(الأعمال المستحبة في شهر رمضان المبارك)
(شَهْرُ رَمَضانَ الّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنّاس وبيّناتٍ من الهُدى والفُرقان..) البقرة/185
رمضان شهر الودّ، والتعاطف، والإحساس الروحي المشترك
مِن نِعم الله تعالى على الإنسان ، نعمة "الصّيام" في شهر رمضان من كُلّ سنةٍ، وهو الشّهر الّذي أضافه اللهُ إلى نفسه، لقول الرّسول الأعظم(ص) : ((أيُّها النّاسُ ، إنّه قد أقبلَ إليكم شهرُ اللهِ بالبركة والرّحمة والمغفرة.. شهرٌ هو عند الله من أفضل الشُّهور، أيامهُ أفضل الأيام، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُهُ أفضل الساعات..!)).
إنَّ للصيامِ فوائداً على : أ ـ صحة جسم الإنسان و ب ـ روحه.
فالصيامُ يساعدُ على تنقية النّفس وتطهيرها من أدران الآثام والذّنوب، كما يساعدُ على تطهير جسم الإنسان وتخليصه ممّا تراكم فيه من السموم والنفايات الضارة طيلة سنة كاملة..!
وقد قيل: لو لمْ يكُنْ في الصوم إلاّ الارتقاء من حضيض البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية، لكفى به فضلاً ومنقبة..!!
كما أنَّ الصومَ عبادةٌ جماعيةٌ، يمارسُ فيها المسلمون حياةَ التآزر و الشعور بالوحدة ... ويعيشون وحدة المشاعر، و وحدة الأُمّة والاتجاه..و وحدة الأُخوّة و الشعور بالمساواة والمواساة..
و لقد كان رائعاً وصفُ الإمام الصّادق(ع) لآثار الصوم وحكمته هذه، حين قال : (( إنّما فرضَ اللهُ الصومَ ليستوي به الغنيُّ والفقير..ذلك أنَّ الغنيّ لم يكُنْ ليجد مسَّ الجوع، فيرحم الفقير، لأنَّ الغنيّ كُلّما أراد شيئاً قَدَرَ عليه، فأراد اللهُ تعالى أنْ يسوي بين خَلقهِ، وأنْ يُذيق الغنيّ مسَّ الجوعِ والألمِ، ليرقَّ على الضّعيف، ويرحم الجائع..!)).
أيّها المسلمون:
لنعيشَ أجواء شهر الصّوم في رحاب الودّ، والتعاطف، والإحساس الروحي المشترك، وتحت ظِلال الإخاء والألفة بيننا، عن طريق مُساعدة بعضنا بعضاً، و لا ننسى الكمَّ الهائل من الأيتام نتيجة الإرهاب و الإجرام الصّدامي.
وقد أوصانا نبيُّنا الأعظم(ص) في خطبة رمضان المباركة، قائلاً :
(( وتحننوا على أيتام النّاس، يُتَحَننُ على أيتامكم..! وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم..!)).
(( و وَقِّرّوا كِبارَكم وارحموا صِغاركم وصِلوا أرحامكم..ومَنْ قطعَ فيه رَحمَه قطعَ اللهُ عنه رحمته يوم القيامة..!!)).
لقد روي أنَّ النبيَّ الأكرم(ص) قال مرّةً لأصحابه : ألا أخبركم بشيءٍ إنْ فعلتموه تباعدَ الشّيطانُ منكم كما تباعدَ المشرق من المغرب..!؟
قالوا : بلى، يا رسول الله.
قال(ص) : (( الصّومُ يسوّدُ وجهه، والصدقةُ تكسرُ ظهره، والحُبُّ في الله والمؤازرةُ على العمل الصّالح تقطعُ دابرَه، والاستغفارُ يقطعُ وتينه " و الوَتينُ عِرقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه" ، ولكُلِّ شيءٍ زكاةٌ، و زكاةُ الأبدانِ الصيام..!)).
إنَّ شهرَ رمضان المبارك، هو شهر النشاط والبطولة وشهر الجهاد، فأولُ معركةٍ خاضها المسلمون وانتصروا فيها، وقَعَتْ فيه.. { ولَقدْ نَصَرَكم اللهُ ببدرٍ وأنتُم أذلة فاتّقوا اللهَ لعلّكم تشكرون}. ففي ( بَدْرٍ) ، انتصر المؤمنون على عدوهم ـ المشركين ـ بعدما انتصروا على "أهوائهم" و "غرائزهم"..! لأنَّ العَقَبة الأخطر أمامنا جميعاً هي "هوى النّفس"..! كذلك (فتح مكة) حَدَثَ في هذا الشهر، حيث دخلَ الأبطالُ الصّائمون بقيادة رسول الله(ص) وتحت رايةٍ يحملها أسدُ الله الغالب عليُّ بن أبي طالب(ع) ، وهُم يهتفون: (( اللهُ أكبر..))..
فشهرُ رمضان المبارك، إذن هو ليس شهر الكسل والنوم و الدِعة، كما يتصوره البعض من النّاس..!
