السلام عليكم
بالرغم من المجهودات المعتبرة التي تقوم بها بلدية أولف من أجل الحفاظ على نظافــة البيئة والمحيط إلا أن هناك تجاوزات مسجلة هنا وهناك سواء من طرف المواطنين أو من طرف بعض المسؤولين.
دعونا نعترف أن مدينة أولف لو قارناها بعديد المدن الجنوبية لوجدنا أنها من بين أنظفها، فبالإضافة إلى عمال النظافة توجد هناك حملات تطوعية بين الفينة والأخرى قصد تنظيف الأحياء رغم أن معظمها حملات مناسباتية ترتبط بالأعياد الدينية، ولكن هل نحن فعلا كمواطنين نملك ثقافة بيئية؟
لنبدأ بالصورة الموالية
هذه الصورة ملتقطة حديثا غرب حي قصبة بلال، ويمكن للقارئ أن يعاين حجم لا مبالاة المواطنين، والحق يقال، فبلدية أولف سخرت عتادها من أجل إزالة الرمال التي كانت تزحف على البساتين، ولكن ما حدث بعد ذلك أن بعض المواطنين أصبحوا يرمون نفايات البناء في ظلام الليل الدامس أو في الظهيرة أين لا يمكن لأحد مشاهدتهم، حتى أصبح المكان مفرغة لمخلفات البناء، وأعتقد أن الرمال التي أزيلت أفضل بكثير من هذه البقايا التي أصبحت تشوه المكان فضلا على أنها تلوث مساحات زراعية وستشكل عبئا كبيرا لا محالة.
أنا لا أريد أن أتحدث هنا عن العقوبات التي يفرضها القانون على المخالفين، ولا أريد أن أذكّر بالآثار السلبية على المحيط والصحة والزراعة بقدر ما أريد أن أخاطب ضمير كل واحد فينا، فنحن نعبر عن مستوانا بأفعالنا، وديننا الحنيف لم يترك لنا شيئا لنقوله في هذا الجانب، ولكن من باب الذكرى لعلها تنفع المؤمنين.
وبالحديث عن البيئة في مدينة أولف نعود لنقف عند ظاهرة انتشار البعوض الذي أصبح يقاسمنا حياتنا اليومية، أليس عجبا أن أتحدث عن هذا ونحن لا زلنا في بداية شهر الربيع، فكيف السبيل إذا طرق شهر جوان أبوابه؟ ولكي نفهم أكثر شاهدوا هذه الصورة الملتقطة لمدينة أولف عن طريق الأقمار الصناعية
كما هو مبين في الصورة فإن مدينة أولف على اليمين وهي الجهة الشرقية، وتقع غربها مباشرة بساتينها التي تعادل تقريبا مساحة المجمعات السكنية، أما على يسار الصورة فنشاهد مستنقعات الصرف الصحي وهي مبينة داخل الدائرة، وأحد هذه المستنقعات قريب جدا من البساتين وهو آخذ في التوسع، مما يجعل السؤال مطروحا: هل مكان المستنقع مدروس بعناية؟
في مدينة أولف عادة ما تكون الرياح شرقية، وبالتالي فسراب البعوض يُطرد بعيدا عن المدينة، ولكن بسبب اتساع رقعة المستنقعات واقترابها بشكل خطير من المدينة أصبحت جحافل البعوض تشكل خطرا صحيا محدقا بالسكان، ورغم بعض الحملات التي تقوم بها البلدية من حين لآخر بإطلاق مبيد البعوض في الجو إلا أن هذه العملية لها آثار سلبية على صحة السكان لاستنشاقهم هذا المبيد فضلا عن المصابين بالأمراض التنفسية، كما أن فاعلية هذا المبيد ضعيفة جدا إذ من الأولى القضاء على بيض البعوض في موسم التكاثر
هي دعوة أوجهها في الأخير لجميع المواطنين بالحفاظ على المحيط والتفكير في سلامتهم وسلامة أبناء بلدهم، لأن الأذى إن حدث سيعم الجميع، والنظافة إن عمت فسينعم بها الجميع