هولاكو يعود من جديد !،،

هولاكو يعود من جديد !،،


من كان يعتقد بأن هولاكو قد انتهى ولفته صفحات التاريخ فهو مخطأ على الاقل من الناحية النظرية ،
فكما نعلم ان هذا الاخير قد ساهم بشكل واضح وجلي في ظهور المماليك وتقسيم الحكم بل كان
منهجه المتبع في التوسعات المشهودة ، خصيصا بمصر ،
فإن اسلوبه هذا قد انتقل الينا وبشكل غير طبيعي ،
اين بالضبط؟
ببساطة في الاقامة الجامعية!

المبيت الجامعي في المغرب العربي يختلف عن غيره من جميع النواحي سواءا الهيكلية والتسيرية وحتى
طبيعة المقيمين ، فإن حصل لك الخرف ودخلت احداها فإن الصدمة ستكون ادنى وصف لحضرتك
خصوصا اذا تعلق الامر بالتكتلات ، لا هي حزبية ولا سياسية ولا هم يحزنون ، وإنما جامعية ! ،

صراحة هذه الظاهرة ماهي الا مرآة لفشل المثقف العربي في تجاوز العصبية والقبلية ، فمنذ اول يوم
لي بالجامعة منذ6 سنوات تقريبا تفاجئت بقبائل من بني قينقاع وبني مش عارف واخرى لم يكتب
عنها التاريخ بعد في شكل جماعات تستقركل واحدة منها في بناء محدد! ، والكارثة انه لو قدر الله
وحصل اي اشتباك بين طالبين صدفة او عنوة فإن الحديث عن اسلحة الدمار الشامل مقارنة بما
سيتخذ من قصف يعتبر هذيان كيف لا ومنهم حتى من يحمل المسدسات ومشتقاتها ، فبالنسبة لهم
الأسلحة البيضاء كلاسيكية ولا تأخذ بعين ، وياويل العيادة وأي عيادة ، استغرب عندما أجد لافتة مدون
عليها عيادة او دوام ليلي ، بصراحة قمة الوقاحة والتضليل والبهتان ، والافضع أجد صديقي الممرض
أو الطبيب صباحا اطرش في الزفة ! قال ماذا ؟ : كنت سهران على راحة الطلبة !الدوام جعلني
اتأخر امة خبيثة قلبا وقالبا ، وأي امة الأمة الجامعية إن صح التعبير

حالة الإقامة وتقسيماتها البشرية لا يمكن تصوره ،قد أكون مبالغا في وصفي هذا لكنه السبيل باعتقادي لأوصل فكرة التعصب والقبلية بين الطلاب ، ومن المضحك أيضا أن نجد طلاب فرع علم الاجتماع وهم من يدرسون قضايا التواصل الاجتماعي والعصبية بين الجماعات ويحللونها باسم العلم ! اكثر اناس غير اجتماعيين ، والاسوء متكتلين في شكل فرق ! مفارقات بالجملة لا نجد لها تفسيرا الا فساد العقل العربي على جميع الأصعدة وصولا للتعليمية والتي من المفروض أن تكون أنموذج في المساواة والتفاعل الايجابي ولكي نكون منصفين فإن داء هولاكو هذا لم يقتصر على الإقامة الجامعية كمبيت وانما على الادارة ككل من حيث اعطاء المناصب للمعارف وبني العرش! كما يقال .

ووفقا للمعطيات المذكورة اعلاه لا يسعني كمعاصر للظاهرة معنويا وجسديا الا ان ادعو مؤرخينا
الكرام الى اعادة صياغة التاريخ الخاص بهولاكو وان يزيدوا من فترةحياته وحكمه إلى الان
قابلة للتجديد ! مادام العقل الجامعي المسبوق ذكرا على قيد الحياة ويمارس رياضة العصبية.