بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواصلة مع موضوع ( سلسلة الصحابة ) نقوم اليوم بعرض سيرة صحابي جليل اخر ، يعتبر من المع الصحابة في التاريخ الاسلامي ، له مكانة عظيمة عند النبي (ص) وفي نفوس الصحابة ، وهو قائدا عظيما وبطلا شجاعا ، سمي ولا فخر
صاحب العمامة الحمراء
أبو دجانة الأنصاري
إنه الصحابي الجليل" أبو دجانة الأنصاري"، واسمه الحقيقي ،هو سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي ، وكنيتهأ بو دجانة الأنصاري ،اشتهر في الإسلام بأمور عده أهمها :عصابة الموت الحمراء ، وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خصه به..وهو من فضلاء الصحابة ، شهد بدراوأحدا وجميع المشاهد مع رسولالله صلى الله عليه وسلم .أسلم مبكراً و آمن بالله ورسوله مع قومه الأنصار ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عتبة بن غزوان ، وشهد معركة بدر ، وحضر المعارك مع رسول الله ، وأبلى فيها بلاءحسنًا. كان رضي الله عنه من الشجعان المشهورين بالشجاعة ، وكانت له عصابة حمراء، يعلم بها في الحرب ، ( اي يعرف بها ) ، وكان من عادة العرب وفرسانها تعليم الفارس نفسه ، بمعنى أن يضع لنفسه علامة مميزة تفرقه عن غيره ، فقد كان حمزة سيد الشهداء رضي الله عنه ممن يعلم نفسه بريشة النعام على صدره ، أما أبو دجانه رضي الله عنه فهو أول من سن عصابة الموت يعلم بها في الحرب والجهاد ، بعدأن وهبه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ، فأخرج أبو دجانه رضي الله عنه عصابة له حمراء اللون فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت فلما كان يوم أحد أعلم بها ( اي ربط بها راسه ) ، واخذ يمشي ويختال بين صفوف المشركين وهو حامل لسيفين في يديه ، فراه النبي ( ص) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن هذه مشية يبغضها الله عز وجل، إلا في هذا المقام )). وقف يوم أحد إلى جانب فرسان المسلمين ، يستمع إلى رسول الله وهو يعرض عليهم سيفه، قائلا: (من يأخذ مني هذا السيف بحقه؟) ، فقام إليه رجال لياخذوه - منهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وعمر بن الخطاب - حتى قام إليه " أبو دُجَانه سِمَاك بن خَرَشَة "، فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال : ( أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني ). قال: انا آخذه بحقه يا رسول الله، فأعطاه إياه . فأخذه أبو دجانة، ففلق به هام المشركين (أي شق رءوسهم) . وأخذ أبو دجانة عصابته الحمراء وتعصب بها، فقال الأنصار من قومه: أخرج أبو دجانة عصابة الموت ، ثم نزل ساحة المعركة، وهوينشد:
أَنَا الذي عَاهَدَنِي خَلِيــلِي.... وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيــلِ
أَنْ لا أُقِوم الدَّهرَ في الكيولِ... أَضــْرِبُ بِسَيْفِ اللَّهِوَالرَّسُولِ
وأخذ يقتل المشركين ، ويفلق رءوسهم بسيف الرسول صلى الله عليه وسلم (ص ( حتى بدأ النصر يلوح للمسلمين ، فلما ترك الرماة أماكنهم ، وانشغلوا بجمع الغنائم ،عاود المشركون هجومهم مرة أخرى ، ففر كثير من المسلمين، وثبت بعضهم يقاتل حول رسولالله (ص) ، منهم أبو دجانة الذي كان يدفع السهام عن رسول الله (ص) بعدما رأى كتائب المشركين تريد الوصول إليه ، فتصدى لهم بكل ما أوتى من قوة ؛ أملا في الحصول على الشهادة .ولما كانت نهاية المعركة, رأى أبو دجانة رجلا يمثل بجثث الشهداء فضربه ضربة قسمت عدو الله إلى قسمين بالرغم من أن الكافر كان أوفرهما عدة و تهيئة . توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راض عنه ، فواصل جهاده مع خليفته أبي بكرالصديق رضي الله عنه، وشارك في حروب الردة ، وكان في مقدمة جيش المسلمين الذاهب إلى اليمامة لمحاربة مدعى النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني حنيفة ، وقاتل قتال الأسد حتى انكشف المرتدون ، وفروا إلى حديقة مسيلمة ، واختفوا خلف أسوارها وحصونها المنيعة ، فألقى المسلمون بأنفسهم داخل الحديقة ، ويقال إنه كان ممن اقتحم يومئذ الحديقة ،ففتحوا الحصن ، وحمى القتال ، فكسرت قدمه، ولكنه لم يهتم، وواصل جهاده حتى امتلأ جسده بالجراح ، فسقط شهيدًا على أرض المعركة ، وانتصر المسلمون، وفرحوا بنصر الله ، وشكروا لأبي دجانة صنيعه من تضحية وجهاد لإعلاء كلمة الله .وتوفي أبو دجانة رضي عنه في هذه المعركة ، سنة 12 هـ/ 633م .هذا هو الصحابي الجليل " ابو دجانة " ، لقد كان فارسا وبطلا شجاعا ، يرهب جيوش المشركين ويتبختر في مشيته بين صفوفهم ، كانه يتحدى كل من تسول له نفسه بالحرب ونختم سيرة هذا الشهيد البطل بابيات رائعة لاحد الشعراء قال فيها :
عباد ليل إذا جـن الظلام بهـم .... كم عابد دمعه في الخـد أجراه
وأسدغاب إذا نادى الجهاد بهم .... هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يارب فابعث لنامن مثلهم نفرا .... يشيدون لنامجـداً أضعنـاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته