آولف
قـَارَعْتُ فِي حُـــــــبِّ الـمَدَائِنِ "آوْلُفَا"... هِيَ رَاوَدَتْنِي مُذْ وُلِدْتُ مُعَنَّفَــــــــا
فَاسْأَلْ "زُلَيْخَةَ" هَلْ تَشَبَّهْتِــــي بِهَا ؟ ... أَمْ هَلْ أُشَابِهُ فِي جَمَـــالِكِ "يُوسُفَا"؟
حَاشَا لِ"يُوسُفَ" أَنْ أَكُونَ شَبِيـــهَهُ .... أَوْ أَنْ أَكُونَ لِحَقِّ "آوْلُفَ" مُنْصِـفَا
فَجَمَالُ كُلُّ الْكَوْنِ سَادَ بِنِصْفِـــــــــهِ ..... وَبِ"آوْلُفٍ" هَذَا النَّصِيبُ تَضَعَّفَا
هُوَ فَرْضٌ عَيْنٍ لِلْخَلَائِــــــــقِ كُلِّهَا .... لَنْ يَسْتَشِيرَ مِنَ الْعِبَادِ مُكَلَّفَـــــــــــا
فَ"اللِّيفُ" "أُلْفَتُنَا" بِكُلِّ رُبُوعِهَـا .... وَ"الْوَاوُ" "وَصْلٌ" كَنْزُهُ لَنْ يُكْشَفَا
وَ"اللَّامُ" " لُطْفٌ" لِلْكًرِيمِ وَعَفْـوِهِ .... وَ"الْفَاءُ" "فَوْزٌ" بِالْمَوَدَّةِ وَالصَّفَـــا
قَلْبٌ لِ"حَيْنُونٍ" تَزَايَدَ عَطْفُـــــهُ .... لَمْ تُثْنِـــــــــهِ الْأَرْزَاءُ أَنْ يَتَعَطَّفَـــا
فَدِيَّارُهُ صَارَتْ حُطَـــــاماً لَمْ تَزَلْ ... مِنْهَا قُبُورٌ شَــــــاهِدَاتٌ وَاقِفَـــــــة
شُهَدَاؤُنَا قَدْ أَرَّخُوا بِدِمَـــــــــائِهِمْ .... كُتُباً أَرَاحَتْ كـَـــــــاتِباً وَمُؤَلِّفَــــــا
وَبِسَادِسٍ زِيدُوهُ لِلْإِثْنَـــــيْ عَشَرْ ..... قَامَتْ أُنَاسٌ تَحْتَفِيـــــــهِ كَمَا احْتَفَـى
قُرِعَتْ طُبُولُ النَّصْرِ وَسْطَ فِنَائِهِ ...... فِقِـــــــــلاَعُهُ دُكَّت لِتَمْثُلَ مُرْدِفَــة
أَجْدَادُنـَــــــا غَنَّوْا بِلَـــحْنِ بَنَادِقٍ ..... نُوتَاتُهَا فِي عَصْرِنَا لَنْ تُعْزَفَـــــــا
وَتَفَنَّنُوا دَبْغَ الْجُلُـــــــودِ كَحِرْفَةٍ ..... تَأْبَى لِثَـــــــغْرِ النَّعْلِ أَنْ يَتَأَفَفَـــــا
وَتَسَابَقُوا فِي الصَّالِحَاتِ يَؤُمُّهُمْ ..... عَزْمٌ تَسَارَعَ فِي السَّمَـــاءِ مُجَدِّفــَا
يَا"دَارَ حَيْنُونٍ" لِضَيْفِـــكِ طَلَّةٌ ..... يَلْقَى بِهَا طِيبَ الْكَـــــلَامِ إِذَا اقْتَفَى
سَلْ"تَنْفَعاً" "جِنَّ الصِّغَارِ"وَ"إِغْجِراً".. زِدْ"بنْ درَاعُو" مَنْ عَلَيْهِمْ مُشْرِفَا؟
هَذِي الفَقَـــاقِرٌ زُيِّنَتْ لِجُدُودِنَا ..... عَادَاتُهُمْ مِنْهَا تزَيِــــــــــــدُ لِتُعْرَفَا
