القذافي: نهاية مسخ وسقوط وثن ....... أبو بكر الفاخري

القذافي: نهاية مسخ وسقوط وثن
أبو بكر الفاخري

وأخيرا
تهاوى وثن من أوثان الدكتاتورية، وأحد أعتى مجانين السياسة، والذي وصل إلى
السلطة في غفلة من الديمقراطية، وعلى صهوة انقلاب لعين، جنح بمشروع دولة
كان يتأسس في توأدة وطمأنينة، وفي ظل ملك طيب هو الملك إدريس السنوسي،
والذي بلغ من التواضع والسماحة مبلغا جعله يتنازل عن ثلاثين ألف دولار كانت
في حوزته للسفارة الليبية في اليونان، عندما أدرك أن ذلك الانقلاب الأهوج
قد نجح.

اثنان
وأربعون عاما من العبث السياسي والأخلاقي وكأنما قذف بهذا القذافي قذفا على
الأمة والعالم مسخا يتخذ مسوحا عدة، فهو تارة مفكر وفيلسوف وتارة فقيها،
وهو أيضا قد تحول في لحظة من ملازم إلى كولونيل يزخر صدره بالنياشين
والأمجاد وأخيرا هو ملك ملوك إفريقيا بتاج وصولجان، لكي يطفئ غلة حقده على
ملوك وسلاطين العرب، فهو ملك الملوك، أبان ذلك في حادثته الشهيرة مع الملك
عبد الله ملك العربية السعودية.

أما
مسوح المفكر فلقد خرج علينا بها في كتيبه الأخضر والذي يدعي فيه بأنه جاء
فيه بحل لكل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعترض
البشرية، وأن كتيبه هذا ينبغي أن يكون دستورا لكل الأمم لأنه خاتم الرسالات
وآخر ما توصل إليه الفكر البشري، وقام بفرض خزعبلات هذا الكتيب على شعبنا
الليبي الطيب، والذي لم يزل يتلمس الطريق نحو غد بهي بعد حالكات من
الاستعمار، وأيضا في الوقت الذي مازال شعبنا يتهجى أبجدية الديمقراطية، بعد
استقلال لم يزل غضََا، ودستور وليد... ويخطو رويدََا ليلتحق بركب الدول
الحديثة... فإذا به يقع تحت طائلة دكتاتور لم تشهد له الأرض مثيلا... فهو
يستهدف العقول والأرواح، بأفكار مبهمة مضللة، لا مجال لتطبيقها إلا في دنيا
الخيال، يدعي فيها أن السلطة للشعب، بينما في واقع الأمر أن السلطة كل
السلطة له وحده، فتوجيهاته وقراراته ملزمة، وفوق النقاش، إذا ما الجدوى من
هذه الهرطقة؟ فقط لكي يبقى هو في السلطة إلى أن يسقط من على الكرسي جيفة
عفنة...

وأيضا
هو يستهدف الأشخاص والأفراد الأحرار المعارضون بآلة انتقام رهيبة سحقت
الآلاف المؤلفة من الذين قالوا ''لا'' بدأ من زملائه في انقلاب ''69'' إلى
آخر قوافل شهداء ثورة (17) فبراير الذين لا يراهم إلا جرذانَََا عبثت بجذور
دكتاتوريته الوحشية التي سممت الأرض والنفوس... وما هو إلا هذا الجرد الذي
يعيش الآن في الأنفاق والمخابئ... واعتمد القذافي لإطالة أمد حكمه الجائر
على منهجية همجية، تقوم على تقوية النعرة القبلية، والتي كانت دولة
الاستقلال على وشك التقليل من عصبيتها والإبقاء عليها في إطار اجتماعي بلا
تعصب سعيا نحو دولة مدنية... لكن الدكتاتور قرب إليه قبائل دون أخرى...
وأمدها بالكثير من الحظوة ومن ثروة هذا البلد لتبقى على ولائها له ويقمع
بها القبائل والبطون الأخرى...

ومازال
هو ونظامه المتهالك يعاني من سكرات الموت يتمنى أنه تقود هذه الوصفة
القبلية التي اعتمدها إلى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر ''أنا ومن بعدي
الطوفان'' وهاهم الثوار يردون عليه في ميدان الشهداء ''الساحة الخضراء
سابقا في طرابلس'' هاهم يرددون هاتفين له ''موت...موت...موت الشعب الليبي
خوت'' فالسحر سرعان ما انقلب على الساحر...

فلقد ثار عليه الشعب بكل قبائله وأطيافه لأنه نسيج واحد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب...

وأيضا
ارتدى هذا المسخ مسوح الفقهاء وما هو إلا زنديق، وهو يحرف الدين، ويعبث
بالسور المنزلات المحكمات... حينما طالب على سبيل المثال بإلغاء فعل ''قل''
من سورة الإخلاص، بدعوى أن الله عز وجل يخاطب محمدا صلى الله عليه وسلم
فقط، وليس باقي البشر متناسيا أن الدين الإسلامي والقرآن هو للبشر أجمعين،
وهو يسخر من جميع الأنبياء ويتلذذ يذكر أسماءهم مجردة... وليس غريبََا عليه
ذلك وهو الذي توسوس له نفسه المريضة بأنه رسول البشرية لتخليصها من
الحكومات الظالمة على حد ادعائه...

وها هو
الشعب الليبي في ملحمة بطولية يرد الكيد للطاغية المتجبر، ويزحف بصدور
عارية قبل أن يضطر إلى رفع السلاح في مواجهة آلة بطشه الجهنمية، لينقلب
الأمر نكالاََََ ووبالاََ عليه، وإذ به يفر الآن كالجرذان هو وأبناءه
القتلة، معلنا بذلك نهاية وسقوط مسخ ودكتاتور، ولد في ''جهنم'' ومأواه جهنم
وبئس المصير

أبو بكر الفاخري صحافي وباحث ليبي في القانون العام مقيم في المغرب.

