عائشة رضي الله عنها
الشيخ محمد أبو عجيلة
اصطفاها الله - سبحانه - بالتَّكرمة والتَّعظيم، الطاهرة المطهَّرة،والصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، المبرَّأة مِن فوق سبع سماوات، مُعلِّمةالعلماء، ومؤدِّبة الأدباء، وبليغةُ الفُصحاء، ومحدِّثة الفقهاء، وُلِدتفي الإسلام، وكانت تقول: "لم أعقلْ أبويَّ إلاَّ وهما يَدينان الدِّين"،لم يتزوجِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِكرًا غيرَها، ولا أَحبَّامرأة مثلَ حُبِّها، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، قال عنها النبي - صلَّىالله عليه وسلَّم -: ((فضْلُ عائشةَ على النِّساء كفَضلِ الثَّريد علىسائر الطَّعام))، وقبل الزَّواج بها رآها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- في المنام، فقد جاءَه جبريل - عليه السلام - وهو يحمل صورتَها إليه،ويقول له: "هذه زوجتُك في الدنيا والآخرة"؛ رواه الترمذي، وأصله فيالصحيحين.
كانت أحبَّ الناس إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- فحين سُئل: "مَن أحبُّ الناس إليك؟" قال: ((عائشة))، قالوا: مِنالرِّجال؟ قال: ((أبوها))، وما كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -لِيُحبَّ إلاَّ طيِّبًا؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: كان الناسُ يتحَرَّوْنبهداياهم يومَ عائشةَ، فاجتمع أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلىأمِّ سلمة، فقلنَ لها: إنَّ الناس يتحرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة، فقوليلرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمر الناس أن يُهدوا له أينماكان، فذكرتْ أمُّ سلمة له ذلك، فسكت فلم يرُدَّ عليها، فعادتِ الثانية،فلم يَرُدَّ عليها، فلمَّا كانت الثالثة قال: ((يا أمَّ سلمة، لا تُؤْذينيفي عائشة، فإنَّه واللهِ ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنَّغيرها))، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستأنس بها في الحديث، ويُسَرُّبقربها، ويعْرف رِضاها مِن سَخَطها؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -لها: ((إنِّي لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنتِ عليَّغضْبَى))، قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عنِّي راضيةً، قلتِ:لا، وربِّ محمَّد، وإذا كنتِ عليَّ غضبَى قلتِ: لا، وربِّ إبراهيم))،قالت: "أجلْ، والله ما أهجر إلاَّ اسمك".
وقد روتْ عائشة - رضيالله عنها - ما يدلُّ على حُسن معاشرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -لها فقالت: "والله لقد رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقومعلى باب حُجرتي، والحبشةُ يلعبون بالحِراب، ورسول الله - صلَّى الله عليهوسلَّم - يَسْتُرني بردائه لأنظرَ إلى لَعِبهم من بين أُذنه وعاتقه، ثميقوم مِن أجْلي، حتى أكونَ أنا التي أنصرف"؛ رواه أحمد.
كانتعائشة - رضي الله عنها - امرأةً مباركة، ما وقعتْ في ضِيق إلاَّ جعل الله- تعالى - بسبب ذلك فرجًا وتخفيفًا للمسلمين؛ تقول - رضي الله عنها -:"خرجنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بعض أسفارِه، حتى إذاكنَّا بالبيداء، انقطع عِقدي، فأقام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -على الْتماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، فأتى الناسُ أبا بكر -رضي الله عنه - فقالوا: ما تدري ما صنعتْ عائشة؟ أقامت برسول الله - صلَّىالله عليه وسلَّم - وبالنَّاس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء! قالت:فعاتبني أبو بكر - رضي الله عنه - فقال ما شاء الله أن يقول، وجعلَ يَطعنُبيده في خاصرتي، فلا يَمنعُني من التَّحرُّك إلاَّ مكانُ النبي - صلَّىالله عليه وسلَّم - على فَخِذي، فنام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى أصبح على غيرِ ماء، فأنزل الله آيةَ التيمُّم، فتيمَّمُوا، فقالأُسيد بن حضير - رضي الله عنه -: ما هذا بأوَّل بركتكم يا آلَ أبي بكر،قالتْ: فبعثنا البَعيرَ الذي كنتُ عليه، فوجدْنا العِقد تحتَه، فقال لهاأبو بكر - رضي الله عنه - حين جاء من الله رُخصةٌ للمسلمين: والله الذيعلمت يا بنيَّة إنَّك مُباركة، ماذا جعل اللهُ للمسلمين في حَبْسك إيَّاهممِن البركة واليُسر؟!"، وكانت - رضي الله عنها - مِن أعلم الصحابة.
