تحية طيبة وبعد ,
وأن اللّه ليس بظلام للعبيد . صدق الله العظيم
جميعنا نكره الظلم رغم اننا للأسف الشديد نُساهم فى انتشار الظلم بيننا
وأصبحنا نتعايش معه وكأنه أمر عادى ومن مُسلمات الحياة
الجميع يتظاهر ويشجب ويعتصم وربما يُضحلا بحياته فى سبيل
رفع الظلم عن كل مظلوم وقد تحدثنا كثيرا وسبقنا الأدباء والعلماء
عن وجوب مُحاربة الظلم فالظلم ظلمات يوم القييامة
كل ذلك جميل وطبيعى جدا ان نكون كارهين للظلم اما الغريب
أن الغريب بالفعل أن نحارب الظلم قوله ونتبناه فعلا
ورغم ان الدنيا جعل الله عز وجل فيها حكمة وجوب المضادان
الخير والشر الحلال والحرام العدل والظلم
يبكى البعض منا من ظلم الاخرين له أو لغيره
ونسى أو تناسى لأو ربما أنساه تعلقه بالدنيا وشهواتها انه ظالم بالفعل
مهما كان عادلا أو فارسا فى ميدان محاربة الظلم
الظلم هنا يكمن فى ظلم الانسان لنفسه
حيث رضخ واستسلم لشهوات الحياة وترك لسانه للكذب والفتنة
ونشر الاشاعات والخوض فى أعراض الاخرين
وظلم يده التى استولت على املاك غيره وسرقت دون خوف من الله
وظلم قدمه بالسير نحو كل دروب المُحرمات وكأنه بلا عقل !
وظلم قلبه بالحقد والحسد وكره الاخرين وتركه للسواد الناتج عن معصيته
وظلم عينه بعدم غض بصره وبالنظر لما فى يد غيره
للأسف الشديد يعتقد بعضنا أن أجسادنا ملكُا لنا يحق لنا العبث بها
واجبارها على العذاب المُنتظر يوم لقاء الله رب العالمين
غرتنا أموالنا وجمال أجسادنا واعتقدنا أن الدنيا كلها تحت أقدامنا
رغم ان الحقيقة التى نعلمها جميعا ونؤمن بها
اننا حتما حتما ستوارى أجسادنا تحت التراب ولن يتذكرنا أحد
حتى من انفقنا كل ما نملك تقربا وحبا لهم
كل من بعنا ضمائرنا لخاطرهم
سنموت تاركين اموالنا وكل مالنا لمن بعدنا نحاسب عليه ان كان حراما
رغم ان غيرنا ينفقه حلالا طيبا
قبل أن نطالب برفع الظلم عن غيرنا
علينا ان نكون عادلين بأنفسنا حتى نكن على يقين تام
انه لا ظلم يجلبه القدر بل نحن من يظلم نفسه بمعصية الله
فلنكن طائعين لله رب العالمين
لنشعر بالرضا والعدل مهما كانت المحن والعقبات
لنشكر الله عز وجل فى المضرات قبل المسرات
هذا هو قمة العدل للنفس التى تعانى الظلم من أجسادنا لأنفسنا .
ليسأل كلا منا نفسه
هل انا ظالم أم مظلوم ؟!..
( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
صدق الله العظيم