<P align=right><STRONG> </STRONG></P>
<P align=right><STRONG><FONT color=red><STRONG><FONT color=red>قرصنة المعلوماتية في الجزائر</FONT></STRONG></FONT></STRONG></P>
<P align=right><STRONG><FONT color=red><STRONG><FONT color=red><BR></FONT></STRONG></FONT></STRONG><FONT color=blue><STRONG>..... إنها علم ، إنها فن ، إنها تنظيم محكم ، بل هي إدمان ثم مرض سقطنا نحن الجزائريين في شراكه ، و لكن هذا المرض لم يزدنا إلا شفاءا ، ربما قد تتساءلون ، كيف هذا يا ترى ؟<BR><BR>أفادت إحصائيات علم المعلوماتية لسنة 2006 بأن حوالي 80% من المعلوماتية العالمية متوفرة بدولة الجزائر ، و المهم هو أن أغلبيتها الساحقة دخلت لبلدنا بواسطة القرصنة ، هذا الداء الخطير – حسب قول المؤمنين بمقولة " جميع الحقوق محفوظة " – الذي أصاب عقول الجزائريين حتى صارت آخر نسخة من نظام الويندوز تصنع صباح اليوم فتجدها في مساءه عند طفل جزائري صغير لدليل قاطع على أننا بتنا منفتحين على كل جديد في هذا العلم ، تخيل – على سبيل المثال – بأن قرص الويندوز إكسبي أس بي 2 الأصلي يصل سعره حاليا إلى 9000 دج ، بينما الجزائري يستطيع شراء نسخة غير أصلية بسعر لن يتجاوز 100 دج ، و قبل هذا , في عاصمة ثالث دولة متقدمة عالميا – لندن – شهدت عام 2005 إقبالا معتبرا على نظام الويندوز إكسبي بإصداره الأول حيث كانت تتواجد بالعاصمة البريطانية 03 نسخ أصلية فقط منه ، و كان معشر البريطانيين يحجزون بطاقة خاصة لأخذ إحدى النسخ من أجل استعمالها ثم تعاد بعد ذلك لمالكها الأصلي ، لكن في جزائرنا الحبيبة كان هذا الإصدار من الويندوز متوفرا في جميع مؤسسات المعلوماتية بعد الإعلان عنه بشهرين فقط ، أي في صيف 2002 تحديدا . هذا الأمر أثار لنا مشاكل دولية عديدة ، حتى " بيل غيتس " نفسه اشتكى من الجزائريين مصرحا بأن أكثر من 05 مليار دولار قد ضاعت له في الجزائر عام 2007 بسبب القرصنة .<BR>ما لا شك فيه أن قرصنة المعلوماتية إجرام تعاقب عليه هيئة الأمم المتحدة كل من يدخل دربه ، و لكن الجزائر قهرت كل من سولت له نفسه أن يعيق انتشار هذه الظاهرة ، فشركة ميكروسوفت الرائدة في هذا المجال أرسلت بعثة استكشافية لدولتنا عام 2006 بغية معرفة كل تفاصيل استعمال الناس للحواسيب و أنظمة التشغيل و البرامج ، و عند إكمالهم لتقرير البحث قدمت الشركة طلبا للسلطات الجزائرية بفرض قوانين صارمة ضد التجار الذين يعملون في هذا المجال ، و المواطنين الذين يشترون الأقراص المضغوطة منسوخة دون ترخيص . رفضت الحكومة الانصياع لهذا الطلب لأنها تعلم بأن هذا المرض فات أوان علاجه خصوصا بعد أن تبين بأن أكثر من 95% من مستعملي الحاسوب و الأنترنيت في الجزائر عملهم غير قانوني ، عندها قامت شركة ميكروسوفت بهذه المهمة لوحدها بعد أن استلمت ترخيصا من الحكومة الجزائرية ، فعاقبت العديد من تجار الأقراص المضغوطة و أصحاب مقاهي الأنترنيت لكن عملها هذا كان بدون فائدة تذكر ، لأنها في الوقت الذي تعاقب فيه شخصا يبيع تجد أمامها 100 شخص يشتري .<BR>في كل الأحوال ، مواطنو دولتنا استطاعوا كسر هذه الحواجز التي تريد أن تمنع عنهم الإستفادة من المعلوماتية بأرخص الأثمان ، منبهين إلى أن دولتنا ليست الدولة الوحيدة في العالم الجاري فيها خرق حقوق المعلوماتية العالمية ، فالصين و كوريا و مصر و سوريا كأمثلة لهم نصيب معتبر في هذا الأمر ، و لهذا قامت شركة مايكروسوفت بصرف أموال طائلة بتعاونها مع شركات هندية بغية الحصول على أفضل وسائل الحماية من القرصنة في نظام التشغيل الذي أصدرته مؤخرا " فيستا " عام 2007 مثل شركة INFOSYS الرائدة في برامج الحماية من القرصنة ، لهذا سؤالنا الذي لابد لنا من طرحه : هل ستصمد أسوار هذا النظام الجديد طويلا أمام القراصنة الذين سيحاولون بشتى الطرق هزيمة برامج حمايته و جعله في متناول الجميع كما حدث مع أخيه الأصغر "XP" ؟ الإجابة سوف يوافينا بها الزمن و نحن مترقبون لها .</STRONG></FONT></P>