قال أبو موسى - رضي الله عنه -: "ما أُشكل علينا – أصحابَ محمَّد، صلَّىالله عليه وسلَّم - حديثٌ قطُّ، فسألْنا عائشةَ، إلاَّ وجدْنا عندها منهعِلمًا".
وقيل لمسروق: هل كانتْ عائشة تُحسن الفرائض؟ قال: إيوالذي نفسي بيده، لقد رأيتُ مشيخةَ أصحاب محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم- يسألونها عن الفَرائض"؛ رواه الحاكم.
وكان مسروق - رحمه الله- إذا حَدَّث عن عائشة - رضي الله عنها - قال: حدَّثتني الصِّدِّيقةُ بنتُالصِّدِّيق، حبيبةُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - المبرَّأةُ مِنفوق سبع سماوات، وقال معاوية - رضي الله عنه -: والله ما سمعتُ قطُّ أبلغَمن عائشة غيرَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال الزُّهري- رحمه الله -: "لو جُمع عِلمُ عائشةَ - رضي الله عنها - إلى عِلم جميعالنِّساء، لكان عِلمُ عائشةَ - رضي الله عنها - أفضلَ.
وكانت مُوقَّرةً من الصَّحابة؛ يعرفون لها قَدرَها وعِلمَها ومنزلتها.
قال مصعبُ بن سعد: فرض عمرُ لأمَّهات المؤمنين عشرةَ آلاف، عشرةَ آلاف،وزاد عائشةَ ألفين،، وكانت - رضي الله عنها - صوَّامة قوَّامة، تُكثر منأفعال البِرِّ ووجوه الخير، وقلَّما كان يَبقى عندها شيءٌ من المال؛ لكثرةبَذْلِها وعطائها، بعثَ معاويةُ - رضي الله عنه وعن أبيه - إليها مرَّةبمائةِ ألف درهم، فمَا أمستْ حتى فرَّقتْها، فقالت لها خادمتُها: لواشتريتِ لنا منها بدرهم لحمًا، فقالت: ألاَ قلتِ لي؟!
وقال عطاء:إنَّ معاويةَ بعث لها بقلادةٍ بمائة ألْف، فقسمتها بين أمَّهاتالمؤمنين، وقال عروةُ - ابن أختها -: إنَّ عائشةَ - رضي الله عنها -تصدَّقت بسبعين ألفًا، وإنَّها لَتُرقِّع جانبَ دِرعها - رضي الله عنها.
