الدرس الخامس
البورتريه: كيف تصور الأشخاص والأطفال؟كثيرا ما سمعنا بكلمة بورتريه، ففي عالم التصوير الرقمي يقصد به تصوير شخص أو مجموعة من الأشخاص بهدف إبراز ملامح الوجه.
يتفرع تصوير البورتريه إلى أكثر من فرع، حيث هناك تصوير المواليد، الأطفال، الشباب والشيوخ. ويختلف من الذكور إلى الإناث.
صورة بورتريه لمولود
صورة بورتريه لطفل
صورة بورتريه لشاب
صورة بورتريه لمرأة
صورة بورتريه لشيخ
سنسلط الضوء إن شاء الله على تصوير البورتريه بشكل عام ثم بشكل خاص لدى الأطفال.
التصوير الداخلييقصد به تصوير البورتريه في الأستوديو، سواء كان مهنيا أو منزليا، ويحتاج لمساحة مخصصة ومجهزة بمعدات، من بينها إضاءة صناعية، مظلة عاكسة لتشتيت النور، خلفيات جاهزة، كاميرات مناسبة، لاحظ الصورة الموالية:
في التصوير الداخلي يمكننا فقط التقاط الصور الشمسية التي نستعملها في الوثائق، ولا شك أنكم جميعا دخلتم لغرفة التصوير وشاهدتم بأعينكم كيف هي، حتى أن البعض يوفر الماكياج في الأستوديوهات قبل تصوير الأشخاص.
التصوير الداخلي مناسب جدا في البورتريه لأنه يمنح لك تحكما أسهل، ويجنبك الكثير من مشاكل التصوير الخارجي، كالطقس السيئ، أو الإضاءة الطبيعية الغير مناسبة، أو الخلفية الغير مناسبة.
التصوير الخارجي:ويقصد به تصوير البورتريه في الطبيعة خارج الأستوديو، وبالتالي يكون خاضعا لعوامل الطبيعة كالطقس وإضاءة الشمس، لاحظ الصورة التالية:
ينصح بتجنب تصوير البورتريه في الظهيرة، لأن الشمس تكون عمودية وبالتالي تعطي ظلالا حادة حول العينين، أما لو كان الطقس غائما فسيكون التصوير ممتازا.
في حال كان الطقس رديئا، ستكون المهمة أصعب، فمثلا عند هبوب الرياح قد نواجه مشكلة مع الشعر المتحرك أو الملابس المتحركة.
اختيار المكان يبقى هو الآخر عاملا أساسيا، فرغم أننا نود التركيز على ملامح الشخص، إلا أنه لا بأس باختيار خلفية بسيطة غير ملفتة وغير مشتتة للانتباه حتى لا نخرج عن سياق الهدف وهو إبراز ملامح الشخص.
تصوير مجموعة من الأشخاصإن تصوير أكثر من شخص يختلف تماما عن تصوير الشخص الواحد، لأننا وبالإضافة إلى إبراز الملامح نريد أن نبرز العلاقة (أم وولدها، أصدقاء، زوج وزوجة..) وبالتالي فأنت بحاجة لكي تقوم بتوجيهات للمجموعة من أجل التقاط صورة رائعة.
في تصوير الأشخاص نلتقط الصورة من مكان بعيد بحيث يكون كافيا لظهور المجموعة كاملة، ولكن ليس كثيرا حتى لا تغيب تفاصيل ملامحهم، وهنا يأتي دورك أيها المصور في تنظيم المجموعة، فعليك باختيار ذوي القامة الطويلة في الوراء وذوي القامة القصيرة في الأمام، أو بجلوس بعضهم ووقوف البعض الآخر وهكذا، إليكم مثالا لصورة جماعية:
إن ما يتعب حقا في الصور الجماعية هو صعوبة المراقبة، فكثيرا ما تعطي نصائح لتجد أحدهم لحظة التصوير عيونه مغمضة، أو شارد الذهن، وبالتالي تضطر للإعادة مرارا وتكرارا، ولكن كيف نضمن أن لا ترمش عين أحدهم لحظة التقاط الصورة؟ هنا تأتي براعة المصور في التوجيه، فمثلا تستطيع أن تطلب منهم أن يغمضوا أعينهم جميعا، ثم تأمرهم بفتحها وفي هذه الأثناء تقوم بالتقاط الصورة وقد ضمنت إلى جانب العيون المفتوحة، ضمنت ابتسامة رائعة من طرفهم.
العوامل المؤثرة في تصوير البورتريهإن أهم العناصر المؤثرة في تصوير البورتريه هي الإضاءة، حيث تعبير الوجه والشخصية التي يعكسها قد يتغير بتغيير الضوء الساقط عليه، وقد أشرنا سابقا في درس الإضاءة أننا يمكننا إعطاء إيحاء بالشر، أو الغموض أو الحيوية من خلال اتجاه الضوء فقط.