خُبُرَاءُ عِلْمٍ أَسِّسُوهُ فَأَبْدَعُــــــــــــوا .. عِنْدَ "الْيُونِسْكُو" صَارَ فَنّاً هَادِفَا
لَمْ أَنْسَ أَلْعَاباً تُؤَزِّرُ مَجْدَنَــــــــــــا .... "غَازِي" وَ "أَكْرَاطٌ" بِهَا قَدْ صُنِّفَا
"زُورُو"بِشَهْرِ الصَّوْمِ قَامَ بِنَهْجِهِ .... "أَعوَادُ كِبْرِيتٍ" بِيوْمِ المُصْطـَـفَى
وَالشَّايُ أَيْنَ مَقَاُمهُ قَدْ يَعْتَلِـــــــــي .... إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي غَيْرِ كِبْرٍ"آوْلُفَـــا"
فَالْعُودُ شَدَّ لَهُ الرِّحَـــــــــالَ بِحُرْقَةٍ ... جَعَلَ الرِّمَــــــالَ فِرَاشَهُ مُتَكَنَّفَـــا
وَغَدَا يُصَادِقُ فِي الْجِمَارِ دُخَانَهَـــا ... إِنْ طَابَ مِنْهُ الرِّيحُ لَنْ يَتَأَسَّفَـــــا
وَفِجَاجُ "آولُفَ" فِي السَّلَامِ فَسِيحَةٌ ... سَتُجِيرُ مَحْزُوناً وَتُؤْوِي خَائِــــفَا
وَتُعِينُ مَظْلُوماً وَتَرْدَعُ ظَالِمــــــــاً ... مُتَجَبِّراً بِالأَرْضِ أَوْ مُتَطَرَّفَا
فَ"الْقَصْبَةُ" الْغَرَّاءُ مَطْلَعُ شَمْسِنَا ... رُوَّادُهَا كَانُوا مُلُــــــــــــوكاً آنِفَا
فَهُمُ قُرُوشٌ جَدَّفُــــــوا فِي بَحْرِهَا .... وَاسْتَبْدَلُوا بِالسَّاعِيَــــاتِ زَعَانِفَا
مِنْ “آلِ بَخْتِي“ أُمَّةٌ لَمْ يُنْقِصُـــــوا ..... حَقَّ الإِلَهِ بِعَفْــــــوِهِمْ عَمَّنْ عَفَا
وَاسْتَذْكَرُوا الْقُرْآنَ أَدَّوْا حَقَّــــــــهُ .... بِحَقِيقِ فَهْمٍ فَضْلُهُ لَنْ يُوصَــــفَا
فَاسْأَلْ كَتَاتِيــبَ الْبِلَادِ بِأَسْرِهَـــــا ..... هَلْ قَابَلُوهَا بِالْقَطِيــــعَةِ وَالْجَفَا؟
تَقْوَى بِهِمْ لَبِنَاتُهَا وَجُنُوبُــــــــــهَا ..... وَبِهَجْرِهِمْ تَرْدَى بِقَاعاً صَفْصَفَـا
جَنَّاتُهَا سُقِيَتْ بَعَوْنِ مَلاَئِــــــــــــكٍ ..... جَعَلَتْ "حَدَائِقَ بَابِلٍ" كَمُرَادِفَة
بِظِلَالِهَا تَنْسَى عَجُوزٌ هَمَّهَـــــــا ..... وَجَرِيدُهَا يُبْقِي الصَبِّــيَّ مُهَفْهَفَا
إِنَّ الشِّجَارَ لِحُكْمِهَا لَا يَنْقَضِـــي ..... بَيْنَ الْهِلَالِ وَشَمْسِنَا كَيْمَا انْطَفَـا
فَالْقَاضِيَانِ هُمَا وَجَلْسَتُهُمْ بَــدَتْ .... عِنْدَ الشُّرُوقِ أَوِ الْغُرُوبِ تَخَالَفَـا
