روايات الشباب تجذب وزراء و سياسيين
يعتبر الصالون الدولي للكتاب موعدا ثقافيا وفكريا، وفرصة أيضا للقاء السياسيين والمفكرين، وحتى نجوم السينما والأغنية. وإن كانت الطبعة العشرون للصالون الدولي للكتاب، لم تعرف زيارة قوية لوجوه بارزة على المستوى الوطني، إلا أننا سجلنا خلال الأيام التي عاشها قصر المعارض “سفاكس” هذه السنة، حضور عدد من الوزراء السابقين الذين اعتادوا زيارة المعرض، على غرار وزير الشباب والرياضة الأسبق كمال بوشامة الذي كان يوقّع كتابه الجديد، والوزير الأسبق للثقافة والاتصال، محي الدين عميمور، الذي قدم عمله “الموسطاش” عن حياة الرئيس الراحل هواري بومدين.يتركز حضور الوجوه السياسية والفنية الجزائرية، عند أجنحة دور النشر الوطنية، فقد كان الوزير الأسبق على بن فليس، الذي التقيناه في الصالون يبحث عن مذكرات الشخصيات والمجاهدين. بينما حضر وزير الشباب والرياضة السابق الهاشمي جيار، باحثا عن روايات الشباب، كما تحدث لـ “الخبر” عن حبه للكتب ذات المواضيع الاقتصادية والتاريخية، وعرض علينا قراءة أعماله التي صدرت له السنة الماضية، وتناولت موضوع “مؤتمر الصومام”.
كما لم يخف اهتمامه بالرواية وما يكتبه الروائيون الشباب، شأنه في ذلك شأن باقي المسؤولين، الذين لاحظنا حرصهم على اقتناء أعمال الروائيين الشباب مثل رواية “الرايس” لهاجر قويدري، ورواية “جنوب الملح” لميلود يبرير.
وعلى مقربة من دار “القصبة”، التقينا بالباحثة والأكاديمية خولة طالب الإبراهيمي، وكانت تحمل معها أكياسا من الكتب، سألناها ما الذي شد انتباهها في الدورة العشرين للصالون الدولي للكتاب؟ وما الذي اقتنته هذا العام؟ فقالت: “إنها تنتظر المعرض لكي تشتري العناوين الجديدة في الرواية”، وأكدت خولة الإبراهيمي أنها لا تزور الأجنحة الفرنسية، وقالت: “أنا غاضبة عليها؛ لأنها لا تأتي بالعناوين الهامة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، رغم أن الإصدار الفرنسي في هذا الإطار كبير جدا، وهي تأتي فقط بعناوين نحن لا نحتاج إلى قواميس وكتب أطفال وروايات فقط”. وعن الأجنحة العربية، حسبها، ففيها “الغث والسمين”، وفي غالب الأحيان لا يأتي الناشر العربي بعناوين مثيرة.
وقالت إنها اقتنت من دار البرزخ كتاب “ياسين تملالي” حول الهوية البربرية، ورواية سليم باشي، لأنني أحبه كثيرا، ورواية “نصيرة بلولة” الجديدة.
أما باللغة العربية، فقالت “لم أشتر روايات لأن لدي ما يكفي بالبيت وليس لدي الوقت الكافي، كتاب آثار “لوستاتي دولافيرتي”، المكتبة الفلسفية الصوفية، وكتاب “دراسة الحجاج اللغوي والفلسفة اللغوية” من دور النشر المغربية. وكان الغائب الأكبر عن الصالون الدولي للكتاب هذا العام، المجاهدة والمناضلة جميلة بوحيرد، التي طالما صنعت الحدث في كل مرة كانت تزور فيها المعرض، ليلتف حولها الشباب، والرجال والنساء بالقبلات والورود. بينما صنعت الحدث زعيمة حزب العمال لويزة حنون بزيارتها إلى الصالون الدولي للكتاب، التي التقينا بها عند دار البرزخ، قالت لـ«الخبر” إنها جاءت تبحث عن كتب وروايات لها بعد تاريخي، وعشقها لقصة “جوبا الثاني وزوجته سيلني” لم تجده في الصالون، لأنه نفد، واعتبرت لويزة حنون أن الثقافة جزء من الهوية، وتاريخ فلسطين، والأدب المقارن، وروايات رشيد بوجدرة، وأمين الزاوي، وميسا باي.
وبدا من الصعب العثور على فنانين أو نجوم الغناء في الصالون الدولي للكتاب، عدا بعض الوجوه التي كانت تمر بين الأجنحة دون أن يلتفت إليهم أحد، فقد القينا الفنان حكيم دكار الذي قال لـ “الخبر” إنه لم يزر الصالون الدولي للكتاب إلا في يومه السابع، لانشغالاته الكثيرة التي جعلته يتأخر عن زيارة الصالون.
وقد التقينا به عند جناح “دار الشهاب” يبحث عن السير الذاتية، وأيضا الروايات الجديدة التي يمكنها أن تتحوّل إلى أعمال مسرحية أو سينمائية.
عن جريدة الخبر ليوم 07/11/2015