الدرس الرابع
كيف تمسك الكاميرا؟ لننطلقإن أسوأ أمر قد يحبط المصور هو أن تكون الصورة مهزوزة، فحتى لو كان موضوع الصورة رائعا إلا أن اهتزازها يفقدها جمالها، الصورة الموالية مهزوزة وهي تعكس مدى حجم مشكل الاهتزاز:
ولأننا اقترحنا سابقا فكرة استعمال الحامل الثلاثي والمؤقت التلقائي للقضاء نهائيا على هذه المشكلة، إلا أنه يتعذر علينا أحيانا استعماله بسبب عدم قدرتنا على شرائه أو عدم توفره أو أن زاوية التصوير لا تسمح بذلك، أو أن الوقت غير كاف لتثبيته خصوصا في مناسبة ما أين علينا اقتناص الفرص بسرعة كبيرة، إذن فالحل هو حمل الكاميرا بكلتا اليدين وتصوير الموضوع المراد التقاطه، وفي هذا الدرس سنتعلم إن شاء الله الطريقة الصحيحة لذلك واجتناب الطرق الخاطئة للحصول على صور واضحة المعالم وذات جودة ممتازة.
كيفية الإمساك بالكاميراقبل البدء في الحديث عن هذه النقطة المهمة، دعوني أخبركم شيئا، قد يبدو المصورون مجانين في بعض الأحيان، ولكن هم يستخدمون أي شيء من أجل الحصول على اللقطة المناسبة، ولو تعلق الأمر بوضعيات مجنونة أو غريبة ومضحكة كما سنرى في هذه الصور:
إن طريقة إمساك الكاميرا تعتمد بشكل كبير على عدة عوامل، من أهمها نوع الكاميرا المستخدمة، هل هي كاميرا مدمجة أم كاميرا ذات عدسات أحادية، وقبل التفصيل في كل حالة سنستعرض النمطين الأساسيين للتصوير:
النمط الأفقي: بحيث يتم الإمساك بالكاميرا بشكل أفقي، عادة ما يستخدم هذا النمط لتصوير المناظر الطبيعية أو في حال الرغبة في إظهار مساحات كبيرة من خلفية الصورة، وهذه صورة من التقاطي بالوضع الأفقي في المنطقة السياحة سيدي عيسى بتمقطن - أولف:
النمط العمودي: حيث يتم الإمساك بالكاميرا بشكل طولي، وعادة ما يستخدم لتصوير الأشخاص أو في حال الرغبة بالتقاط صورة للكادر بشكل طولي، وهذه صورة أخرى من التقاطي ولكن بوضع عمودي:
علما بأنه لا توجد أفضلية لأي وضع على الآخر، وإنما تعتمد على نظرة المصور والهدف من التقاط الصورة.
لا توجد ضمانات للحصول على صورة خالية من الاهتزازات إلا باستخدام الحامل الثلاثي، واستخدام هذه الأوضاع ليست سوى عوامل مساعدة للتقليل من اهتزاز الكاميرا.
بالنسبة للكاميرات شبه الاحترافية:النمط الأفقي باستخدام وضعية الوقوف:استخدم يدك اليسرى لحمل الجزء الأكبر من وزن الكاميرا حيث قم بتثبيت باطن راحة اليد أسفل العدسة واستخدم أصابعك لكي تحيط بها بشكل محكم للحصول على أفضل وضعية ممكنة لتثبيتها، اليد اليمنى تستخدم للتحكم في الإمساك بمقدمة الكاميرا ومؤخرتها من على الجانب الأيمن، وكذلك للتحكم في إعدادات الكاميرا والتقاط الصورة.