وحين حضرتْها الوفاةُ جاء ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - يستأذن علىعائشة - رضي الله عنها - وهي في الموت، وعند رأسها ابنُ أخيها عبدالله بنعبدالرحمن، فقيل لها: هذا ابنُ عبَّاس يستأذن، قالت: دعْني مِن ابنعبَّاس، لا حاجةَ لي به ولا بتزكِيته، فقال عبدالله: يا أُمَّهْ، إنَّ ابنعبَّاس من صالحي بنيك، يُودِّعك ويُسلِّم عليك، قالت: فأْذَن له - إن شئت- قال: فجاء ابن عبَّاس، فلمَّا قَعدَ قال: أبشري فواللهِ ما بينك وبينَأن تُفارقي كلَّ نَصَب، وتَلقَي محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم -والأحبَّة، إلاَّ أن تُفارق رُوحُك جسدَك، كنتِ أحبَّ نساءِ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، ولم يكن يحبُّ إلاَّ طيِّبًا، سقطتْقلادتُك ليلةَ الأبواء، وأصبح رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -ليلقطَها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله: {فتيمموا صعيدًا طيبًا}[النساء: 43]، فكان ذلك مِن سببك، وما أنزل الله بهذه الأمَّة منالرُّخصة، ثم أنزل الله - تعالى - براءتَك مِن فوق سبع سماوات، فأصبح ليسمسجدٌ يُذكرُ فيه اسمُ الله إلاَّ براءتُك تُتلى فيه آناءَ اللَّيلوالنَّهار، قالت: دعني يا ابن عبَّاس، فوالله وددتُ أنِّي كنتُ نَسيًامنسيًّا".
فعائشةُ بنت أبي بكر الصِّدِّيق ليست كغيرها منالنِّساء؛ هي زوج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرض الله - تعالى -علينا حُبَّها، واختارها زوجةً لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيالدنيا والآخرة، وسمَّاها أُمَّ المؤمنين؛ قال - تعالى -: {وأزواجه أمهاتهم}[الأحزاب: 6]، وبرَّأها من فوق سبع سماوات ممَّا رماها به المنافقونوَوَرثَتُهم إلى عصرنا الحالي؛كالشِّيعة الذين يرمونها بالفاحشة؛ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
واعلموا أنَّه ممَّا يجب على كلِّ مسلم اعتقادُه أنَّ عائشة - رضي اللهعنها - مطهَّرة، ومن قول أهل الكذب والبهتان مُبرَّأة، والله لا يجعل تحتنبيِّه إلاَّ مطهَّرةً عفيفة مصونة، ومَن زَعم في عائشة - رضي الله عنها -غير هذا ممَّا رماها به أهلُ البهتان، كرأس المنافقين عبدالله بن أُبيِّبن سلول والروافض، فهذا كافرٌ بإجماع المسلمين؛ قال القاضي أبو يعلى: "مَنقذف عائشة - رضي الله عنها - بما برَّأها الله منه، كَفَرَ بلا خلاف"، وقدحكى الإجماعَ على هذا غيرُ واحد من الأئمَّة لهذا الحكم، فرُوي عن مالك:"مَن سبَّ أبا بكر جُلد، ومَن سبَّ عائشة قُتل، قيل له: لِمَ؟ قال: مَنرماها فقد خالف القرآن".
أيُّها المسلمون:
اسمعوا بعضَ ما يقول الشِّيعة وبعض ما يعتقدونه في أُمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -:
أسند العياشي - وهو من عُلماء الشِّيعة - إلى جعفرٍ الصادق - زُورًا وبهتانًا- والقول في تفسير قوله - تعالى -:{وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}[النحل: 92] ، قال:"التي نقضت غزلها مِن بعد قوَّة أنكاثًا: عائشة، هينكثت إيمانَها"، وزعم الشِّيعة أيضًا أنَّ لعائشة - رضي الله عنها - بابًامن أبواب النَّار تدخل منه؛ فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق - رحمهالله، وحاشاه مما نسبه الشِّيعة إليه - أنَّه قال: في تفسير قوله - تعالى- حكايةً عن النار: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} [الحجر: 44] أنَّ لعائشة بابًا منها.
بل ولقَّبوا عائشة في كتُبهم بـ(أم الشُّرور)، ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله، فقد زعم الشِّيعة أنَّ قوله - تعالى -: {ضَرَبَاللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍكَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَافَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَاالنَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] - مثلٌ ضربه الله لعائشة وحفصة - رضي الله عنهما.
