السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
(ماذا استفدت من حياتك ؟)، إنه سؤال جوهري يذكرنا بضرورة تقويم أفعالنا و يحثنا على التخطيط لتصويب سلوكاتنا، و ما من شك أن الذي يعمل به سيرى طريق النجاح مفتوحا أمامه و الجنة ستكون ـ بعون من الله ـ مستقرا له
شخصيا، استفدت من حياتي بمقدار يجعلني أطمح لمزيد من الاستفادة، فكما قال الإمام الشافعي رحمه الله
أخي لن تنال العلم إلا بستتة *** سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء و حرص و اجتهاد و بلاغة *** و صحبة أستاذ و طول زمان
فطول الزمان هو الأساس الذي أراه ممكنا لي في نيل الاستفادة التي أبتغيها، خصوصا و أننا مازلنا يافعين قد أدركنا الدنيا في مرحلة شبابنا
... رغم ذلك كانت لي تجارب عديدة في الفترة القصيرة التي عشتها جعلتني أستفيد من النتائج و حكمها أكثر من الأحداث و حيثياتها، فلعل أبرز ما استفدت منه هو أنه لا تجتمع قط الحياة مع اليأس، فالعثرات التي ممرت بها زادتني قوة وصلابة في مكافحتها لأصل إلى تحقيق أهدافي، و علمتني أنه يوجد من حولي أسرة، إخوة و أصدقاء و زملاء ... و معارف كانوا نعم العون و السند لي فيما حققته من نجاحات و إنجازات، و من من واجبي أن أرد لهم الدين بالاحترام و الشكر و العرفان قدر ما أستطيع، كما علمتي حياتي أنني في معترك هذه الحياة أعيش صراعا ـ لا ينتهي إلا بانتهاء أجلي ـ مع أخطائي و زلاتي و هفواتي، و حرصي دائم على تصحيحها و تعويضها بالأعمال الحسنة ... كلما أدركت خطأي سارعت بتصحيحه طالبا عون الله في ذلك. أما النتيجة مما استفدت منه هي أن حياتي ليست ملكي، بل هي ملك لله عز و جل في أرضه، لذا وجب علي تسخيرها في طاعته و عبادته و رفع راية دينه و المساهمة في تيسير أمور عباده لتكون كل هذه الأعمال زادا يجعلني أفوز برضى الرحمان
جزاكِ الله خيرا أختي الفاضلة على الموضوع القيم و المهم