فَالشَّمْسُ هِيَ الْخَصْمُ وَالْحَكَمُ الذِي .... إِنْ شَاءَ أَظْهَرَنَا جَلِّيّـــــاً أَوْ خَفَـا
وَالْبَدْرُ تَابِعُهَا وَمُنْقِذُ أَمْرِهَـــــا ...... فِي "قَصْبَةٍ" تَأْبَى لَهُ أَنْ يُكْسَفَــا
وَ"جَدِيدُنَا" هُوَ بُقْعَةٌ مِعْطَــاءَةٌ ..... سَكَبَ الإِلَهُ بِكَأْسِهَا مَاءَ الْوَفَا
وَتَفَنَّنَ التَّارِيخُ فِي جُدْرَانِهَـــا ...... أَنْ يَنْحَتَ الآثَارَ نَحْتاً وَاصِفَا
وَجَدَاوِلٍ كَانَتْ لِظَمْأَةِ وَجْدِنَا ...... أَزِفَتْ قُلُوبُ النَّاسِ مِنْهَا آزِفَـة
هَلْ "لِلْرُّكَيْنَةِ" مِنْ عَطَاءٍ نَيِّرٍ ...... يَسْعَى عَلَى كُلِّ الْفَضَائِلِ طَائِفَا؟
فَإِمَامُهَا "بَايٌ مُحَمَّدُ" عَالِـــمٌ ..... عِطْرٌ يَفُوقُ حَلَاَوةً عِطْرَ الشَّفَة
آثـــَـارُهُ وَخِصَــــالُهُ وَخِلَالُهُ ...... فِي "مَكَّةٍ" مَعْرُوفَـــةٌ وَ مُعَرَّفَة
فَالْعَالِمُونَ بِفِقْهِــــهِ وَعُلُومِهِ ...... لَمْ يُعْرِضُوا أَوْ يَبْخَلُوهُ مَواقِفَــا
مَا مِنْ فَقِيهٍ يُنْكِرُ الْفَضْلَ الذِي ..... أَسْدَاهُ لِلأَقْـــــــــــلَامِ أَنْ تَتَلَاقَفَا
وَبِ"عَمَّنَاتٍ" قُبَّـــــــــــةٌ مَرْفُوعَةٌ ...... كَادَتْ تُنَصَّبُ فَتْحَةً مِثْلَ الصِّفَة
قُرَّاؤُهَا سَادُوا بِكُنْهِ عُلُومِـــهِمْ ........ وَدِمَاؤُهُمْ رَفَضَتْ بِأَلَّا تَنْزِفَـــــا
عِنْدَ الْجِهَاِد تَهَلَّلُوا وَتَشَمَّـرُوا ...... لِلنَّازِلَاتِ الْقَارِعَــــاتِ الْكَاسِفَة
وَاسْأَلْ "تَقَرَافاً"حُدُودَ بِلَادِنَا ...... عَنْ ذِي النَّوَادِرِ هَلْ تَكُونُ مُثَقَفَّة؟
لَمْ أَنْسَهَا إِلَّا لِطُولِ نُعُوتِــــهَا ..... وَقُصُورِ شِعْرِي عَنْ عِمَادِ الأَسْقِفَة
فَالشِّعْرُ ثَرْوَتُنَا لِمَدْحِ حَبِيَبـةٍ . .... وَقِريضُهُ مَالٌ سَيُنْفَقُ لِلشِّفَــــــــــــا
فَهِيَ الشِّفَاءُ لَنَا بِكُلِّ سِقَامِنَــا ..... وَهِيَ النَّصِيرُ لِحَقِّنَا إِنْ أُجْحِفَـــــا
إِنْ مُرَّةً فَلِأَنَّهَا كَالْعَلْقَــــــــمِ ...... مُرُّ الْعَــــــلَاقِمِ لَا يَكُونُ مُزَيَّــفَا
مَا حِيلَتِي فِي مُسْتَفِيضِ جَمَالِهَا؟ ....... يَا لَيْتَ قَلْبِي بِالشُّعُــــــــورِ تَوَقَّفَا
بوشنة عبد الوهاب
في:01/09/2013