بعد تثبيت الكاميرا من المهم جدا الحصول على أفضل وضعية توازن ممكنة وذلك لا يتم إلا عبر ثني المرفقين وضم الذراعين إلى الجسم وبالتحديد إلى الصدر وذلك لتوفير دعم أكبر لعملية الإمساك بواسطة اليدين مع فتح الرجلين قليلا وتقديم أحدهما على الأخرى مع ثني الركبة قليلا، قد لا تشعر بالراحة إذا ما كانت هذه هي المرة الأولى التي تمسك بها الكاميرا بهذه الطريقة لكن مع التعود سوف تجد نفسك لا تستغني عنها.
الأخطاء الشائعة عند استخدام النمط الأفقي:أكثر خطأ شائع هو استخدام يد واحدة فقط للإمساك بالكاميرا، وبالنظر إلى وزن الكاميرا فالنتيجة عادة ما تكون صورة مهتزة تفتقر إلى الوضوح اللازم.
خطأ آخر شائع هو عدم ثني المرفقين وضم اليدين إلى الجسم، وهي ليست الوضعية المثلى للحصول على التوازن المطلوب.
هناك نقطة مهمة يجب الانتباه إليها وهي استخدام حزام الكاميرا على العنق وذلك لحماية الكاميرا من السقوط في حال التعثر أو عدم الإمساك بها بشكل صحيح.
النمط العمودي باستخدام وضعية الوقوف:التقنيات المستخدمة في هذا النمط لا تختلف كثيرا عن تلك التي ذكرناها في النمط الأفقي ولكن الاختلاف الوحيد يكمن في أنك ستمسك الكاميرا بشكل طولي.
استخدم يدك اليمنى للإمساك بالكاميرا من الأعلى و التحكم في إعداداتها ومن ثم التقاط الصورة بعد اتخاذ الوضعية المناسبة
بواسطة يدك اليسرى قم بإعطاء مزيد من التوازن للكاميرا عبر تثبيتها من الأسفل و بالتحديد من جهة باطن العدسة
الأخطاء الشائعة عند استخدام النمط العمودي:من الأخطاء الشائعة عند استخدام هذا النمط هو إمساك الكاميرا بطريقة عكسية، وأيضا عدم استخدام كلتا اليدين في الإمساك بالكاميرا.
بالنسبة للكاميرات من فئة "صوب وصور"النمط الأفقي باستخدام وضعية الوقوف:من أهم الاختلافات ما بين الكاميرات من فئة "صوب وصور" والكاميرات شبه الاحترافية، اعتماد المصور على الشاشة فقط عند التصوير باستخدام الكاميرات من النوع الأول نظرا لأن أغلب الكاميرات من هذا النوع لا يتم تزويدها بمنظار للرؤية، لذلك فإن الإمساك بها يختلف بعض الشيء عن الكيفية المستخدمة للإمساك في الكاميرات شبه الاحترافية، حيث أن الأولى أخف وزنا وأصغر حجما بكثير من الثانية مما يزيد من صعوبة الإمساك بها بشكل متوازن.
كما أن حاجة المصور للإمساك بالكاميرا بعيدا عن مقدمة الرأس لمشاهدة اللقطة قبل التقاطها على الشاشة تزيد من احتمالية حصول اهتزاز في الصورة، ولكن القاعدة الرئيسية للتصوير هي استخدام كلتا اليدين، لذلك احرص على هذه النقطة جيدا، قم بضم مرفقيك وحاول أن لا تبتعد كثيرا بالكاميرا عن جسمك، أنت بهذه الطريقة تكون أشبه بوضعية “الحامل الثلاثي” وذلك للحصول على أفضل وضعية تثبيت ممكنة.
أغلب الكاميرات يأتي معها حزام خاص، قم بتثبيت هذا الحزام حول معصمك لتثبيت الكاميرا ومنعها من السقوط في حال انفلاتها من بين يديك.
بالنسبة لمكان تثبيت الأصابع، من المهم جدا أن تقوم بتثبيتها حول أنحاء الكاميرا، أنت بالتأكيد لا تريدها أن تظهر أمام العدسة أو تحجب جزءا من إضاءة الفلاش.
