الأحلام ... بين الحقيقة و الأوهام

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

الشلال يقترب منه بسرعةٍ هائلة .. لا بل هو الذي يقترب منه بقاربه .. سيسقط بقارِبه
حَاوَلَ مِراراً بمجاديفه تغيير مسار القارب .. إلّا أنه رَفَضَ ذلك .. واقترب الشلّال من جديد
حَاوَل أن يقفز من القارب وهمّ بِفعل ذلك .. إلّا أنّ الوقت قد انتهى .. وسَقَطَ القارب بحِمله ..

واستيقَظَ ( س ) من نومه في فَزَعٍ رهيب على هذا الحلم الذي تكرر للمرة الثالثة خلال هذا الأسبوع ..!
استيقظ صاحب القفزة الماهرة كما يطلقون عليه أصدقائه وكل من يعرفه، وتراجع بذاكرته لأسبوعٍ ماضٍ حيث تمّ الإعلان عن مسابقة
للقفز بالمظلّة، والتي اشترَك فيها أملاً في الفوز والحصول على المال والمزيد من الشُهرة، ومنذ ذلك الحين وهو يَرَى في منامه
حُلماً يتكرر كثيراً ويا له من أمرٍ غريب .. فما شأن الشلّال بالهواء الذي سيقفز فيه ..!

وخَرَج من فِراشه مُسرعاً، فقد تأخّر عن ميعاد التمرين اليومي، الذي يستعد من خلاله للمسابقة وفي ذاكرته
بقايا الحلم الرهيب إلّا أنه لم يَلبَث أن نسيه مع اقتراب موعد المسابقة، ففي أفكاره ما يقول له: أن هذا الحلم
ماهو إلّا كابوسٌ يصيبه سُرعان ما يتكسّر مع طلوع الصباح ..!

وجَاءت اللحظة التي انتظرها بفارغ الصبر، إنها لحظة المسابقة
واستعدّ بمظلته في الطائرة، ونَظَر إلى ساعته بسعادة وقلق، فهو يشعر بالفوز في أعماقه
وما إن أُعلنت إشارة البدء بالسباق، حتى قَفَز بدون تردد في الهواء، فقد رأى العالم من حوله صغيراً، وابتسم في نشوةٍ وسعادة
وحان الوقت لفتح المظلّة، وعندما ضغطَ على الزر الذي يُتيح الفتح للمظلة، حدث مالم يتوقّعه، حيثُ لم تستجب المظلّة .!

الأرض تقترب منه .. لا بل الشلال يقترب

وفي جزءٍ من الثانية ظَهَر له الحلم من جديد، ليس في أحلام نومه هذه المرّة، بل في يقظته
حَاوَل فتح المظلّة .. ولكن بلا جدوى .. حَاول بمجاديفيه تغيير مسار القارب.. ولكن بلا فائدة
واقتربت الأرض .. الشلال .. وحدث الارتطام ..

تتكرر في حياتنا الأحداث والمواقف التي سَبَقَ وأن شاهدناها في أحلامنا ..!
منها ما بشّرَنا في أحيان .. وما حذّرَنَا في أحيان أخرى ..!

منّا من فسّر هذه الرؤى و الأحلام، فكانت بمثابة ضوء يرشده إلى الحقيقة .. أو ربما ضوء إخطار أو تحذير ..!
نَجَحَت دلالات هذه الأضواء مع البعض .. وفَشلت مع آخرين

فكم من المرات تغيّرت قراراتكم لأجل حلم أو رؤية .. أو لربما اعتمدت عليها

وكم .. وكم .. وكم ..!
فما كان منكم إلّا الإيمان بأنكم تملكون جانباً خفيّاً من العالم الآخر
يرشدكم .. يحذركم .. ويساعدكم كثيراً

وكم .. وكم .. وكم ..!
فما كان منكم إلّا زيادة اليقين بكون أحلامكم ماهي إلّا أضغاث أحلام .. يزيّنها الشيطان أحياناً
لا مجال لخلطها بالواقع المُعاش .. لتبقى عَالماً منفصلاً له أسراره البعيدة عنكم .. !

بانتظار آرائكم حول الموضوع ، الأحلام ... بين الحقيقة و الأوهام 213163

الأحلام ... بين الحقيقة و الأوهام 213163

nachkoroka ala hatihi alifada natmana almazide