السلام عليكم ورحمة الله
قصيدة في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم .
مقدمة
كَفَى بُكاءً على الأطلال والدارِ ... يا ناظمَ الشّعرِ وابْكِ صاحبَ الغارِ
كفى هياما بليلى و السّعاد ودعْ ... أنشودةَ الحُبّ من لغْوٍ و أوْزَارِ
واكتبْ بكفّكِ من رقراقِ سيرتهِ ... وامْسَحْ بأخْرى حبيبي دمعَكَ الجاري
وعدِّ عن طللٍ قد بتّ تعبدُه ... واسْفَحْ مُعَتّقة منْ بَعْدِ إسْكَارِ
دعْ ذاكَ ، ما ذاكَ إلا وهْم زائلةٍ ... إنّ الحقيقةَ فيمَا بعد ذي الدَّارِ
إنْ كنُتَ تبغي هِياماً، في النّبي فَهِمْ... وقِفْ على القُبَّةِ الخَضَرا بمدرارِ
لا أدّعي ولهي بالمصطفى أبداً ... إنَّ الكَلاَم بهذا فَرطُ إعْسَارِ
وَقَدْ عَلِمْتُ شروطَ الحبّ وا أسَفي... على اتّباعي وتقصيري وياعَاري
في كلِّ عَامٍ يُحيِّينا بمولدِهِ ... يُلقِي السَّلامَ عَلى الأزْهارِ و النارِ
جلمودُ (طيْبة) من إفراطِ فرحَتِهِ ... حَيَّا بمولدِهِ جلمودَ (أدْرَارِ)
و مَا البياضُ الذِي غَطّى مَدائِننا ... إلاَّ رسائلُ حُبٍّ منه يا جَاري
لاَ تَخْشَ شَيئا، فلنْ تَعْرَى على سَغَبٍ ... هَذِي البَشائرُ ، قُل زِدْني بإعْصَارِ
للعَاشقينَ ، وللمُستضعفينَ أتَتْ ... لمنْ يُفَكِّرُ في المستقبلِ السّاري
للصّامدين بقدْسٍ و الشآم ومَنْ ... قدْ صارَ مِن مَسْكنٍ، في مَلجإ عَارِ
لكلّ مَن نَاله بالسُّوءِ ثمّ إذا ... أصْغى لسيرته ولّى بإقرارِ
لِلمُؤمنين وغيرِ المؤمنينَ بهِ ... لكلِّ ذي حاجةٍ في طاعة البارِي
قد حِرتْ أحصي عديدَ المُسعَدِين به ... وكلُ من قلتُ -فعلاً- غير محتارِ
محمدٌ لؤلؤ كمْ رامَ قيمتَه ... مُريدُ بيَع فلم يفعلْ و لا الشّارِي
وصف الجاهلية
ما ليلى؟ ما هند؟ ما أسماءُ إن ذُكرتْ؟ ... ومَا سُعادُ؟ إذا فتّشتُ أفكاري
ومَا هُريرةُ إن جاءتْ مُودّعةً ؟ ... وكلُّ أنثى تُعَاني وأْدَةَ العَارِ
والنّاسُ جَهلاً إلى الأوثانِ خاضعةٌ ... تُهدي القرابينَ زُلفَى عندَ أحْجارِ
زُورٌ من القول والفحشاءُ ديدَنُهم ... من كل رِجسٍ أحلُّوا حُرمةَ الجارِ
وذَلّ بالكُفْرِ في أيّامِ دولتهِ ... قَومٌ عَبيدٌ وهُم في ثوْبِ أحْرارِ
قومٌ تُمزّقُهُم أهْواؤُهم شيعاً ... منْ كلّ سفَّاحِ حَرْبٍ طالبِ الثَّارِ
حتّى تدَارَكَهُمُ ربّي برحْمَتِهِ ... كَمَا تَدَارَكَ مَكْفُوفاً بإبْصَارِ
محمّدٌ قدْ أضَاءَ الكَونَ مولدُه ... نُـورًا يفـوقُ سـناءً كلَّ أقْمَارِ
النشأة
أطلّ نورُهُ والأكوَانُ مُظلمةٌ … و نورُه لم يكنْ كأيّ أنوارِ
