يا دارَ فَـوزٍ لَقَـد أَورَثتِنـي دَنَفـا
وَزادَني بُعـدُ داري عَنكُـمُ شَغَفـا
***
حَتّى مَتى أَنـا مَكـروبٌ بِذِكرِكُـمُ
أُمسي وَأُصبِحُ صَبّـاً هائِمـاً دَنِفـا
***
لا أَستَريـحُ وَلا أَنسـاكُـمُ أَبَــداً
وَلا أَرى كَربَ هَذا الحُبِّ مُنكَشِفـا
***
ما ذُقتُ بَعدَكُمُ عَيشاً سُـرِرت بِـهِ وَلا رَأَيـتُ لَكُـم عِـدلاً وَلا خَلَفـا
إِنّي لَأَعجَـبُ مِـن قَلـبٍ يُحِبُّكُـمُ وَمـا رَأى مِنكُـمُ بِـرّاً وَلا لَطَفـا
***
لَولا شَقـاوَةُ جَـدّي مـا عَرَفتُكُـمُ إِنَّ الشَقِيَّ الَّذي يَشقى بِمَـن عَرَفـا
مازِلـتُ بَعدَكُـمُ أَهـذي بِذِكرِكُـمُ كَأَنَّ ذِكرَكُـمُ بِالقَلـبِ قَـد رُصِفـا
***
يا لَيتَ شِعري وَما في لَيتَ مِن فَرَجٍ هَل ما مَضى عائِدٌ مِنكُم وَما سَلَفـا
إِصرِف فُؤادَكَ يا عَبّاسُ مُنصَرِفـاً عَنها يَكُن عَنكَ كَربُ الحُبِّ مُنصَرِفاً
***
لَو كـانَ يَنساهُـمُ قَلبـي نَسيتُهُـمُ لَكِنَّ قَلبـي لَهُـم وَاللَـهِ قَـد أَلِفـا
أَشكو إِلَيكِ الَّذي بـي يـا مُعَذِبَتـي وَما أُقاسي وَما أَسطيـعُ أَن أَصِفـا
***
يا هَمَّ نَفسي وَيا سَمعي وَيا بَصَري حَتّى مَتى حُبُّكُم بِالقَلـبِ قَـد كَلِفـا
ما كُنتُ أَعلَمُ ما هَـمٌّ وَمـا جَـزَعٌ حَتّى شَرِبتُ بِكَأسِ الحُـبِّ مُغتَرِفـا
***
ثارَت حَرارَتُها في الصَدرِ فَاِشتَعَلَت كَأَنَّما هِـيَ نـارٌ أُطعِمَـت سَعَفـا
طافَ الهَـوى بِعِبـادِ اللَـهِ كُلِّهِـمُ حَتّى إِذا مَرَّ بي مِـن بَينِهِـم وَقَفـا
***
إِذا جَحَدتُ الهَـوى يَومـاً لِأَدفِنَـهُ في الصَدرِ نَمَّ عَلَيَّ الدَمـعُ مُعتَرِفـا
لَم أَلـقَ ذا صِفَـةٍ لِلحُـبِّ يَنعَتُـهُ إِلّا وَجَدتُ الَّذي بي فَوقَ ما وَصَفـا
***
يُضَحّي فُؤادي بِهَذا الحُبِّ مُلتَحِمـاً وَقفاً وَيُمسي عَلَيَّ الحُـبُّ مُلتَحِفـا
مـا ظَنُّكُـم بِفَتـىً طالَـت بَلِيَّتُـهُ مُرَوَّعٍ في الهَوى لا يَأمَـنُ التَلَفـا
***
يا فَوزُ كَيفَ بِكُم وَالدارُ قَد شُحَطَت بي عَنكُمُ وَخروجُ النَفسِ قَـد أَزَفـا
أَمـوتُ شَوقـاً وَلا أَلقاكُـمُ أَبَــداً يا حَسرَتا ثُمَّ يا شَوقـا وَيـا أَسَفـا