وقد فسَّر بعضُهم الخيانةَ بارتكاب الفاحشة - والعياذ بالله تعالى- وزعمواأنَّها كانت تكذب على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّ لقبها (حميراء) من الألقاب التي يُبغضها الله - تعالى.
فعائشة - رضي الله عنها - إذًا كافرةٌ عند الشِّيعة، وليست من أهل الإيمان، وهي عندهم مِن أهل النَّار.
ومعلومٌ أنَّ الشِّيعة يوجِّهون هذه المطاعنَ المفتراة المجرَّدة عنالدَّليل إلى أحبِّ الناس إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكانلا يحبُّ إلا طيِّبًا، والكافر خبيثٌ ولا يُحب، فكيف تتَّفق مزاعمُالشِّيعة مع ما تواتر - تواترًا معنويًّا - عن رسول الله - صلَّى اللهعليه وسلَّم - من حبِّه لعائشة الصِّدِّيقة - رضي الله عنها؟!
أخرج أحمد، وأبو حاتم، وغيرهما بأسانيدهم إلى ابن عبَّاس - رضي الله عنهما-: أنَّه دخل على عائشةَ - رضي الله عنها - وهي في سياقة الموت، فقال لها:"كنتِ أحبَّ نِساء رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، ولم يكنيحبُّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلاَّ طيِّبًا"؛ ذكرهالمحبُّ الطبري.
وسمع عمَّارُ بن ياسر - صلَّى الله عليه وسلَّم- رجلاً يَنال من عائشة - رضي الله عنها - فزجره ووبخه، وقال له: "اغربمقبوحًا منبوحًا، أتُؤْذي حبيبةَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
أيُّها المسلمون:
وقد صبَّ الشِّيعة الرَّوافض جام غضبهم وحِقدهم الدَّفين وغِلّهم الخبيثعلى الصحابيَّينِ الجليلَين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما – وعلىابنتيهما من أمَّهات المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وحفصة بنتعمر بن الخطاب - رضي الله عنهم أجمعين - وجعلوا مِن أهمِّ عقائدهمتكفيرَهم، وهم يتقرَّبون إلى الله بسبِّهم والطعن في أعراضهم، فهذا محمَّدالتِّيجاني الرافضيُّ المعاصر قال في إحدى محاضراته: "الربُّ الذي يَرضىأن يكون أبو بكرٍ الخليفةَ بعد رسول الله لا نُريده"، ويقول المجلسيُّ عنالخلفاء الرَّاشدين في "بحار الأنوار" (4/385): "إنَّهم لم يكونوا إلاَّغاصبين جائرين مُرتدين عن الدِّين"، وهذا - عبادَ الله - جزءٌ يسيرٌ جدًّامما هو مذكور في كُتبهم، وما تَلوكُه ألْسنةُ علمائهم ودُعاتهم، وما خفيكان أعظمَ.
أيُّها المسلمون:
فهذا أبو بكر - رضي الله عنه - وهذه ابنتُه، ذُرِّية بعضُها من بعض،أسهمتْ في بناء الدِّين، ووضعتْ لَبِناتِه، فلا نامتْ عينُ مَن لا عقل له،ولا دِين يقرِّب إلى الله بسبِّها، ويكذِّبُ الله في براءتها، ويُسيء إلىالنبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ببُغضها، فلا يحبُّون مَن أحبَّالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل يجعلون لَعْنَهم دِينًا، وبُغضَهمقُربانًا، وهذا مِن انتكاس الفِطر، وذَهاب العقول، وهو إظهارٌ لِمَا بطنفي القلوب مِن مرض الشُّبُهات، وتَمكُّنِ الشَّهوات، وغَلَبة الهوى،فاللهَ نسأل أن يجمعَنا بالصِّدِّيقة وأبيها في جنَّات ونَهَر، في مقْعدصِدْق عندَ مَلِيك مُقْتدر.
{وَالسَّابِقُونَالأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمبِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْجَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].