مواصلة لسلسلة درر القوافي في مدح خير البرية اتقدم اليكم بقصيدة في هذا الصدد ارجو أن تنال إعجابكم
ي زيارة ا لأماكن المقدسة ـــ للأمير الصنعاني ..
ومن بعد مـا طفنـا طواف وداعنــا *** رحلنـا لمغنى المصطفى ومصـلاه
ووالله لو أن الأســنة أشـرعــت *** وقـامت حروب دونه ما تركنــاه
ولو أننـا نسعـى على الروس دونـه *** ومن دونه جفـن العيون فرشنـاه
وتمـلك منـا بالوصـول رقـابنــا*** ويسـلب منـا كل شيء ملكنــاه
لكــان يسـيرا في مـحبة أحمــد *** وبالروح لو يشرى الوصال شريناه
ورب الورى لولا محمــد لـم نكـن *** لطيبة نسـعى والركـاب شددنـاه
ولولاه مــا اشتقنـا العقيق ولا قبـا *** ولولاه لـم نهـو المدينــة لولاه
هو القصـد إن غنت بنجـد حـداتنـا *** وإلا فمــا نجـد وسـلع أردنـاه
ومــا مكة والخيف قل لي ولا منـى *** ومــا عرفـات قبل شرع أرانـاه
بـه شـرفت تلك الأمـاكـن كلهــا *** وربك قـد خـص الحبيب وأعطـاه
لمسجـده سـرنا وشـدت رحـالنـا *** وبين يديه شـوقنـا قـد كشفنـاه
قـطـعنـا إليـه كـل بر ومـهمـه *** ولا شــاغل إلا وعنـا قطعنــاه
كـذا عزمـات السـائرين لطـيبــة*** رعى الله عزمــا للحبيب عزمنـاه
وكم جبـل جـزنا ورمـل وحـاجـر *** ولله كم واد وشـعب عـبرنـــاه
ترنحـنـا الأشـواق نحـو محمــد *** فنسري ولا ندري بما قد سـرينـاه
ولمـا بدا جــزع العـقيق رأيتنــا *** نشاوى سكارى فـارحين برؤيــاه
شـممنـا نسـيما جاء عن نحو طيبة *** فأهلا وسهلا يا نسيمـا شـممنـاه
فقـد ملئت مـنــا القلـوب مسـرة *** وأي سرور مثل مـا قد سررنــاه
فـواعجبـاه كـيف قـرت عيـوننـا *** وقـد أيقنت أن الحـبيب أتينـــاه
ولقيـاه مـنــا بعـد بعـد تقـاربت *** فوالله لا لقيــا تعــادل لقيـــاه
وصـلنــا إليـه واتصـلنـا بقربـه *** فلله مــا أحلى وصـولا وصلنـاه
وقفنــا وسـلمنــا عليـه وإنــه*** ليسمعنـا مـن غير شك فدينـــاه
ورد علينــا بالســـلام سـلامنـا *** وقـد زادنـا فوق الذي قـد بدأنـاه
كـذا كـان خلـق المصطفى وصفاته *** بذلك في الكتب الصحـاح عرفنــاه
وثـم دعـونــا للأحبــة كلهــم *** فكم من حبيب بالدعـا قد خصصنـاه
وملنـا لتســليم الإمـامين عنــده *** فإنهمـا حقــا هنــاك ضجيعـاه
وكم قد مشينـا في مكـان به مشـى*** وكم مـدخـل للهـاشمي دخلنــاه
وآثــاره فيهــا العيـون تمتعـت *** وقمنـا وصـلينـا بحيث مصــلاه
وكم قـد نشرنـا شوقنـا لحبيبنــا *** وكـم مـن غليل في القلوب شفينـاه
ومسجــده فيـه سجدنـا لربنــا *** فلله ما أعـلى سـجودا سـجدنــاه
بروضتـه قمنـا فهــاتيك جنــة *** يـا فوز مـن فيهـا يصلي وبشـراه
ومـنبره الميمــون منـه بقيــة*** وقفنـا عليهـا والفـؤاد كـررنــاه
كـذلك مـثل الجـذع حـنت قلوبنـا *** إليـه كمــا ود الحـبيب وددنــاه
وزرنـا قبـا حبـا لأحمـد إذ مشـى *** عسى قدما يخطو مقامــا تخطــاه
لنبعـث يوم البعـث تحـت لوائــه *** إذ الله مـن تلك الأمـاكـن نــاداه
وزرنـا مـزارات البقيـع فـليتنــا *** هنـاك دفنـا والممــات رزقنــاه
وحمـزة زرناه ومـن كـان حولـه *** شهيـدا وأحـدا بالعيـون شهدنـاه
ولمـا بلغنـا مـن زيــارة أحمـد *** منانا حمدنــا ربنــا وشكرنــاه
ومن بعد هذا صـاح بالبين صـائـح *** وقـال ارحلوا يا ليتنـا ما أطعنــاه
سـمعنـا له صـوتـا بتشتيت شملنا *** فيـا مـا أمر الصوت حين سمعنـاه
وقمنـا نؤم المصطفــى لوداعــه *** ولا دمـع إلا للـوداع صـببنـــاه
ولا صـبر كيف الصـبر عند فراقـه *** وهيهـات إن الصـبر عنه صرفنـاه
أيصـبر ذو عقــل لفرقـة أحمــد *** فلا والذي من قـاب قوسين أدنــاه
فـوا حسـرتـاه مـن وداع محمـد *** وأواه مــن يــوم التفــرق أواه
سـأبكي عليـه قـدر جهدي بناظـر *** من الشوق ما ترقى من الدمع غربـاه
فيـا وقت توديعـي له مـا أمـره *** ووقت اللقـا والله مــا كـان أحـلاه
عسـى الله يدنيني لأحمـد ثانيــا *** فيـا حبذا قـرب الحـبيب ومدنــاه
فيـا رب فـارزقني لمغنـاه عـودة *** تضـاعف لنـا فيه الثواب وترضــاه
رحلنـا وخلفنـا لديـه قلوبنـــا *** فكم جســد مـن غير قلب قلبنــاه
ولمـا تركنـا ربعـه من ورائنــا *** فـلا نـاظــر إلا إليـه رددنـــاه
لنغنـم منـه نظـرة بعد نظـــرة *** فلمــا أغبنــاه الشـرور أغبنــاه
فلا عيش يهنى مع فراق محمـــد *** أأفقـد محـبوبي وعيشـي أهنـــاه
دعوني أمت شوقا إليه وحرقـــة *** وخطـوا عـلى قـبري بأني أهــواه
فيا صـاحبي هذي التي بي قد جرت *** وهذا الذي في حجنــا قـد عملنــاه