مواصلة لسلسلة درر القوافي في مدح خير البرية أتقدم إليكم بقصيدة صفي الدين الحلي في مدح الرسول الأعظم راجيا من الله أن تنال إعجابكم
صفي
الدين الحلي
المولود:
677 المتوفى: 752
خمــــــدت
لفــــــضل ولادك النــــيران * وانشــــــق مــــــن فـــرح بك الايوان
وتزلزل
النــــــادي وأوجــــس خيـــفة * مــــــن هــــــول رؤيـــــاه أنو شروان
فتــــــأول
الـرؤيا سطيح وبشرت * بظهورك
الــــــرهــــــبان والكـــــهان
وعــــــليك
رميــــا وشعـــيــــــا أثـــنيا * وهما وحزقــــــيل لفـضلك دانوا
بفــــــضائل
شهــــــدت بهــن الصحف * والتوراة والانجــــــيل والفــــرقان
فوضعــــــت
لله المهيــــــمن ساجـــدا * واستبشرت بظــــــهــــــورك الأكوان
متــــــكملا
لــــــم تنــــــقــطع لك سرة * شرفا ولم يطلق عليــــــك ختان (
فــــــرأت
قصــــــور الشــام آمنة وقد * وضعــــــتــك لا تخفى لها أركان
وأتت حليمة
وهي تنظر في ابنها * ســــــراً
تحــــــار لوصفـــــه الأذهان
وغــدا ابن
ذي يزن ببعثك مؤمنا * ســـــرا
ليشــــــهد جــــــدك الـــــديان
شـــــرح
الإله الصدر منك لأربع * فـــــرأى
المـــــلائك حـــولك الأخوان
وحـــــيـــــيت
فــي خمس بظل غمامة * لـــــك فـــــي الهواجر جرمها صيوان
ومـــــررت
في سبـــــع بــدير فانحنى * منه الجـــــدار وأسلـــــم المـطـــــران
وكـــــذاك
فــي خمس وعشرين انثنى * نسطـــــور منـــــك وقـــــلبـــــه ملآن
حتـــى كملت
الأربعـــــين وأشرقــــت * شـمس النــــبوة وانجلى التبــيان 15
فـــــرمت
رجـــــوم النـــيرات رجيمها * وتساقطـــــت مـــــن خــوفـك الأوثان
والأرض
فاحـــــت بالســـلام عــــليك * والأشـــــجار والأحـــــجار والكثـــبان
وأتـــــت
مفـــــاتيح الكـــنوز بأسـرها * فنـــــهاك عـــــنها الــزهد والعرفــان
ونظـــــرت
خـــــلفك كـــالإمام بخــاتم * أضحـــــى لـــــديه الشـك وهو عــيان
وغـــدت لك
الأرض البسيطة مسجدا * فالـــــكل منـــــها للــصلاة مكــان
ونـصرت
بالرعب الشديد على العدى * ولـــــك المـــلائك في الوغى أعــوان
وسعـــى
إليـك فتى ( سلام مسلما * طـــــوعا وجـــــاء مسلمـــــا سلــمان
وغـــــدت
تكـــلمك الأباعـــر والظبى * والضـــــب والثعـــــبان والســرحـــان
والجزع حن
إلى عــلاك مســـــلمـــا * وبـــــبطن كـــفك سبح الصـــوان
وهـــــوى
إلـــــيك العــذق ثــم رددته * في نخـــــلة تــــزهى به وتــــزان
والـــــدوحتان
وقـــــد دعـــوت فـاقبلا * حتـــــى تلاقـــــت منهــما الأغـــصان
وشـــكا
إلـــــيك الجـــيش من ظمأ به * فتـــــفجرت بالمــــاء منـــــك بــنـــان
ورددت عـــين
قـــــتادة من بعـــــد ما * ذهبـــــت فلـــــم ينــــظر بهـا إنســـان
وحـــــكى
ذراع الشـــاة مــودع سمه * حـــــتى كـــــأن العـــضو منـــه لسان
