ismailkhi عضو متألق
عدد الرسائل : 341 المزاج : طيب المعاملة نقاط التقييم : 3 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: فصل من رائعة " رواية الثلاثة " للعلامة الأديب المجاهد محمد البشير الابراهيمي الأربعاء 24 سبتمبر 2008 - 1:39 | |
| جاء في المقدمــة : هذه- أكرمك الله- رواية الثلاثة , وهي أرجوزة أكثرها "لزوم ما لا يلزم" تُمثل حالة ثلاثة من الأساتذة , لا يدفعون عن فضلٍ ولا أدبٍ ولاذكاءٍ وما فيهم إلاّ بعيدُ الأثر في الحركة الإصلاحية , واسعُ الخُطى في ميدان تعليم الناشئة وتربيتها . وكان لهم شيخ يقارضونه برا ببرا , وتكرمة بتكرمة , وكان لهم كالوالد يأبوهم ويحبوهم [1], وكانت لهم من نفسه منزلة خاصة , يعاملهم بحسبها حنانا ولطفا وتثقيفا , وكانوا يعدون أيام اجتماعهم به - وهي قليلة - غرر أعمارهم يتسببون لها الأسباب , لما يفيضه عليهم من طرائف الأدب , ولطائف الحكمة ويُطايِبُهُمْ به من بارع النكت , وملح الأحاديث والأفاكيه , وغرائب اللغة و الأخبار , فكانوا إذا اختلفوا في شيء لا يختلفون في ترجيح وزنه في الموازين والمغالاة بقيمته إلى أبعد الغايات . ثم طرق الدهر بحادث حال بينهم وبينه وبين الناس , إلا رسائل تنفض عليها القلوب ما تكن , وتودعها النفوس والعواطف ما تجن [2] , فكان الظن بالثلاثة , أنهم يجلون في هذا المضمار , ويسبقون جميع الناس فيه . ولكنهم بدلا من ذلك نسوه , وكأنهم التراب دسوه , وقطعوا حبل الاتصال الكتابي به البتة فألقى الشيطان على لسان الشيخ , أو ألقى هو على لسان الشيطان , هذه الأرجوزة الطويلة , ونحل كل واحد من الثلاثة ما يستحقه من فصول ومعان
* - آفلو , 1941 م - هذه المدينة القريبة من الصحراء هي منفى الشيخ من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية لأنه لم يصدر بيان يدعو فيه الجزائريين الى مساندتها في حربها ضد الالمان -
[1]- يأبوهم : يعاملهم معاملة الأب لأبنائه . يحبوهم : يعطيهم.
[2]- تُكِنُّ : تستر . تجن : تخفي .
أسلوب الرواية : أمّا أسلوبها فهو سهلٌ منسجم , متلاحم النسيج , متين التركيب , فصيح المفردات , ليس فيه تكلف , ولا ركوب الضّرورات , التي ألِفَ الرّاجِزون ركوبها , برئٌ من التّكلف والحشوِ الذي ألِفوا أن يختموا به الأبيات , ضُعفاً منهم , وضيق عطن في العربية , وقِصَرَ باعٍ في مفرداتها وتراكيبها , وفي أكثر أبياتها " لزوم ما لا يلزم " من التزام حرفين أو ثلاثة في الرّويّ , ومع ذلك فكلّ ما فيها من هذا النوع مقبول متمكّن , وفيها كثيرٌ من أنواع التجنيس , وكلها من النّوع العالي , المتمكن لفظه ومعناه البرئ من التّكلّف , وإنّما هو من استرسال الطّبع , وقوّة الأسرِ , ورُوح الملكة في العربية , وفيها أبياتٌ مستقلّة بمعانيها , تجري مجرى الأمثال , وفيها طائفة من الألفاظ الغريبة , التي لم يألف الكتّاب والشّعراء استخدامها , وحبّذا لو استعملوها وأكثروا منها , فإنّها زيادة في ثراء اللّغة وتوسيعٌ لها , وليس في الأراجيز العلمية التي امتلأت بها الدنيا شيئٌ سهلٌ مستساغ إلاّ قليلاً من أراجيز فحول البيان , مثل رقم الحُلل لابن الخطيب , ودول الإسلام لشوقي , وما رأيتُ قوماً طاعَ لهم الرَجَزُ وانقادَ كعلماء شنقيطْ , مع السّهولة عليهم في النّظمِ ومتانة السّبْكِ . وبَعْدُ : فقد داعبْنَا بهذه الرّواية , ثلاثة أساتذة , هم لنا أبناء , وهم فيما بينهم إخوة كلّهم أُدَباءٌ , فعسَى أن تكون حافزةً لِهِمَمَهِم في التّدريب على هذا النّوع الرّاقي من الأدب الهزلي . ولو نظمت هذه الرّواية في عصور الإقبال على الأدب , لطارت كلَّ مطارٍ , وتلقّاها الرّواة والنّقلةُ , بما تستحقّهُ من إجلالٍ ........
محمّد البشير الإبراهيمي
| |
|
tabet1989 مشرف سابق
عدد الرسائل : 330 الهواية : مزاح لطيف نقاط التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: رد: فصل من رائعة " رواية الثلاثة " للعلامة الأديب المجاهد محمد البشير الابراهيمي الأربعاء 24 سبتمبر 2008 - 1:41 | |
| | |
|