لذا نهيبُ بشبابنا وشابّاتنا بأنْ لا يكسلوا وأنْ لا يضجروا ، لأنَّ الكسل والضجر هما مفتاح كُلّ شرّ ، كما يقول المعصوم(ع) ، وأنْ يعملوا على إصلاح نفوسهم والاستفادة من النفحات الإلهية في هذا الشهر العظيم، بقراءة القرآن الكريم وفهم معانيه وتطبيقه في جميع مجالات الحياة العلمية والعملية، فـ( رمضانُ ربيعُ القرآن) كما في الحديث الشريف، كما أدعوهم إلى عدم الانسياق وراء مخططات الشياطين بعبادة الأفلام والمسلسلات التي أُعدتْ لكي يبتعدوا عن القرآن والعبادة، وقد قال نبيُّنا مُحمّد(ص) : (( فإنَّ الشقي مَنْ حُرِمَ غفران الله في هذا الشهر العظيم))..!
أسألُ الله تعالى للجميع التوفيق لطاعته وإتّباع سُنةِ نَبيّه(ص) والتمسك بالثِّقلين، كتاب الله وعِتْرة رسوله المصطفى، وأنْ يَمُنَّ على عِراقنا بالأمن والازدهار والبركات، وعلى جميع بلاد المسلمين بالخير والرّفاه، إنّه سميعٌ مُجيبٌ.
وأوصي أخواني وأخَواتي بهذه الأعمال التالية في شهر رمضان المبارك:
الأعمال العامة في شهر رمضان المبارك:
· القسم الأول:
(1) قراءة الدعاء التالي عقب كل فريضة : (( يا عليُّ يا عظيمُ، يا غفورُ يا رحيمُ ، أنتَ الربُّ العظيم، الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميعُ البصير، وهذا شهرٌ عظّمته وكرّمته، وشرّفته وفضلته على الشهور، وهو الشهر الذي فرضتَ صيامه عليَّ، وهو شهر رمضان الذي أنزلتَ فيه القرآن، هدىً للنّاس وبَيناتٍ من الهُدى والفرقان، وجعلتَ فيه ليلة القدر، وجعلتها خيراً من ألف شهر، فيا ذا المَنِّ و لا يُمَنُّ عليك، مُنَّ عليَّ بفكاك رقبتي من النّار، فيمَنْ تمنُّ عليه، وأدخلني الجَنّةَ، برحمتك يا أرحم الراحمين.)).
(2) قراءة الدعاء التالي بعد كل فريضة ايضا : " اللهم أدخل على أهل القبور السرور , اللهم أغن كل فقير , اللهم أشبع كل جائع , اللهم أكس كل عريان , اللهم أقض دين كل مدين , اللهم فرج عن كل مكروب , اللهم رد كل غريب , اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين , اللهم اشف كل مريض , اللهم سد فقرنا بغناك , اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك , الله أقض عنا الدين , وأغننا من الفقر , إنك على كل شيء قدير ."
(3) من أفضل أعمال الشهر تلاوة القرآن ويستحب ختمة واحدة على أقل تقدير .. أو أكثر ويضاعف ثواب الختمات إن أهديت الى أرواح المعصومين الأربعة عشر (ع) .
(4) الاكثار من الدعاء والصلاة والاستغفار وقول لا إله إلا الله ...
· القسم الثاني : ما يستحب إتيانها في ليالي شهر رمضان وهي :
(1) يستحب تأخير الإفطار عن صلاة العشاء إلا إذا غلب عليه الضعف أو كان له قوم ينتظرونه .
(2) الإفطار بالحلال الخالي من الشبهات مثل التمر أو الرطب أو الحلواء .. الخ.
(3) الدعاء عند الإفطار بالمأثور : " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت ".
" بسم الله اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا وعليك توكلنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم ".
" بسم الله الرحمن الرحيم يا واسع المغفرة إغفر لي ".
(4) ورد في الحديث أن الله تعالى يعتق في آخر ساعة من نهار كل يوم من شهر رمضان ألف رقبة فاسأل الله تعالى أن يجعلك منهم ..
(5) تلاوة سورة القدر عند الإفطار .
(6) التصدق عند الإفطار , وافطار الصائمين ولو بعدد من التمر أو بشربة من الماء .. ورد عن النبي (ص) (( ان من فطر صائما فله أجر مثله من دون أن ينقص من أجره شيء وكان له مثل أجر ما عمله من الخير بقوة ذلك الطعام )) .
(7) قراءة دعاء الافتتاح المذكور في كتاب مفاتيح الجنان ص 179 وغيره من كتب الأدعية .
(
الصلاة في كل ليلة من شهر رمضان ركعتان تقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد ثلاثا فإذا سلمت تقول : " سبحان من هو حفيظ لا يغفل , سبحان من هو رحيم لا يعجل , سبحان من هو قائم لا يسهو , سبحان من هو دائم لا يلهو " , ثم تسبح بالتسبيحات الأربع سبع مرات ثم تقول " سبحانك سبحانك سبحانك يا عظيم إغفر لي الذنب العظيم " ثم تصلي على النبي وآله عشر مرات .
· القسم الثالث : في أعمال أسحار شهر رمضان :
1 - أن يتسحر ولو على تمرة أو جرعة من الماء .
2 - قراءة " إنا أنزلناه في ليلة القدر " عند السحور .
3 - قراءة دعاء البهاء المذكور في كتاب مفاتيح الجنان ص 184 ومطلعه
" اللهم اني اسئلك من بهائك بأبهاه ... الخ
4 - قراءة دعاء أبي حمزة الثمالي المذكور في كتاب مفاتيح الجنان ص 186
5 - قراءة الدعاء المذكور في كتاب مفاتيح الجنان ص 198 ومطلعه ( يا عدتي في كربتي ... الخ).
6 - التسبيح بالتسبيحات المروية في كتاب مفاتيح الجنان ص 201 ومطلعها
( سبحان من يعلم جوارح القلوب ... الخ ) .