حجة الاسلام مشرف قسم الشعب الأدبية
عدد الرسائل : 761 الهواية : المطالعة والشعر والنكت المزاج : مبسوط الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث : نقاط التقييم : 1051 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: سلسلة الصحابة ( رضي الله عنهم )ج15 السبت 5 سبتمبر 2009 - 0:32 | |
| بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواصلة مع موضوع ( سلسلة الصحابة ) نقوم اليوم بعرض سيرة صحابي جليل اخر ، يعتبر من المع الصحابة في التاريخ الاسلامي ، له مكانة عظيمة عند النبي (ص) وفي نفوس الصحابة ، وهو احد الذين شهد لهم النبي (ص) بالجنة و بحب كتاب الله عز وجل وحفظه وترتيله الحسن ، فهو يعتبر :
أول من جهر بالقرآن عبد الله بن مسعود
إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - ، كان مولى لعقبة بن أبي معيط ، يرعى غنمه في شعاب مكة ، فمرَّ عليه النبي (ص) ومعه الصديق -رضي الله عنه - ذات يوم ، فقال له النبي (ص) : (يا غلام هل من لبن؟فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن ، فقال له رسول الله (ص) : ( فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال : نعم ، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله ( ضرعها بيده الشريفة ، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول (ص) بيده في إناء ، وشرب ، وسقى أبا بكر ، ثم قال النبي (ص) للضرع : (اقلص)، فجف منه اللبن ، فقال عبد الله في دهشة وتعجب : علمني من هذا القول الذي قلته . فنظر إليه رسول الله (ص) في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: ( إنك غُليِّم معلم) ، ثم تركه وانصرف. [أحمد].سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود ، فعاد إلى سيده بالغنم ، ثم أسرع إلى مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده ، وعرف أنه نبي مرسل ، فأعلن ابن مسعود إسلامه بين يديه ، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات يوم، اجتمع أصحاب النبي (ص) ، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط ، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله ، وقال: أنا. فقالوا له: إنا نخشاهم عليك ، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعوني، فإن الله سيمنعني . ثم ذهب إلى الكعبة ، وكان في وقت الضحى ، فجلس ورفع صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم ؟ وأمام أعينهم ؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم عبد؟! ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد ، ثم قاموا إليه ، وضربوه ضربًا شديدًا ، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب ، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا ، فكفَّ عن القراءة ، فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته ، فقام إليه أصحابه ، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا: لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون. وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله (ص) بينه وبين الزبير بن العوام -رضي الله عنه - في المدينة ، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد في سبيل الله ، شارك في جميع غزوات المسلمين ، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى رسول الله (ص) مبشرًا له ، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل ، ففرح بذلك رسول الله (ص) ، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله (ص) يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل) [البخاري]. وقال (ص) : (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار]. .وكان رسول الله ( يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ ، فقال عبد الله : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري) ، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا } [النساء: 14]، فبكى رسول الله (ص) وقال: (حسبك الآن) [البخاري]. وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله (ص) سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.وكان عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - يقول: كان النبي (ص) يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة ، فلما كان العام الذي مات فيه النبي (ص) عرضه عليه مرتين ، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود ، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل. وقال حذيفة - رضي الله عنه - : لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله (ص) أن عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة ، وأعلمهم بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله (، وظل ملازمًا للنبي (، يسير معه حيث سار، يخدم النبي (ص) ، يلبسه نعله ، ويوقظه إذا نام ، ويستره إذا اغتسل .وكان النبي (ص) يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له : (إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب ، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم]. فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك ، وقد بشره رسول الله (ص) بالجنة، وكان يقول عنه : لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي]. وقال (: (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) _[الترمذي]، وروي عنه ( أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم]. ويروى أن رسول الله ( أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال (: (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد )-أحمد وابن سعد وأبو نعيم. وفي خلافة الفاروق - رضي الله عنه - أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - ، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم ووزير، ثم قال لأهل الكوفة : لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي . وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج ، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب . فقال عمر: ويحك؛ ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.وكان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عالما حكيمًا ، ومن أقواله المأثورة قوله: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة . وكان - رضي الله عنه - يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنينعثمان بن عفان - رضي الله عنه – يزوره ، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقالعبد الله: الطبيب أمرضني . فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: (من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق ، واليقين الثابت ، طامعًا فيماعند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف ، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ودفن بالبقيع . وقد روى ابن مسعود - رضي الله عنه - كثيرًا من أحاديث رسول الله (ص) ، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم . طبت أيها الرجل العظيم والصحابي الجليل ، وأي شيء أعظم عند هذا الرجل من كونه ( أول من جهر بالقران ) وعذب في سبيل نشره ، وعلمه بناته – رضي الله عنهن وأرضاهن . فاللهم شفع فينا القران الكريم يوم القيامة واجعلنا ممن يرقون به يوم القيامة الى الدرجات العلى من الجنة ، مع " ابن مسعود " ومن أنعمت عليهم من النبئين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . | |
|
بسمة أمل مشرفة سابقة
عدد الرسائل : 801 الهواية : البحث في الانترنت المزاج : غير معروف الوسام الأول : الوسام الثاني : نقاط التقييم : 1389 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: سلسلة الصحابة ( رضي الله عنهم )ج15 السبت 5 سبتمبر 2009 - 14:20 | |
| | |
|