اذا اقدم احدهم على تعلم لعبة ما فان معلمه سيرشده حتما الى ان الخسارة متقبلة شرعا لا وضعا, طبعا بعد اللعب لاقبله والخسارة على كمال الاداء اهم من الفوز على النقائص, فمن لم يجرب طعم الخسارة لن يعرف نكهة الفوز, كرة القدم اللعبة الاكثر شعبية في العالم والاكثر ممارسة من طرف الرياضيين الذين يعكف قسم كبير منهم على ممارستها يوميا وقد يتذوقون خسائر كبيرة لمدة متواصلة, لكن جذوة الشغف بهاته اللعبة تنهاهم التوقف عنها, صحيح ان الاداء مهم في كرة القدم لكن هاته الاخيرة لا تعترف الا بالنتيجة وتاريخها لايسجل سواها, ففي معظم نهائيات اشهر المسابقات العالمية راينا بام اعيننا ان الفريق الذي لعب افضل من خصمه خسر في النهاية واخذ حصة الفأر من الاهتمام والمديح, النتائج الكارثية في عالم كرة القدم تؤول لسببين اولهما ان التخطيط والاعداد اجوفان ويتمان بطريقة عشوائية غير محمودة العواقب, اما السبب الثاني يعزى للاعب في حد ذاته والشخصية التي يجب ان يتمتع بها اثناء خوض المباريات, فكيف بلاعب مارس كرة القدم لمدة طويلة ان ينهار بمجرد تلقيه هدفا وبذلك يخرج عن طوعه ويكمل مباراته ضاربا اخماسا في اسداس, تذكرت مقولة للمدرب الشهير جوزي مورينهو مفادها ان الخسارة لها اب واحد وهو المدرب طبعا اما الفوز فله اباء عديدون, الخسارة تصنف المحيطين بالفريق لمتشوقين لخسارته متحينين لها ليتسنى لهم شحذ سكاكين النقد الهدام, او متحسرين لخسارته ايضا داعمين اياه بنقد بناء يطور عقلية الفريق للاحسن, بفوز واحد قد تصبح بطلا وبخسارة واحدة ستصبح مجرما مطلوبا للمحاكمة؟! عفوا للملاسنة مع اشباه المناصرين, تجد بعض الناس يسخرون ممن ينهزم بنتائج كارثية وهو لم يقدم ولم يؤخر لانه لم يشهد ماجرى خشية ان يسقط جداره المفضل الذي اعتاد اغتياب الناس تحته ولا احلى عنده من تمضية الوقت باحاديث الكرة ممزجا فيها بطولاته العنترية الواهية لانه وببساطة لم يعرف حقيقة الميدان, واقول لهؤلاء حقيقة الميدان اوضح واقسى من زيف الجدران, بعد العيد مباشرة ستنطلق بطولة مابين الاحياء لبلدية اولف اتمنى وصول فريقين للنهائي, اولهما فريق اتحاد حبادات النادي الذي العب له حاليا ونادي مستقبل زاوية حينون فريقي الام الذي نشات وترعرعت فيه واتمنى لهذين الفريقين ان يفوزا على جميع المستويات وان يخسرا شيئا واحدا فقط الا وهو التنافر بين القلوب, رسالة لمناصري كرة القدم المتواجدين داخل ربوع القطر الاولفي نصها كما يلي(كرة القدم مجرد لعبة والاصل فيها انها تجمع ولا تفرق واذا اردنا ان نخسر بعضنا لاجلها لنخسرها هي اذا فما هي بالنهاية الا جلد مدور ينط هنا وهناك), من لم يعرف طعم الخسارة بحق لن يعرف طعم الفوز طول عمره ابدا.
iqes hainoun le 14/09/1436