الــسلام عليكم

بــــداية كل الشكر و التقديــر لك أستاذي على النقل

المقال مليء بالأفكار و إن كان يدور حول نقطة مركزية واحدة و هي سقوط "الفارغ القذافي" إلا أنني أتعجب من حال كتابنا و هم يكتبون عــن رجل لطالما اعتبروه بالأمس ملهما لهم و قائدا و وجيها و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا

لماذا عندما يكون الحكام في السلطة يهتف الكتّـــاب مهللين و مطبلين و مزمرين و ربما قالوا مدحا و وصفا ليس من الموصوف في شيء ؟ أهو الخوف أم النفاق أم الضرورة ؟ و عندما يتهاوى الحكام ينقلب عليهم الكتّاب ناقــدين و شامتين و مجرّحين .. أم هــذا يدخل في صنف: "إذا سقط الثور كثر ذباحوه !"

لماذا لم نسمع بهذه المقالات قبل 17 فبراير ؟ أهــو الحظر و التعتيم و قلة هامش الحرية ؟ أم هــو يدخل ضمن نطاق: "رانا حنا معا الواقف" .. لماذا يفتخر البعض بحقبة الحكم السنونسي الملكي في ليبيا رغم أنه ليس ببعيد عن حقبة القذافي ؟ هل هو من باب الشماتة أم من باب: " المهم ما شي نتا و يجي بليس في بلاصتك"

أتعجّبُ أحيانا من حال كتّــابنا و أتعجب من تقلب ألوانهم .. أفلا نستطيع أن نقول كلمة الحق في أي ظرف أو على الأقل أن لا نمدح من لا يستحق المدح ؟ زمن القذافي ولّــى ليأتي زمن الإنتقالي و ما لنا عليهم من شيء بل نظنهم صادقـــين

هي أسئلــة بقيت بلا إجابة عندي و أستسمح كل كاتب نزيــه على ما قلته و أتمنى كل السكينة و الأمــن و التقدم و الإزدهـــار لليبيا 17 شباط

keddi1990 كتب:: الــسلام عليكم

بــــداية كل الشكر و التقديــر لك أستاذي على النقل

المقال مليء بالأفكار و إن كان يدور حول نقطة مركزية واحدة و هي سقوط "الفارغ القذافي" إلا أنني أتعجب من حال كتابنا و هم يكتبون عــن رجل لطالما اعتبروه بالأمس ملهما لهم و قائدا و وجيها و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا

لماذا عندما يكون الحكام في السلطة يهتف الكتّـــاب مهللين و مطبلين و مزمرين و ربما قالوا مدحا و وصفا ليس من الموصوف في شيء ؟ أهو الخوف أم النفاق أم الضرورة ؟ و عندما يتهاوى الحكام ينقلب عليهم الكتّاب ناقــدين و شامتين و مجرّحين .. أم هــذا يدخل في صنف: "إذا سقط الثور كثر ذباحوه !"

لماذا لم نسمع بهذه المقالات قبل 17 فبراير ؟ أهــو الحظر و التعتيم و قلة هامش الحرية ؟ أم هــو يدخل ضمن نطاق: "رانا حنا معا الواقف" .. لماذا يفتخر البعض بحقبة الحكم السنونسي الملكي في ليبيا رغم أنه ليس ببعيد عن حقبة القذافي ؟ هل هو من باب الشماتة أم من باب: " المهم ما شي نتا و يجي بليس في بلاصتك"

أتعجّبُ أحيانا من حال كتّــابنا و أتعجب من تقلب ألوانهم .. أفلا نستطيع أن نقول كلمة الحق في أي ظرف أو على الأقل أن لا نمدح من لا يستحق المدح ؟ زمن القذافي ولّــى ليأتي زمن الإنتقالي و ما لنا عليهم من شيء بل نظنهم صادقـــين

هي أسئلــة بقيت بلا إجابة عندي و أستسمح كل كاتب نزيــه على ما قلته و أتمنى كل السكينة و الأمــن و التقدم و الإزدهـــار لليبيا 17 شباط

هذه التساؤلات حيرتني أيضا أخي عبد الحميد ولا أدري ما السبب في ذلك فربما تعتيم الإعلام أو عدم الحرية في الإعلام المقروء والمكتوب ومع كل ذلك تبقى للأسباب الأخرى التي ذكرتها يد في القضية فالكل أصبح يتاجر بالقضايا بما يتطلبه الواقع المعيش وفي هذا الصدد أتذكر عندما حدث ما حدث بين الجزائر والشقيقة مصر أصدر الدكتور محمد لعقاب كتابه : مصر التي أسقطتها كرة القدم وقد انتشر بكثرة ولا أجد مبررا لذلك إلا لأنه أراد أن ينافس باعة القمصان الخضراء والقبعات البيضاء والحمراء في السوق السوداء بكتابه هذا
مع احترامي للعلم
وهذه الظاهرة تفشت أيضا لدى الكتاب عموما فإذا بزغ نجم كاتب ما في النقد الأدبي مثلا وهو تخصصه فإنه يكتب بدافع الجشع في النحو والصرف مع قصر باعه فيه
ببساطة يدورون حيث
دار الدينار والدرهم
تحيتي لكـــ

اقتباس :: ببساطة يدورون حيث
دار الدينار والدرهم

تعِسَ كاتب الدينار و الدرهم

بالأمس قائد ورجل الأمة قدوة لكل شاب وشابة ليبية
الأن أكثر المذمومين لدى الشعب الليبي
سبحان الله غريبة هذه الدنيا
شكرآ أستاذ على المقال.