الصناعات التقليدية المغربية

قطاع الصناعة التقليدية المغربية، الذي يعد ثاني أكبر مشغل لليد العاملة بالمملكة بعد الفلاحة، بفترة صعبة إلى درجة يتحدث فيها المهنيون عن قرب " اندثار مهارة متوارثة عبر قرون"، وذلك بالنظر إلى الصعوبة التي أصبح يجدها في استقطاب يد عاملة شابة باتت تفضل مهنا أخرى تغري بمدخول أفضل. وبالرغم من هذه الأزمة، التي تجد مبررها، بالخصوص، في قلة اهتمام الزبناء التقليديين (المغاربة)، فإن الفضل في بقاء العديد من الحرف التقليدية يرجع للزوار الأجانب الذين يقبلون على هذا المنتوج التقليدي المغربي بشغف كبير.

يقول رئيس تجمع الصناع الخزفيين إن المنتوجات التقليدية العريقة لا تتطلب التأهيل فقط، بل تستدعي أيضا النهوض بها وجعلها قادرة على المنافسة على المستوى الدولي. ويؤكد أن السياق الحالي للعولمة يحتم اعتماد الجودة، الأمر الذي يتطلب تحسين وسائل الإنتاج دون المس بالطابع التقليدي للمنتوج، مشيرا إلى أن المستهلكين المغاربة والأجانب يريدون منتوجا أصيلا يحمل بصمات الصانع التقليدي المغربي. ويوضح أن تحسين وسائل الإنتاج ووضع نظام للتمويل يتلاءم وحاجيات القطاع وتخفيض أسعار المواد الأولية والتكوين تعد إجراءات كفيلة بإضفاء قيمة أكبر على منتوج الصناعة التقليدية وضمان استمراريته.

مدير الصيانة بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي يرى أن الصناعة التقليدية بكل أصنافها تشكل قوة اقتصادية مهمة، مذكرا أن الحرف بالمغرب، كانت قبل الحماية، تساهم في ضمان دينامية اقتصادية ونوع من التكافل الإجتماعي إلا أن السلطات الاستعمارية منحت- إبان الحماية- قطاع الصناعة التقليدية صبغة ثقافية وحالت- بالتالي - دون بروزه كصناعة قائمة الذات.

وفي مسعى مغربي لطرح سياسة جديدة للنهوض بالصناعة التقليدية خلال السنوات المقبلة قال وزير السياحة والصناعة التقليدية المغربي، إن الحكومة بصدد التعاقد مع ممثلي مهنيي الصناعة التقليدية بالمغرب حول خطة للنهوض بالقطاع ومضاعفة أدائه في أفق سنة 2010.

وأشار الوزير خلال مؤتمر صحافي في الدار البيضاء، الى أن الحكومة أطلقت مشاورات مع ممثلي جمعيات الحرفيين وغرف الصناعة التقليدية بالمغرب مند شهر سبتمبر الماضي حول تفاصيل هذه الخطة، التي تهدف إلى زيادة المعروض من منتجات الصناعة التقليدية المغربية.
وقال إن هناك طلب داخلي وخارجي قوي على منتجات الصناعة التقليدية، باعتبارها منتجات ذات حمولة ثقافية وحضارية وتاريخية خاصة ومتميزة، لكن العرض ضعيف جدا وغير ملائم مع حجم ونوعية الطلب.
وترتكز الخطة على مقاربة إرادية لتطوير القطاع من خلال الدعم القوي للدولة وتكافل جهود جميع الأطراف المتدخلة في مجال الصناعة التقليدية.

ففي مجال النسيج الإنتاجي تسعى الخطة إلى إنشاء نحو 15 شركة كبيرة،
ذات هياكل وأساليب تدبير عصرية، ومتخصصة في باقة من منتجات الصناعات التقليدية المغربية التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين داخل المغرب وخارجه. كما تسعى الخطة إلى زيادة عدد المقاولات الحرفية الصغيرة المشتغلة بالصناعة التقليدية من نحو 40 مقاولة حاليا إلى 300 مقاولة، مع زياة حجم مبيعاتها.

في مجال التسويق حددت الخطة مجموعة من الأسواق الخارجية ذات الطلب القوي على المنتجات التقليدية المغربية، وحددت أساليب مقاربتها وغزوها بدعم قوي من الدولة. كما وضعت خططا تسويقية للسوق الداخلية تعتمد إشراك شبكات التوزيع في توجيه الإنتاج من خلال الاقتراحات حول توجهات المستهلكين وحاجياتهم، بالإضافة إلى توفير شبكة من الدعم اللوجستيكي للطلب السياحي من خلال إشراك شركات خدمات البريد الدولي وشركات بطاقات الأداء.

منتوجات الصناعة التقليدية


منتوجات الصناعة التقليدية وإن تنوعت في أشكالها ونماذجها بتنوع أذواق الصناع ومهارتهم، فيمكن حصرها في
الغزل والنسيج والطرز
الدباغة
نقش و زخرفة الخشب والخراطة
الجباصة والتزليج
الخزف
النحاس والتفضيض
الحديد والزجاج

الغزل والنسيج، والطرز

تميز هذا القطاع صناعة الزربية التي تشكل أهم مظاهره إضافة الى الحصيرة ، والى كافة مستلزمات البيت من أفرشة و أغطية سواء بالبادية أو بالمدينة. وكذلك بعض الألبسة سيما الأمازيغية

الدباغة


الاشتغال على الجلد، وتدخل في هذه الصناعة كافة المستلزمات الجلدية كالبلغة، والحقائب والمحفظات التقليدية، وسروج الخيول

نقش الخشب وزخرفته، والخراطة


اشغال نقش وزخرفة الخشب الذي يزين الأسقف والجدران. وكذا نجارة ونقش وتزيين الأثاث المنزلي من طاولات وموائد.

الجباصة والتزليج

أشغال تزيين أسقف وجدران الدور والمحلات بمادة الجبص، والتزليج ب( الفسيفساء)

الخزف

تشكيل طين (الفخار) وزخرفته. وتهم الأواني المنزلية كالطاجين وتوابعه، والأوعية


النحاس والتفضيض

صناعة أواني الطبخ ، والأوعية ومستلزمات إعداد الشاي وتقديمه، وكذا اغمدة الأسلحة التقليدية، والحلي

الحديد والزجاج

صناعة الشبابيك الحديدية. والأبواب والنوافذ التي يمتزج فيها الخشب بالزجاج الملون.


مدن مغربية تشتهر بصناعتها التقليدية

مدينة الرباط تشتهر ب( الزربية الرباطية) وبالطرز، والدباغة
- مدينة فاس تشتهربنقش الأواني النحاسية والفضية، وكذا الدباغة ، والطرز
- مدينة مراكش وتشتهربزخرفة الخشب، وبأشغال الجبص والتزليج
- مدينة آسفي وتشتهر بخزفها
- مدينة الصويرة وتشتهربصناعة الموائد الخشبية المرصعة، وبالحلي الفضية.

إضافة إلى مدن : سلا، مكناس، أغادير، وتارودانت وغيرها، إذ لا تخلو أي مدبنة مغربية من ورشة أو أكثر تقليدية كانت أو حديثة