--------------------------------------------------------------------------------
كيفة بر الوالدين
برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة، والاجتناب لما نهيا عنه، والإنفاق عليهما، والتوخي لشهواتهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب والهيبة لهما، فلا يرفع الولد صوته، ولا يحدق إليهما، ولا يدعوهما باسمهما، ويمشي وراءهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما.
سمعت طلق بن علي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *لو أدركت والدي أو أحدهما وقد افتتحت الصلاة، فقرأت فاتحد الكتاب؛ فقال: يا محمد، لقلت: لبيك*.
وعن أبي غسان الضبي أنه خرج يمشي بظهر الحرة وأبوه يمشي خلفه، فلحقه أبو هريرة، فقال: من هذا الذي يمشي خلفك? قلت: أبي قال:
*أخطأت الحق ولم توافق السنة، لا تمش بين يدي أبيك، ولكن أمشي خلفه أو عن يمينه، ولا تدع أحداً يقطع بينك وبينه، ولا تأخذ عرقاً *أي: لحماً مختلطاً بعظم* نظر إليه أبوك، فلعله قد اشتهاه، ولا تحد النظر إلى أبيك، ولا تقعد حتى يقعد، ولا تنم حتى ينام*.
وعن أبي هريرة، أنه أبصر رجلين، فقال لأحدهما: هذا منك? قال: أبي قال: *لا تسمه باسمه، ولا تمشي أمامه، ولا تجلس قبله*.
وعن طيلة، قال: قلت لابن عمر: عندي أمي، قال: *والله لو ألفت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر*.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله تعالى: *وَاَخفِض لَهُما جَناحَ الذُلِّ مِنَ الرَحمَةِ*. قال: لا تمتنع من شيء أحباه.
وعن الحسن أنه سئل عن بر الوالدين فقال: *أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما ما لم يكن معصية*.
وعن عمر رضي الله عنه، قال: *إبكاء الوالدين من العقوق*.
وعن سلام بن مسكين، قال: سألت الحسن، قلت: الرجل يأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر? قال: *إن قبلا، وإن كرها فدعهما*.
وعن العوام، قال: قلت لمجاهد: ينادي المنادي بالصلاة، ويناديني رسول أبي. قال: *أحب أباك* وعن ابن المنكدر، قال: *إذا دعاك أبوك وأنت تصلي فأجب*.
وعن عبد الصمد، قال: سمعت وهب يقول: *في الإنجيل: رأس البر للوالدين أن توفر عليهما أموالهما. وأن تطعمهما من مالك*.
وعن عبد الله بن عون، قال: *انظر إلى الوالدين عبادة*.
اخوكم محمد فيضي محمد الريكاني
لاتنساني بالدعاء