وعرجت في ظهر
البراق مجاوز * السبـــع الطــــــباق كما يشا الرحمن
والبدر شـق
وأشرقت شمس الضحى * بعــــــد الغــــــروب ومـــا بها نقصان
وفضيلــــــة
شهــــــد الأنــــــام بحقها * لا يستطــــــيع جحــــــودها الانـــسان
فــــــي
الأرض ظــل الله كنت ولم يلح * فــــــي الشمس ظلك إن حواك مكان
نسخــــــت
بمظــهرك المظاهر بعد ما * نسخــــــت بمــــــلة دينك الأديان 35
وعــــــلى
نــــــبوتك المعـــــظم قدرها * قــــــام الــــــدليل وأوضــح البرهان
وبــــــك
استغــــــاث الأنبـياء جميعهم * عــــــند الشــــــدايد ربــــــهم ليعانوا
أخــــــذ
الإلــــــه لـــــك العهود عليهم * مــــــن قبـــل ما سمحت بك الأزمان
وبــــــك
استغــــــاث الله آدم عـنـــدما * نســــــب الخــــــلاف إليـه والعصيان
وبــــــك
التجــــــا نوح وقـد ماجت به * دســـر السفينة إذ طغى الطوفان
وبــــــك
اغــــــتـــدى أيوب يسأل ربه * كــــــشف البــــــلاء فـزالت الأحزان
وبــــــك
الخــــليل دعا الإله فلم يخف * نمــــــرود إذ شبــــــت لـــــه النيران
وبــــك
اغــــــتدى في السجن يوسف * سائلا رب العــــــباد وقلـــــبه حيران
وبــــــك
الكــــــليم غـــداة خاطب ربه * ســــــأل القــــــبول فعــــمه الاحسان
وبــــــك
المســــــيح دعـــا فأحيا ربه * ميــــــتا وقــــــد بـليت به الأكفان 45
وبــــــك
استــــــبان الحـق بعد خفائه * حــــــتى أطاعــــــك إنــــسها والجان
ولــــــو
أنــــــني وفيـــت وصفك حقه * فنــــــي الــــــكلام وضـــاقت الأوزان
فعــــــليك
مــــــن رب السلام سلامه * والــــــفضل والـــــبركات والرضوان
وعــــــلى
صــــــراط الحق آلك كـلما * هــــــب النــــــسيم ومـالت الأغصان
وعـــــلى
ابن عمك وارث العلم الذي * ذلــــــت لسـطوة بأسه الشجعان 50
وأخــــــيك
في يـوم (الغدير) وقد بدى * نــــــور الهــــــدى وتــــآخت الأقران
وعــــــلى
صحــــــابتك الذين تتبعــوا * طــــــرق الهـــــدى فهداهم الرحمان
وشــــــروا
بسعيهم الجنان وقد دروا * إن النفــــــوس لبــــــيعها أثــــــمـان
يا
خــــــاتم الرسل الكرام وفاتـــح الـ * ــنعم الجــــــــسام ومن له الاحسان
أشــــــكو إليـفاشـــــــــفع لعـبد شانه عصيانه * إن العــــبيد
يشيــــنها العــــصــــيان
فلــــك
الشفــــاعة فــــي محـــبكم إذا * نــــصب الصــــراط وعــلق الميزان
فلقــــد
تعــــرض للاجــــازة طامعــــا * فــــي أن يكـون جزاؤه الغفران
وله قوله
توال "
عـــــليا " وأبناؤه * تفــــز في المعاد وأهواله
إمـــام له
عقد يوم الغدير * بنــص " النبي " وأقواله
له في التشهد
بعد الصلاة * مقـــام يخبـــــر عـن حاله
فهــــل بعد
ذكر إله السما * وذكر النـــبي سوى آله ؟
ـــــك ذنوب
نفس هفوها * طبــــــع عــــــليه رُكّــــــب الانـسان