[b style="text-align: center; "]
بسم الله الرحمان الرحيم[/b]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفايسبوكيون والفايسبوكيات
من منا لا يعرف الشبكة الاجتماعية المجانية ( فايسبوك ) ، أو كما يحلو للبعض تسميته ( فسدوك أو يفاسدوك ) ، من منا لا يعي أن الموقع صار يضم أكثر من مليار مستخدم ، وقد طغت شهرته على المع القنوات الإعلامية وأشهرها واكتسب صانعوه أموالا طائلة لا تحصى ....
أنا هنا لست بصدد الحديث عن الموقع وما حققه من إنجازات ومكاسب ، ولا بصدد التأمل في غزارة مادته وهيمنته على حياة الناس ، ورسالته الهادفة للتواصل والتعارف والتقارب والتشارك بين الشعوب ....بل أود أن أتكلم عن ما دمره من أسر وشباب ، وما محاه من قيم ومبادئ .
فبالرغم مما كانت تعرف به أسرنا في القديم من قيم ومحافظة إلا أنه يبدو أن الشبكة الفايسبوكية عبدت الطريق للقضاء على هاته الروح ، وضربت بعض الأسر في عقر دارها وعمق أواصرها ، وأخرجتها من حيائها وعفافها ، وجعلت الشباب كقطعة حديد ضعيفة تنجذب بشكل مبالغ فيه لمجالها المغناطيسي ، شباب وشابات في غرفهم المعتمة عكفوا على حواسيبهم ، يمارسون طقوسا فايسبوكية ، محاولين استحضار شياطين القول والفعل ليقدموا طلاسيم الحديث واللغو والعبث ، وفي الغرفة المجاورة أم متعبة تستجدي ابنا يأتيها بطلبات البيت ، أو بنتا تعينها على أعبائه.. ولا حياة لمن تنادي .
فالبنت والولد مشغولان بالتعارف على أصدقاء جدد وأخبارهم ولقطات حياتهم وعبثهم ، أو ربما عقد قران زوجين – بقدرة قادر - وفي الغرفة المجاورة أب يحاول استرجاع ملامح ابنه أو ابنته وهو لا يدري أن هناك منهم من تزوج أو طلق دون أن يعلم .
ليس هناك إنسان يستطيع أن يتكلم عن عدد الجرائم التي انجرت عن هذه الشبكة أو الاسرار التي تفشت وأصبحت لدى العام والخاص دون علم أصحابها ، كما انه ليس هناك من يستطيع أن يتكهن بما ستؤول عليه أوضاع حياتنا الفكرية والاجتماعية والثقافية بعد عشرات السنين من استخدام شبابنا لهذا الشبكة دون إدراك مخاطرها واستغلالها فيما يقوي القيم ويقويها أفضل مما تستخدم به الآن .
والسؤال الذي يؤرق كاتب هذا الموضوع : هل سأفضح على ( الفيسبوك ) بأنني عدو ( الفيسدوك ) ؟ .