فإنَّه رحمةٌ للكَونِ قدْ نزَلتْ … للنّاسِ تُنقِذُهُمْ من لفْحَةِ النَّار
فَبشََِّرونا بمولودٍ سَيُنقِذُنا... جميعَنا يَرتَوِي مِنْ نَهرهِ الجَارِي
مَا قدْ رآهُ الورَى إلَّا و يَعشقُه ... نَبضُ الفؤادِ بدونِ أي إنْذارِ
وَجْهٌ جَميلٌ كَبدرٍ في تألُّقهِ … و لاَ مَثيلَ لهُ وَصْفا بِأقمَارِ
و الدمعُ يغلبُهُم منْ حالهِ حزناً ... منهُمْ على قدْرهِ جهْلاً بأقْدَارِ
منْ لِليتيمِ يدَاويهِ لفَقدِ أبٍ ...لمْ يَلْحَقِ الرَّكْبُ قدْ أفْضَى بمشوَار
و الأمُّ تحضِنُهُ تَروِي طُفُولَتهِ ...حَتى أتَى مَوعدُ الرُّجْعَى إلى البَارِي
و الجَدُّ يرْعَاه في عطف يعَوِّضُه… حتَّى قَضَى أجَلاً من صُنْع أقْدارِ
لكنْ تعهّده ربّي فأدّبَهُ ... ثم اصطفاهُ نبيّاً خيرَ مُختارِ
فضله
دُمُوعُ ثَكْلَى وَقْلْبٌ مُدْنَفٌ أَبدا***نَاجَاكَ يَاسَيّدَ الدُّنْيَا بِأْشْعَارِ
أبي ونفسي وأمي- فوق ما عظمتْ- *** فِدَى الحبيبِ بأرواحٍ وأعمار ِ
مُحمّدٌ سِرُّ ليلي كمْ أنسْتُ بهِ *** وبِتُّ أهْتِفُ في أفْلاكِ أسحَارِ
أليس من جمّع الأعرابَ في شرفٍ*** وقبلُ فرَّقَهُم تَقْدِيسُ أحجارِ
وعاشَ ينشرُ طُهْر الدّينِ مُصْطَبرا*** يؤَلفُ الشّمْلَ أخياراً بأخيَارِ
بالحلمِ والعزمِ والحسْنى يلمْلمهم*** يقودُهُم بالهُدى للخَالق البَاري
قدْر النّبي وإنْ كرّرتُ قافيةً *** لم أوفِه بمديحٍ رَغم تَكراري
وصف الاسراء والمعراج
يَا لَيْلَةَ المَوْلِدِ الغَرّا، لَقَدْ وُلِدَتْ ***مِنْكِ اللّيَالِي الّتِي خُصَّتْ بِأَخْبَارِ
ذِكْرُ البُرَاقِ لَنَا ذِكْرَى وَمَوْعِظَةٌ ***خَيْرُ المَطَايَا سَعَى فِي خَيْرِ أَسْفَارِ
لَمَّا خَطَا بِصَعِيدِ الْقِبْلَتَيْنِ خُطاً***يَسِيرَةً فَطَوَتْ آلاَفَ أَمْتَارِ
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ هَلْ مِنْ نَفْحَةٍ لَمَحَتْ***مَا كَانَ أَرّخَ ذَاكَ الْكَوْكَبُ السَّارِي
فِي لَيْلَةٍ بُسِطَتْ كَفُّ السَّمَاءِ لَهُ***فَرَاحَ يَجْمَعُ أَسْرَاراً لِأَسْرَارِ
يَسْتَأْذِنُ المَلَكُ الرُّوحُ الأَمِينُ، لَهُ***آبَاءَهُ الرُّسْلَ في بَوّابَةِ الدَّارِ
حَتَّى رَقَى َ- وَبَقَى جِبْرِيلُ مُنْتظرا-***لِسِدْرَةٍ حُجِبَتْ بِفَيْضِ أَنْوَارِ
يَا أَحْمَدَ الخَيْرِ إِنَّ الأَنْبِيَا فَقِهُوا*** فَقَدَّمُوكَ بِمَا قَدْ خَصَّكَ البَارِي
تُوِّجْتَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ تَكْرِمَةً *** لأُمَّةٍ رَكَنَتْ لِسَطْوَةِ العَارِ