النمط العمودي باستخدام وضعية الوقوف:القواعد هنا لا تختلف كثيرا عن تلك التي تطرقنا إليها في الكاميرات شبه الاحترافية، فعليك أن تمسك بكلتا يديك مع مراعاة إسناد جانب الكاميرا العمودي إلى السبابة.
لننطلقالآن وقد تعلمنا ما هو التصوير الفوتوغرافي، وما هي معداته وطريقة اختيار الإضاءة والوقت المناسب للتصوير، وتعلمنا كذلك كيف نمسك بالكاميرا، بقي لنا أن نتوكل على الله ونحمل آلة التصوير وننطلق.
أود ابتداءً من هنا أن تقوموا بمحاولات تصوير لأي شيء سواء بكاميرات هواتفكم أو بكاميراتكم المخصصة، وعرضها على شكل رد في الموضوع لنقوم بتقييمها سويا للمحافظة على نقاط القوة واجتناب مواطن الضعف، ومهما تكلمنا وأخذنا الدروس النظرية فلن تغنينا شيئا إلا بالتطبيق الميداني.سأساعدكم بمجموعة من النقاط المهمة في انطلاقتكم، وأرجو تطبيقها والعمل بها:
أولا: وأرجو التركيز جيدا، تأكد من الإعدادات قبل التصوير، وإلا فاختر الإعداد التلقائي، ولمن يملك كاميرا بعدسة بارزة أو عدسة قابلة للدخول والخروج، حينما تصبح جاهزا تماما للتصوير لا تضغط على زر التصوير بقوة، بل اضغط نصف ضغطة فقط حتى يتم تركيز العدسة البؤري بالشكل الصحيح ثم أكمل نصف الضغطة المتبقية.
ثانيا: عامل كل صورة لوحدها، وحاول أن تجعل للصورة التي ستلتقطها عنوانا يقرؤه من يراها من خلال التركيز على الموضوع أو الرسالة أو الأحاسيس والعلاقات، فمثلا كابل كهربائي يبرز في الصورة سيشتت الانتباه ويؤثر على جمالها.
ثالثا: هل تعلم أن المصورين المحترفين يلتقطون لنفس المشهد العديد من الصور، ثم بعد عرضها في الكمبيوتر ينتقون أحسنها، فنحن الذين نشق طريقنا للاحتراف (أنا وأنتم) سنعمل أيضا على هذا.
رابعا: الصور الرقمية والحمد لله مجانية، صوّر ما شئت وامسح كما شئت ولن تدفع نقودا لتصوير لقطة معينة، لهذا لا تبخل على نفسك بالمحاولات، حاول ثم حاول ثم حاول وبعدها أبقي على الجميل واحذف السيء وسترى أنك تتطور شيئا فشيئا.
خامسا: من الخطإ وضع الجسم المراد تصويره في منتصف المشهد تماما، فهناك قاعدة تسمى بخطوط التقاطع بحيث تجعل الجسم المراد تصويره في إحدى نقاط التقاطع كما هو موضح بالصورة التالية، وعن السبب فلأن العين البشرية تنظر فطريا إلى هذه النقاط أولا ثم تتجول داخل الصورة.
سادسا: التصوير فن وليس علما، لأن قواعده قابلة للكسر إذا اقتضت الضرورة الإبداعية ذلك، لهذا حاول دوما أن تصور من زوايا غير مألوفة وستنبهر بالفرق، والصورة الموالية خير دليل:
ملاحظة:لجميع أسئلتكم حول الدرس، أو وضع محاولاتكم التي صورتموها للتقييم، أو أي شيء آخر، تفضلوا بوضعه بالردود وستتم الإجابة عليه بحول الله.
هذا الدرس جزء من دورة تعليمية مجانية، يمكنك الاطلاع على تفاصيلها من خلال الرابط التالي: (هنا)