القصة تدور احداثها فى قريه من القرى الصغيره فى صعيد مصر 0000 رجل كبيرفى السن له ثلاثة ابناء ،لايقوموا بواجباته اهملوا فى واجبهم نحوه وعاملوه بمنتهى القسوه وفي يوم من الايام جمع الثلاثه وقال : يا ابنائي انا اليوم كبرت ، ولا استطيع البيع والشراء ، لكن المال الذي عندي سأقسمه بينكم اثلاثا وكل واحد منكم يشتغل في البيع والشراء مثل غيركم ، والمال راجع لكم سواء كنت حيا او ميتا ، وانا وامكم لن يضيعنالله وانتم موجودون.
كانت كلمات الاب لابناءه لم تكن سوى اختبار يريد ان يختبرهم فيه ، وبعد فتره اشتغل كل واحد من الابناء بماله الذي حدده له ابوه أي الثلاث ، واهمل والديه متكلا على اخوانه الباقين ، ونسى هولاء الابناء والديهم ، وصار والدهم في حالة يرثى لها ولايزورونه الا نادرا ، وكان لوالدهم صديق من اصدقائه القدامى وكان ياخذ برأيه عند الشراء والبيع ، فدعاه وشكا له حاله مع اولاده وانه وزع المال لكن اخذو المال واهملوه حتى اصبح في هذا الحال ، وكان هذا الصديق الذي هو مقارب لسنه يحبه ويعزه ، فقال : انا اكفيك امر اولادك العاقين هولاء ، لكن عليك ان لاتتكلم بما دار بيننا الان فقال ابوهم : كما تريد.
وصار صديق الوالد يخلوا بالابناء كل واحد لوحده ويقول له ان والدك اودعني ثلث ماله ، وانا الان مشغول ومتضايق من مالي لكن ارجو ان تحضر غدا صباحا عن والدك لاني اريد ان اسلمه ماله بحضورك وحضور اخوانك ، وانا اعتقد ان والدك سيجعلك وكيلا على ثلثه الذي لدي فعليك الاجتهاد في بره ومحبته لكي تزداد محبتك عنده ويعطيك اياه وانا اضن انه سيفعل لان فيك الاخلاق الحميدة وهو اصلا يحبك لكن عليك ان تتقرب منه اكثر ، وارجو ان لايعلم بما دار بيني وبينك اخوتك ، ثم راح وقال نفس الكلام للاخرين .
فلما اجتمعوا في الصباح احضر صندوق خزينه كبير ، وثقيل يحمله اثنان يتعاونان عليه وملاه حجاره واوتادا واقفل الصندوق عليها فسلمه لوالدهم ، فقال الوالد ما هذا قال هذا مالك الذي لدي وهذه خطه بيني وبينك ولاتتكلم بحضور الاولاد قال الاب : تم ، وقدم الاولاد الثلاثه وجلسوا وقال هذا هو صندوق المال وثلث مالك يا ابو فلان وهذا المفتاح اعطيك اياه ولا طالب ولا مطلوب ، فقال الوالد : ماقصرت يابو فلان على حفظ الامانه ، فقال له صديقه : انت السابق في المعروف واللي تحب ان توكله من اولادك عليه وكله ، واخذ الابناء يلتفتون لبعضهم وكل واحد يمنى نفسه بأن ابوه سيختاره وكيلا للمال ، فقال ابوهم : ماراح انطق اسمه الحين لكن سوف اضع ورقه الوكاله باسمه بالصندوق ومن يفتحه بعد مماتي له المال وليس وكيلا عليه فقط .
دهش الابناء وقال كل واحد في نفسه انا اللي مكتوب اسمي بالوكاله ان ابوي يحبني لكن سوف اقوم برعايته اكثر واتقرب منه عسى لو انه مهوب انا اكون المفضل لديه ويغير ويحط اسمي .
وصاروا يتسابقون على خدمه والدهم ويكرمونه ويخدمونه وكل واحد يأتي ركضا قبل اخوانه وكله من اجل المال اللعين حتى انهم قد اقاموا عنده ومع اولادهم وزوجاتهم ، والصندوق امامهم بقفله الحديدي لايقدرون على فتحه والمفتاح مع والدهم وقد يخطر في بال احدهم كلمه : متى يموت والعياذ بالله من الانفس الطماعه.
المهم بعد مده طويله كان فيها الاب فرحان لانهم جنبه سعيد بسعاده لاتوصف ، توفي الوالد فتضايق الابناء لما حدث امام الناس ولو شكليا ودعوا صديق الوالد بالحضور بعد ان تم دفنه ، واعطوه المفتاح ، فقال : انتم افتحوه هو مال احدكم ، فلما فتحو الصندوق لم يجدوا فيه غير احجار واوتاد وورقة مكتوبا فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم ، الصندوق واوتاده في بطن من فرق ماله على اولاده ).
فجن جنونهم لما شاهدوه ، وسألوا الصديق انه من عمل المكيده ، فقال : نعم بشكوى من والدكم منكم لانكم اهملتموه وخذلتموه وعققتوه ، فأنهالت دموعهم حزنا عليه واحسوا انهم مقصرون وان المال ليس السعاده وانما حق الاب عليهم ورضائه عنهم هي السعاده.