ولاية (أدرار) أم ولاية (أدغاغ) ؟
رأي في أصل بعض التسميات
يرى كثيرا من المؤرخين أن التسمية الصحيحة لولاية" أدرار" هي ولاية " أدغاغ "بحرفي الغين بدلا عن الراء ذلك أن تسمية المدينة حديثا جاءت تبعا لتسمية قصر "أدغاغ " القريب من وسط المدينة والذي اصبح نطقه تخفيفا " أدغا " لكن تسميته في كل الكتب القديمة هي " أدغاغ " وقيل " أضغاغ" بمعنى الصخرة أو الجبل الصخري وينسب الشخص إليه فيقال " فلان الأدغاغي"
وحينما جاء الفرنسيون نطقوا اللفظ بالراء بدلا عن الغين كما في أصل لغتهم الفرنسية فقالوا "أدرار" بدلا عن " أدغاغ " ثم جئنا نحن بعدهم في تأسيس التسمية وأخذناها من الفرنسية بدلا من لغتها الأصلية فقلنا معهم " أدرار" بدلا عن " أدغاغ ". مع العلم أن هناك قصرا آخر في بلدية زاوية كنتة بنفس التسمية لكنه وصل بالرواية باسم" أدرور".
الجدير بالذكر أن هذا الخلط والتحريف في مسميات القصور والأحياء عندنا قد مس العديد من القصور التي كُتبت لافتاتها التعريفية بغير أصل نطقها مما انجرَّ عنه تحريف في التسمية من مثل " إنزجمير" التي كتبت بفتح الألف تارة "أنزجمير" وكتبت أيضا " أنجزمير" بتقديم الجيم على الزاي، وكتبت في نفس الطريق أيضا وعلى بعد امتار من اللافتة الاولى " عين زقمير" .واخوف ما نخاف أن يأتي من يفسر التسمية يوما ويقول ان( عين ) هي عين ماء و(زقمير) هو رجل صالح !!!
والأمر نفسه مع قصر المحفوظ التي كتبت بالضاد بدلا من الظاء . وقصر "أوغزير" التي كتبت أيضا "وغزير" بحذف الألف وفتح الواو ، وقصر " أغرميانو" التي أُسقِطَت الفُها فكُتبت "غرميانو " وهي في الأصل مكونة من كلمتين "أغرم" و"يانو" تماما مثل " أغرم أملال " و"أغرم "تعني القصر. والأمثلة على ذلك كثيرة وكثيرة جدا .
وأخشى ما نخشاه هنا أن نكون قد وصلنا إلى ترسيم التحريف والتغيير في كثير من الأسماء التي اصبح نطقها واقعا وإن كان خطئا ومن يدري فقد يكون مثلا أصل تسمية "عين صالح" هو "إنصالح" و"عين حمو" هو "إن حمو" و"عين قزام "هو "إن قزام" وشتان بين المعنيين .
ومن ثم جدير بمثقفي كل قصر من القصور أن يتحرَّوا الاسم الصحيح لقصرهم عبر الاستماع والتمحيص الجيد للروايات الشفهية ،ومن ثم مراسلة الجهات المعنية لتصحيح وتوثيق الاسم .
وهي رسالة في الوقت نفسه للقائمين على أمر كتابة لافتات تسمية القصور والأحياء عندنا من مديرية الأشغال العمومية أو مديرية النقل أو المجالس الشعبية البلدية أو غير ذلك ليعطوا أهمية كبرى في كتابة اسماء القصور وأن يكون ذلك وفق محضر رسمي تعود فيه الكلمة الأولى لآراء المختصين وكذا كبار السن من رواد الروايات الشفهية في كل القصور ومعا نحو ذاكرة تاريخية لا تَمَّحي .
بقلم: الدكتور أحمد جعفري