وصف رحمته
صَبري على الدّهْر مَا أدري لهُ مَثلاً *** ولسْتُ إنْ ذُكِرَ الماحِي بِصبَّارِ
يا سَيّد الناسِ كمْ روّضتُ قَافيتي *** كيمَا تجيئَكَ في أحْلاسِ أنوارِ
أُعطِّر العمْرَ مِنْ نفحٍ علائقُهُ *** تزكو بها كل صحراءٍ وإعمارِ
مَأمُورَةُ الوجدِ مِن بَرْكِ الهوى اكتنَفَتْ …ركباً كَأنْهم في جَوْن عطّارِ
يَستروِحُون من الهادي وسيرتهِ … ومِنْ شَمائلهِ، ما هَزَّ أوتارِي
مَا الجَوْنُ ؟!، مَا عطرُ كل الأرض مُنسكبا؟...إن قيل: "أحمد"، يا تفريج أَعسْاري
كمْ كُنْتُ أقبضُ أشواقي، وأبسُطها… على احتشامٍ، إلى أنْ جَاءَني السَّاري
يقولُ: (والناس في لهو وفي صَخَبٍ):... عدِمتَ عُذْركَ، أطلقْ شَوْقَ أعمَارِ
وقُلْ أُحِبُّ ومَن أهْوَى، تَمَلَّكَني … شَوْقاً وَوَجْداً، ومَا مَيْلي لأبْكارِ
أهيم بالمصطفى، إذْ دُونَ طَلعتهِ ... أذَبتُها كَبدًا، يا ليتَ أشعارِي
وَيعجَبُ الناسُ من عاصٍ يهيم بمنْ … يَعصِي،وقدْ صَدَقُوا في رَدّ أعذَارِي
لَكنَّ لي فيهِ مَا تخفى سرائرهُ ... عَن عَاذلٍ مَا دَرَى مِعشَارَ مِعْشَارِ
مِنْ رَحْمةٍ مذْ أتَى، بانَتْ سَحَائِبُهَا …إنِّي بحُرمَتِهَا اسْتَعْطِفُ البارِي
يا رَحمةَ اللهِ للدُّنيا، عَلى خَجَلٍ …هَا قدْ أتَيتُكَ يَا تأمينَ أخْطَاري
مُستذكِراً كُلَّ مَنْ نَالُوا بَراءَتهُم …عَلى يَدَيكَ، وَجَازُوا طَوقَ أَسْوارِ
حَتّى البعير وقد أشْفَى، تُأمِّنه …والجِذعُ في نَوحِهِ مِنْ خَوفِ إنكارِ
مَنْ غيرُكَ السائلُ الجُندَ الخميسَ ضُحى؟ ... عن رَوْعِ مُوكِرَةٍ بالمهمهِ العَارِي
أخذتَ مِن سَكراتِ الموتِ أعظمَها ... رِفقاً، وفيكَ نَجَتْ أصْلاَبُ كفَّارِ
مَالي أعدِّدُ كالمَعدُودِ رحْمةَ مَنْ ... أثَارُه فوْق إعلانٍ وإضمارِ
مَا رُمتُ أبعدَ في التحقيق مِنْ زمنِ، المستنصرينَ بهِ في يوم ذي قارِ
صَلّيتُ ما اتصلت شمسٌ بمشرِقها … ومَا تغشَّت بأشفاقٍ وإسفار
ومَا تحسُّر ذِميِّ تخلَّفَ في … خَلف دَهَاهُم أذَى الذميِّ والجَارِ
ومَا القواريرُ خِلنَ الرّفقَ حُلمَ دُجى …وقِصةً عَرَضتْ في بعضِ أثارِ
وما تقلبَ تحتَ اليُتمِ رأسُ فتى … ومسحُ لُمَّتهِ ضَربٌ من العَارِ
صلاةُ ربي على المبعوث رَحمته … للعالمين، مَحَتْ أسفَارَ أوزَاري
الوفاة
يا سَلةَ العِشقِ لا تُبقي لنا أحدا**من عَاشقيك وغطّي جُرفَك الهَارِ
عشقُ النبي وحب العَاشقين له**نرجُو الإلهَ به صفْحا من النارِ
هذا ابنُ أنْثَى شَريفٌ لا مثيلَ لَه**يومَ القيامة في جنّاتِ أنْهَارِ
