التقى امريكي بيهودي في مطار باريس صدفة فسأله أين تريد؟ فأجاب اليهودي بأنه ينشد علما لاينبغي لأحد من بني جلدته, اندهش الامريكي وقال ايه وحق الرب هذا ما أنشده ايضا, باغتهما صيني وقاطع حديثهما بقوله لقد سمعت خلسة مادار بينكما واني عازم مثلكما على اكتساب علم نافع لكن سأشور عليكما برأي إن أخذتما به ستكونان من الفائزين, إني سمعت الناس تمدح صرحا علميا شامخا يدرس به اهم علم في العصر الحديث الا وهو علم الكذب, وما إن أكمل الصيني عبارته هاته ابتدره محاوراه متسائلان وأين يتواجد هذا الصرح, رد عليهما الصيني بكل ثقة وهدؤ في الجزائر في الجزائر, ومالبث يلتقط أنفاسه حتى أضافاه سؤالا آخر وما هي شروط الالتحاق بهذه الصرح, فأجاب سمعت من معارفي أن الدخول اليه يحتاج أحد أمرين إما وساطة أو رشوة, وبعدها تنضم لهذا الصرح الذي يسمى بالمدرسة الوطنية العليا للكذب, مدة الدراسة تتم على خماسيات فبعد اتمامك لكل خمس سنوات تمتحن وتمر الى المرحلة التي تليها اذا نجحت بالامتحان طبعا وهكذا دواليك الى ان تتم عشرين سنة تتحصل بعدها على شهادة بروفيسور في علم الكذب تخولك أن تعمل بها حتى في المريخ, تشوق الامريكي واليهودي لمعرفة المزيد حول هاته المدرسة فقالا للصيني زدنا مما تعرفه فان العلم الذي يدرس فيها من خلال ماوصفته لنا يستحق أن يؤتى اليه ولو حبوا, اكمل الصيني حديثه ان رئيس هذه المدرسة المدعو سلال يحرص ان يكون جميع المنتسبين لمدرسته يتمتعون بموهبة التبلعيط وأن يكونوا متعددي اللغات بل اللهجات بالاصح , ويشترط عليهم كذلك ان تكون خلفياتهم الدينية بيضاء اي يبطنون الالحاد ويظهرون التدين امام من يخالطهم لتسير مصالحهم في وجهتها الصحيحة دون اعوجاج, تخرج من هذه المدرسة المئات كلهم يتميزون بكفاءة عالية في الكذب, فمن شدة كذبهم يعرف من يسمع كلامهم انهم يكذبون ولا يستطيع اتهامهم بذلك, خريجو اهاته المدرسة لديهم القدرة على القيادة والتحكم في اصحاب العلوم الاخرى لانهم اثناء تكوينهم افتقدوا معيار مهما يدعى المصداقية وهو الذي اذا ما درسوه ألجمهم وعرقلهم بقيوده , فالحرية المطلقة لاتستسيغه ولاتنبني عليه, ختم الصيني كلامه لمحاوريه مردفا إن كذبة أفريل التي نتشدق بها مجرد مقدمة في مناهج هاته المؤسسة فهي تنجز الاف البحوث سنويا في مجال علم الكذب, وتحتكر براءات الاختراع المتعلقة بفن الكذب وهي بالنهاية الرائدة في مجالها عالميا, سال لعاب الامريكي وقاطع الصيني قائلا لنذهب من فورنا لهاته المؤسسة فلا اظن ان هناك علما يضاهي علم الكذب الذي يخضع للظرفية والتمحيص, وقبل ان يركبوا الطائرة قال الصيني لصاحبيه إذا سئلتم عن الحقيقة فأجيبوا إنها مايقوله بوتفليقة فهو الرئيس الفخري لهاته المؤسسة.
Iqes hainoun le 24/07/2015