في الواقع ، أليس شهر الزحمة و الزردات

كلما أقبل شهر رمضان المبارك ، إلا و رأيت الناس ، يتخوفون جراء توقعهم ارتفاع الأسعار فيه ، و تبرير هذا التخوف بسيط و يسير للغاية ، أليس فيه يكثر اقتناء الناس للأغراض و المواد الغذائية خصوصاً.
طيب ، إذا كان الناس في رمضان أو قُبيله يشمرون على سواعدهم ليتحفوا بطونهم بأحلى و أشهى الأكلات و أطيب المشروبات ، فما ذنب البائعين إذا شمروا هم كذلك على سواعدهم لتكون غنيمتهم فيه كبيرة و وفيرة ، فالفرصة في نظرهم يتيمة في كل عام هجري و لا ينبغي تفويتها.
الحقيقة – و للأسف – أن هذا الشهر بدل أن يكون للرحمة و البركات فإننا نراه بمنظار التغليب لا التعميم ، شهرا للزحمة و الزردات ؛ كيف ذلك ؟ ألست ترى الدكاكين و المتاجر و السوق تُملأ على آخرها حتى لا تكاد تفري أمرك و تقتني حاجتك مهما كانت يسيرة ، حتى تقضي الساعات الطوال تنتظر دورك ، بل و تهدر وقت أشياء أخرى أولى و أهم . و الكل يبرر الظاهرة بأننا في شهر رمضان المسكين و هو الذي لم يطلب منهم كل هذا.
أما عن ( الزردات ) ، ألست ترى الموائد و الصحون ممتلئة بما لذ و طاب ، مزخرفة من كثر ة ما عليها و ما فيها ، و في الحقيقة لا بأس بشيء من التغيير في طريقة الغذاء و نوعية الطعام ، لكن بترشيد حكيم و استغلال سليم
و أنا أتساءل: متى يدرك الناس حقيقة الإدراك أن هذا الشهر فرصة لملء القلوب بذكر الله ، و يتخوفون من عدم توفيقهم لنيل الثواب العميم ، بدلاً من ارتفاع الأسعار و غلاء الأسعار، و يستغلون الفرصة للقضاء على الكثير من الأمراض التي لا سبيل للخلاص منها إلا بالصوم و تقليل المهرجانات الغذائية التي نراها بُعيد أذان المغرب و في كل يوم .