كل ما كانت الصورة قريبة وإضاءتها طبيعية كل ما كانت أجمل، فمثلا يمكن التصوير بجانب نافذة يأتي منها نور الشمس الطبيعي ويكون موضوع على هذه النافذة ستارة شفافة لونها أبيض لتشتيت النور المركز الحاد، على أن تكون العيون بالثلث الأعلى من الصورة كما تحدثنا بالدرس السابق في جزئية خطوط التقاطع.
إن اقتطاع جزء من الرأس، أو من الكتف أو الصدر لا يشكل عيبا في هذا النوع من التصوير، لأننا نركز على الملامح التي في الوجه أكثر من أي شيء آخر، والصورة الموالية توضح ذلك:
بالنسبة للتصوير الخارجي يرجى الانتباه إلى خلفية الصورة، فلا بأس أن تكون أشجارا أو حائطا أو أي شيء مشابه شرط أن يعطي جمالا، وإلا فعلينا عزل الصورة عن الخلفية باستخدام التركيز البؤري على الشخص وبالتالي تظهر الخلفية مموهة وملامح الشخص بارزة كما يظهر في الصورتين المواليتين:
اختيار الزاوية أمر مهم، فباستثناء الصور الشمسية التي يجب أن تكون فيها الزاوية أمامية، يستحسن اختيار الزوايا الأفضل في تصوير البورتريه.
تصوير الأطفالتعرفنا في مقدمة الدرس عن فروع البورتريه حسب سن الشخص، وقد اخترت تصوير الأطفال من بينها لسببين: الأول لأن معظم المصورين يحبون تصويرهم بحكم براءتهم وعفويتهم، والسبب الثاني لأن معظمنا يتلقى صعوبة في تصويرهم بسبب حركتهم الكثيرة وعدم ثباتهم، فأردت تقديم توجيهات في هذا الخصوص.
تعابير الأطفال لا تكذب، ولا يمكن مثلا أن تلتقط ابتسامة مصطنعة أو وضعية متكلفة من طرف طفل، فهم يعكسون ما يحسونه وبالتالي ستضمن صورة واقعية عكس تصوير الكبار، لاحظ الصورة التالية:
تصوير الأطفال من الفوق لن يمنحك الصورة الجميلة التي تبحث عنها، لهذا عليك أن تصور من زاوية منخفضة بالنسبة لوجوههم أو على الأقل زاوية موازية، وسترى الفرق بنفسك، إليكم هذا المثال:
حركة الأطفال وحيويتهم يمكننا التغلب عليها بعدة أشياء، تستطيع مثلا حين تصبح جاهزا تماما أن تناديه باسمه وسينتبه لك لا محالة، في هذه اللحظة تكون قد التقطت الصورة، أو تعطيه شيئا ليشغل به نفسه كقطعة حلوى أو لعبة، ثم تلتقط له الصورة من زاوية سفلية بحيث تضمن عدم التقاط الحلوى أو اللعبة في الكادر، هذا إن أردت عدم ظهورها وإلا فلا مشكلة.
أهم عامل في تصوير الأطفال أن تترك الطفل يتصرف على سجيته، فتوجيهاتك الكثيرة وأوامرك المتكررة لن تجدي نفعا، ولكن كن ذكيا في طريقة تعاملك معه حتى تضمن عدم امتعاضه من التصوير، لاحظ الصورة التالية:
أحسن الناس كفاءة لتصوير الأطفال هم ذووهم، بحكم معرفة طباعهم وسلوكهم وبالتالي تقليل المتاعب، لأن الأطفال تختلف طباعهم من واحد لآخر.
احرص إن أردت تجنب المتاعب أن تضمن دخول طفلك لدورة المياه قبل التصوير، وأيضا أن لا يكون جائعا أو يكون تصويره في وقت نومه، لأنه سيبكي ولن يثبت أبدا.
إن كان طفلك من النوع الذي لا يهدأ أبدا، أو من النوع الذي مهما حاولت معه فإنه يبكي ولا يثبت للتصوير، ففرصتك الذهبية هي تصويره وهو نائم.
ملاحظة:
لجميع أسئلتكم حول الدرس، أو وضع محاولاتكم التي صورتموها للتقييم، أو أي شيء آخر، تفضلوا بوضعه بالردود وستتم الإجابة عليه بحول الله.
هذا الدرس جزء من دورة تعليمية مجانية، يمكنك الاطلاع على تفاصيلها من خلال الرابط التالي: (هنا)