الفوز على ملاوي لطرد البلاوي.

يتأهب المنتخب الوطني الجزائري لخوض أول امتحان بعد ملحمة أم درمان، وسيكون في انتظاره منتخب مالاوي الذي يبدو ضعيفا بالنسبة للكثيرين، لكن تخطيه لدورين تصفويين وفرضه مؤخرا التعادل على مصر وغانا معطيات كفيلة بأن تصنفه في خانة المنتخبات المحترمة التي يجب أن يقرأ لها "الخضر" ألف حساب قبل التفكير في مالي، أنغولا، سلوفينيا، أنجلترا وأمريكا، لا سيما وأن المباراة الأولى صعبة على أي منتخب خاصة بالنسبة لعناصرنا الوطنية التي تفتقد إلى المنافسة (لم تلعب أي لقاء منذ 18 نوفمبر)، وحتى وإن كانت كرة القدم ليست علوما دقيقة لأن المعطيات تتغير من دورة إلى أخرى ومن منتخب جزائري إلى آخر حسب الحقبة الزمنية والظروف التي حضر فيها كل المنتخب والتركيبة البشرية التي كانت الموجودة، فإن التاريخ يقول بشكل عام أن اللقاء الأول لا يبتسم عادة إلى المنتخب الوطني الذي فاز بثلاثة لقاءات افتتاحية فقط من أصل 13 مشاركة مقابل أربعة هزائم وستة تعادلات، ولنعكس أكثر قيمة أول خرجة على بقية المشوار لا بأس أن نذكر بأن الدورات التي فازت فيها الجزائر بأول لقاء حققت فيها أحسن المشاركات، ففي دورة 1982 فازت على زامبيا (1-0) فوصلت إلى الدور نصف النهائي وأقصيت بطريقة تافهة أمام غانا (3-2) بعد الوقت الإضافي، وفي سنة 1984 فازت التشكيلة الوطنية على مالاوي بالذات (3-0) فبلغت المربع الذهبي عن جدارة قبل أن تقصى بركلات الترجيح أمام الكامرون، وأخيرا فإن فوز الجزائر على نيجيريا (5-1) في افتتاح دورة 1990 منحها في النهاية الكأس الأولى والأخيرة مثلما كانت هي المرة الأخيرة التي ينتصر فيها "الخضر" في لقاءهم الأول، أي منذ 20 سنة كاملة، أما الدورات التي خسرت فيها عناصرنا الوطنية أول مواجهة فقد ودعت فيها المنافسة من الدور الأول، بداية من سنة 1968 لما خسرت أمام كوت ديفوار (3-0)، ليتكرر نفس السيناريو أمام نفس المنتخب وبنفس النتيجة سنة 1992 ثم الخسارة أمام غينيا (1-0) في دورة 1998 وكذلك أمام نيجيريا في دورة 2002، لكن النهائيات التي حقق فيها "الخضر" التعادل في أول لقاء فقد تخطوا فيها الدور الأول على الأقل وحققوا مشاركة مقبولة على العموم، بداية بوصولهم إلى نهائي دورة 1980 بعد تعادلهم سلبا أمام منتخب غانا القوي، ثم المرتبة الثالثة في المغرب 1988 إثر تعادلهم أمام كوت ديفوار (1-1)، وبعدها الوصول إلى الدور ربع النهائي في دورات 1996، 2000 و2004 بعد اقتسامهم الزاد أول خرجة مع زامبيا، الكونغو والكامرون على التوالي، لكن بما أن طموح الجزائر هذه المرة أكبر من الدور الثاني فلا بد من الفوز باللقاء الأول لأنه سيضع القطار الأخضر على السكة الصحيحة منذ البداية ويصبح من الصعب إيقافه، كما يبقى أشبال سعدان في أمس الحاجة إلى حقنة معنوية هامة لإخماد نار الفتنة التي يحاول البعض إشعالها في الأسابيع الأخيرة وكذا التصدي لأي محاولة جديدة لزعزعة استقرار المنتخب الوطني، لأن أي تعثر سيفسح المجال أمام هؤلاء لبلورة دسائسهم الدنيئة، ما يجعلنا نخلص إلى أن الفوز باللقاء الأول بات ضرورة قصوى لأهميته على كل المستويات، فحظ موفق لثعالب الصحراء في مهمتهم الجديدة بأدغال إفريقيا.