الكثير من المظاهر السلبية لا تقف عند حدود الضرر بالفرد، خاصة في مجتمعاتنا الحديثة التي تتقارب فيها الأماكن والمسافات والأزمنة.. لذلك نجد أن الكثير من الأخلاقيات السلبية، تجد أصداءً لها في أرجاء كثيرة بالمجتمع.</SPAN>
وربما يبدو الأمر جلياً بشكل واضح في عادة التدخين، التي اعتادها الكثير من المسلمين مع كل أسف، على ما فيها من مخاطر صحية قد تؤدي للموت، وكأن المسلم ينتحر بيديه. فضلاً عن الأضرار المادية والنفسية وغيرها.</SPAN>
وممّا يضّر به الآخرين، ذلك الدخان المنبعث من السجائر، والذي يعدّ استنشاقه، تدخيناً سلبياً يشكّل خطراً على الجميع.</SPAN>
آخر البحوث:</SPAN>
يوماً بعد يوم، يكشف لنا الطب الحديث، مخاطر جديدة للتدخين السلبي، كان آخرها الدراسة الجديدة التي أجريت على مجموعة من النساء، والتي أثبتت وجود مخاطر صحية أكثر، يسببها التدخين السلبي، والذي يحصل عندما يستنشق أحد الأشخاص غير المدخنين، الدخان المنبعث من سجائر المدخنين، خاصة في الغرف المغلقة والسيارات وغيرها.</SPAN>
وقد أجريت الدراسة على مجموعة من النساء الصينيات، وبيّنت أن التدخين السلبي عامل خطر مهم في الإصابة بمرض الشرايين الطرفية، والذي يؤثر على الشرايين في الساقين، وربما يؤدي إلى البتر إذا كان حاداً. هذا بالإضافة إلى الدراسات السابقة، التي أكدت وجود ارتباط قوي بين التدخين السلبي وأمراض القلب والجلطات.</SPAN>
وتنقل وكالة رويترز للأنباء، عن الدكتور ياو هي (من المستشفى العام لجيش التحرير الشعبي الصيني في بكين)، والذي قائم بالتجربة مع زملاء له، قوله: "إن التدخين في الصين أكثر شيوعا بين الرجال عنه بين النساء".</SPAN>
وشملت الدراسة التي نشرت في دورية "الدورة الدموية"، </SPAN>1209 امرأة تبلغ أعمارهن 60 عاما أو أكثر، ولم يسبق لهن التدخين. وبين هؤلاء النساء تعرضت 477 امرأة للتدخين السلبي في المنزل أو في مقر العمل لمدة عامين على الأقل خلال السنوات العشر السابقة.</SPAN>
ارتفاع نسبة الخطر:</SPAN>
ووجد الباحثون أن التدخين السلبي زاد خطر الإصابة بمرض الشرايين الطرفية بنسبة 67 في المائة وخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 69 في المائة والجلطات بنسبة 56 في المائة.</SPAN>
ووجد الدكتور ياو هي وزملاؤه انه كلما زادت كمية وفترة التعرض للتدخين السلبي كلما زادت مخاطر هذه المشاكل.</SPAN>
وأوضح الباحثون أن دراستهم تقدم أول أدلة على علاقة بين التدخين السلبي ومرض الشرايين الطرفية وكذلك مزيد من التأكيد للعلاقة بين التدخين السلبي وأمراض القلب ودعوا إلى إجراءات عاجلة في مجال الصحة العامة لمنع هذا الخطر على الصحة.</SPAN>
ليس أقلّاً من المدخنين:</SPAN>
جميع الدراسات والبحوث الطبية، أكدت أن التدخين السلبي، لا يقلّ خطراً عن التدخين المباشر، إن لك يكن أكثر سوءً. فالدخان الذي يطلقه المدخن من سيجارته أو صدره، يحتوي على نسبة كبيرة من النيكوتين وأول أكسيد الكربون وحامض السينيل، فضلاً عن احتواءه على المواد المسرطنة الأخرى، التي تحتويها كل سيجارة. وتسبب هذه المواد تهيجاً مباشراً في الأغشية المخاطية في العين والجهاز التنفسي العلوي، بالإضافة إلى الإحساس بالدواء، والصداع والغثيان، وارتخاء عضلات الجسم.</SPAN>
ويؤدي التعرّض المستمر لهذا الدخان المنتشر في الجو، إلى اضطرابات في أداء بعض الأجهزة مثل الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و جهاز المناعة، فيصاب المتعرض وخاصة من كان في سن الطفولة إلى التهابات في الجهاز التنفسي وضعف في الشهية وتوتر وصداع.</SPAN>
وأكثر المخاطر التي يحذّر منها الأطباء بسبب التدخين السلبي، هي أمراض سرطان الرئة، التي تحدث بسبب استنشاق الهواء الملوث بصورة مستمرة.</SPAN>
والكثير من العائلات مع كل أسف، يضطر فيه الأبناء، لاستنشاق كميات كبيرة من الدخان المنبعث من سجائر والدهم، دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء. </SPAN>
فإن لم ترحم نفسك.. فليس أقل من أن ترحم أبناءك، الذين لا حول لهم ولا قوة فيما تضرّ به صدرك وجسدك.</SPAN></SPAN>