نَرجُو شفَاعتَه فينا بمقدمِنا**يومَ الوعيدِ وكل جسْمُه عَارِي
بعْد الوَدَاع بحَجّ يستفيضُ به...دمعُ المحبةِ من تِلقاء تذكارِ
عادَ الحبيبُ بحمّى تَعْتَلِي جسَدا...زكّاهُ ربّي بأخلاقٍ وأنوارِ
وزَارَهُ في فراشِ الموتِ مُبتَعَثٌ...مِنْ عندِ ربّي لتخييرٍ بأخيارِ
إمّا الخلودُ بذِي الدّنيا وزُخْرُفِهَا...أوْ يعتَلي بَرْزَخاً في صُحْبةِ البَارِي
فاخْتَارَ ربًّا كَريماً يُسْتَجَارُ بهِ...عنْد الهَوانِ وعندَ التّيهِ للسَّارِي
المَوتُ فرْضٌ على الأحياءِ كلِّهِم...لكنْ نخلَّدُ في الدّنْيا بأذْكَارِ
إنَّا سَنَنقشُ شِعْرا يَستطيبُ بهِ...منْ جَاء يوْماً إلى دُكّانِ عَطَّارِ
سُمِّيتُ باسمكَ يا خيرَ الأنامِ فهلْ .... بذاك تشفعُ لي مِنْ حرقةِ النـار
على خطاك وقد قلّت خطايَ ألاَ .... ما أبْعَدَ الشمسَ عن عينِي وعن داري
هذا مَقامُك محمودٌ ويسبقُهُ .... حَمـدٌ لربّكَ بلْ حَمْـدٌ بإكْثَارِ
مبشِّراً ونذيراً جئتَ تُرشـِـدُنا .... إلـى الطريق بهَدْيٍ من يد البَاري
وإِذْ دُعِيتُ إلى حُبّ النبي معـاً .... وقفتُ وقفةَ إجلالٍ وإكبارِ
تجمَّدَ الدَّمُ من تقصيرِنا خَجَلاً ....وسَالَ حِبْري ليَمْحُو بعضَ أوزاري
قومٌ قد اجتمعوا في مدحِ سيِّدهِم .... منْ ذَا سيَجْمَعُهُم من غيـر أقدار
مِن نسْجِ خَيمَتِنا جِئنَا لنمْدَحَهُ...صَلَّى الإلهُ عَلى المختارِ في الغَارِ
الخاتمة
صَلَّى عَليْهِ إلهي ما اهْتَدَتْ أُمَمٌ .... و ما تَفَتَّقَ صُبْحٌ بَعْدَ إدْبَارِ
و ما تَرَنَّمَ حَادٍ في شَمائِلهِ .... و ما تَشَرَّبَ زَرْعٌ بَعْدَ إمْطارِ
و ما تَقَلَّبَ قَلْبٌ في مَحَبَّتِهِ .... و ما تَجَدَّدَ يُسْرٌ بَعْدَ إعْسَارِ
و ألفُ ألفِ صَلاةٍ فِيهِ نُتْبِعُها .... مِلْيارَ أُخْرَى إلى مِليارِ مِليارِ
و ما لنا بِرسُولِ اللهِ مِنْ أحَدٍ ..... حَتىَّ يُكَذَّبَ دَمْعٌ بَعْدَ إقْرَارِ
كُلُّ المَدَامِعِ دُونَ القَدْرِ إنْ بُذِلَتْ .... إنَّ المُشَفَّعَ لا يُبْكى بِمِقْدارِ
و ما لِقافِيَةِ الأشْعارِ إنْ سَمَقَتْ .... بُلوغُ مَدْحِهِ ما طَالَتْ بِأشْعارِ
و ليْسَ تُنْصِفُ قَدْرَ المُصْطَفى كُتْبٌ ... و ليْسَ تَنْدُبهُ أشْجانُ أوْتارِ
فإنْ كَتَبْتَ فَزاحِمْ ما كَتَبْتَ لهُ .... بِدَمْعِ عَيْنٍ على التَقْصيرِ مِدْرَارِ
***قصيدة مشتركة من نظم شعراء قرووب خيمة الشعر بالفيس بوك
https://www.facebook.com/groups/182651075104890/permalink/779216215448370/