سلام الله عليكم وحياكم الله جميعا رواد منتدى الإشراقات العلمية
جئكم اليوم بموضوع من بنات افكاري رأيت الحديث فيه على شكل خاطرة بسيطة واليكم نص الموضوع :
========
عندما تكالبت الظروف على بني البشر ورأيت منهم ما رأيت من الفرقة الإجتماعية والسياسية ما رأيت ، وشاهدت ما آلت اليه أوضاعنا كبشر قررت أن لا أتغير ...
عندما رأيت عالمنا اليوم يحث الخطى للحاق بركب العالم في تطوراته التكنولوجية الكبيرة برغم ما لذلك من انعكاسات على شخصيتنا ومقوماتنا قررت أن لا أتغير ...
عندما رأيت أن الأم قد تخلت عن دورها في البيت كأم ، والأب عن دوره كأب ، والأخت عن دورها كأخت ، والمجتمع عن دوره كمجتمع وفقا لاضطرابات أملاها علينا الزمن قررت فعلا أن لا أتغير ..
عندما رأيت أن كوني متفتحا على العالم يعني هذا أن أتخلى عن مبادئي وقيمي قررت أن لا اتغير ..
عندما رأيت الانفتاح و العولمة يطمسان بقوة معالم هويتنا الدينية ،الوطنية والتاريخية قررت أن لا أتغير ..
قد ادركت جازما اليوم وقطعت الشك باليقين اننا في في منعرج خطير جدا ، منعرج يقضي بان نكون او لا نكون ، ان نكون نحن هو نحن بشخصيتنا وثوابتنا ومقوماتنا وتاريخنا أو لا نكون ، أن نكون نحن الأصل في الريادة والقيادة ، ان نكون نحن القدوة الحسنة ، ان نكون نحن من نصدر ولا نستورد ، ان تكون شخصيتنا وديننا وهويتنا ومبادؤنا ثوابت غير قابلة للمساومة ،و ان لا يكون التغيير هو تدليسنا نحو الهاوية ..
أعتقد اننا في معركة البقاء ، وأن البقاء لم يعد خيارا متاحا للجميع ، لأن الخيار كان واضحا عندما اخترنا التغير والتغيير ..
اتحدث عن التغيير وهو من القضايا الشائكة التي هي في حقيقة الأمر مسألة مصيرية في تحديد معالم الأمم بعد مدة من الزمن ، والمنطق والعقل يتفقان على ضرورة التحليل العميق والإستنتاج السليم والصياغة الفكرية أو إعادة الصياغة ان شئنا القول لكل ما تحمله لنا رياح التغيير الفكرية مثلما جاءت بهدف عميق يستهدف الأعماق والمقومات ، وما نراه اليوم في حياتنا وسلوكياتنا و خصوصا لدى الشباب منا لَهو ما نخاف منه ، وهو ان يصبح شبابنا متشبعا بثقافة غربية ليست اصيلة عندنا ولا عند من ارادونا ان نكون عليها ، بل صنعت خصيصا لتشكل معالم أمة جديدة بعد ردح من الزمن لن تكون اسلامية عربية ولن تكون علمانية غربية بل ستكون امة هجينة في تفكيرها ، سلوكها وعاداتها ، بعيدة عن الدين بعيدة عن التاريخ ، بعيدة عن اللغة يسهل بذلك تطبيعها وجرها من انفها الى حيث يريدون كما تجر أعنف الدواب ....
إن مقتضى التغيير للأحسن هو مطلب للجميع ، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو متعصب ، ولنا في الأمة العربية قبل الإسلام خير دليل ، ولكن التغيير من أجل التغيير ، أو التغيير من أجل كسر نغمة الروتين ليس معقولا وإن تبنى الجميع هذا الأســــــاس فأكون أنا حينها قد قررت سابقا أن لا أتغيــــر .