جملة لطالما رددها كبارنا امامنا وكنا حينها نستغرب من معناها لانها غير منطقية التصور والقبول, لكن بعدما كبرنا ادركنا انها ليست مجرد نصيحة تصاغ بطريقة تهكمية بل سبة في وجه كل احمق يريد من الآخرين ان يسيروا على جادة الصواب وهو ابعدهم عن ذلك, بعد الاحداث الاخيرة التي نأت بحملها باكالوريا 2015 ممثلة بفضائح تعودنا على حدوثها من اخطاء في طرح الاسئلة الى التسريبات التي طالت هاته الاسئلة بنشرها عبر الشبكة العنكبوتية زيادة على ذلك عمليات الغش التي يحترفها الكثير من طلبتنا ولا يجيدون غيرها, الوزارة الوصية وصاية الثعلب على الغنم وعدت باتخاذ اجراءات ردعية لاستئصال ظاهرة الغش المقترنة دوما بالامتحانات الرسمية, بهذا انزلت وزارة التربية نفسها مقام الواعظ مع العلم انها احوج للوعظ والارشاد من الطلبة, الم تغش الوزارة حين ماطلت في حل مشاكل الاساتذة المضربين؟ مفوتة بذلك على الطلبة زمنا هم في امس الحاجة اليه والقاعدة تقول ان كل شئ قابل للتعويض في هذه الحياة الا الصحة والوقت, الم تغش الوزارة بتحديدها عتبة الدروس؟ وهذا يدل ان المناهج لم تكن مدروسة منذ الوهلة الاولى من ناحية الحجم الساعي ناهيك ان بعض الدروس التي تاتي بعد العتبة قد لا يتناولها الاساتذة بالشرح لطلبتهم وهذا مايؤثر على هؤلاء في مشوارهم الدراسي حتى في حال نيلهم شهادة الباكالوريا, الم تغش الوزارة ممثلة في الاساتذة الحراس حين ساعدت الطلبة على الغش رغم ادعائها شدة الاجراءات المتخذة لمنع حدوث ذلك ؟! فالشاهد على الجريمة مشارك فيها, الم تغش الوزارة حين الغت ركنا بشريا يعد محور اساسيا في عملية التربية وابدلته بقرص مضغوط اعتقدت الوزارة بانه يضاهي الاستاذ علما بل يفوق, ولئن سلمنا بهذا فان القرص المبجل لن يفوق الاستاذ تفاعلا ومناقشة مهما بلغ محتواه من ثراء وتنوع, فالعلم بالنهاية يؤخذ من افواه الرجال لا من امهات السيديهات(كتب العصر), لن يفوتني عدد التجاوزات التي يتم السكوت عنها ابان مسابقات توظيف الاساتذة و امتحانات تكوين المعلمين والاساتذة وحتى مسابقات المفتشين لم تسلم من ذلك, بعض من الاساتذة الذين يعيرون الطلبة بالغش هم اولى بذلك منهم, فهم في كثيرا مايتخلون عن اداء مهامهم في المدارس الحكومية اذ يدرسون بطريقة باردة منفرة بينما يفيضون علما وثقافة حين يقدمون نفس الدروس لابناء فلان او علان, اذا ما اردنا ان نقضي على ظاهرة الغش علينا ان نغرس الثقة بالنفس لدى طلبتنا, علينا ان نلقنهم ان الامتحان يقيم مستواهم الذي هم عليه لا الذي نريد ان ندفعهم اليه دفعا خاليا من قيمة ان العلم يكتسب ولايعطى, الاجراءات المشددة لن تزيد الطلبة الا اصرارا على فعل هذا الامر فهناك منهم لا يعدمون الوسيلة الا اذا عدموا حياتهم, علينا تكوين الطلبة نفسيا وعدم الضغط عليهم حتى يقتنعوا ان الباك امتحان شانه شأن سائر الامتحانات وحينها سنوفر هذا الكم المذهل من الحراس المدنيين والعسكرين الذين نستنفرهم كلما تعلق الامر بشهادة الباكالوريا وحينها ايضا سنشاهد طلبتنا يجتازون الباك دون حراسة سوى مراقبة ضمائرهم, نقول للوزيرة اذا اردتي ان تنصحي فلا تكوني كابليس يصدقك وهو كذوب , ولاتغشي في تصريحاتك لانها كذلك , وليس هذا بغريب عليك يا ابنة غبريط فانتي تتقنين فن التبلعيط!!!!!!.
iqes hainoun le 09/06/2015