغ عدد الوافدين إلى القرية أكثر من 10 أضعاف سكانها!

عجيب .. بل حتى في المذياع سمعت سؤالا من أحد المتصلين حول مصداقية هذه النبوءة، ما يفتح الباب واسعا لمحاولـــة إعادة ترميم حبل ثقتنا بشريعتنا السمحة و ما تحويه من معتقدات، فعندما يصبح العالم الإسلامي يروج لمثل هذه الخزعبلات و يخصص لها أشرطة طويلة و نجد بيننا من يصدقها أو على الأقل يطرح احتمالا لتصديقها فهذا خلل كبير في مدى تمسكنا بديننا.

أعتقد أن الكثير ممن صدقوا بهذا لم يصدقوا أنفسهم و هم يستقبلون يوم 21 ديسمبر كيوم جديد عادي لا يعدو أن يكون نهاره أقصر يوم في السنة و حسب، ليتنفسوا الصعداء و يتبن لهم أنهم كانوا في ضلال مبين.

كيف لمسلم يؤمن بأن الغيب لا يعلمه إلى الله أن يصدق بأن القيامة يوم كذا و كذا؟! و كيف له و هو يؤمن بأشراط الساعة الكبرى أن ينتظر القيامة دون حدوثها، بل كيف له أن يصدق ما قاله كافرون جهلة أضحكوا العالم من غبائهم فيكفيهم حسرة ما ألحقوه بأنفسهم من هلع.

إننا كمسلمون نؤمن باليوم الآخر حسب ما جاء في النصوص الشرعية، و علينا أن نستعد لها كل وقت، فعلم الساعة اختص الله به نفسه و لم يعطه حتى لخير عباده صلى الله عليه و سلم.

سأضع نقطة آخر السطر راجيا أن تكون نقطة نهاية الخرافات في عقول الكثيرين الذين يؤمنون بها.