تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
المال خادم جيد.... وسيد رديء :
أعجبني هذا المثل الإنكليزي الذي وضعته عنوانا" لمشاركتي ويعني لنا الكثير الكثير في حياتنا وفيه من الحكمة لمن يفكر بأهمية المال لتأمين حاجاتنا الحياتية الضرورية والكمالية أيضا" لكي لا يقال أنه يقول بغير ما يفعل به لأن المال حاجة ضرورية لكل عائلة لتأمين حياة أفضل وبدون الحاجة لمساعدات الغير المادية وغير المادية وطبعا" بحدود معينة أي لا نقول يلزمنا مبلغ مثلا" مائة ألف ليرة سورية كنفقات معيشية لأسرتنا خلال الشهر الواحد ولا يقال إننا بحاجة لمبلغ دون العشرة آلاف ليرة لمعيشتنا وأسرتنا متوسطة العدد ويمكن أن يتراوح مصروف أسرة صغيرة ما بين العشرة والمائة ألف ل.س وأكثر فالعائلة المتوسطة التي يقدر مصروفها الشهري بالمبلغ الأكثر فأعتبر المال يكون بالنسبة لها ليس خادم جيد بل سيد رديء ويكون المال هو صانعها وهذه الأسرة تبتعد عن إنسانيتها ولا تشعر بشعور الفقير ولا بإنسانيته بل تعيش في برج عال لا ترى من خلاله سوى من يعيشون في الأبراج العالية ولا يصادقون أو يتعاملون مع غير أمثالهم بالغنى الفاحش وطبعا" هذه الفئة لا تشكل سوى قلة قليلة من أسرنا العربية وتشعر بأن مستواها ربما أعلى من النجوم وينطبق عليها قول جبران خليل جبران (( أكثر الناس مدعاة للشفقة .... من يحول أحلامه جبالا" من الذهب والفضة )) لأنه يبعد صاحبه عن صفاته الإنسانية ومثل هؤلاء يعيشون الغرور بكل أنواعه المرضية لأنهم يشعرون بأنهم بالمال يحققون كل غاياتهم وحتى شراء ضمائر الكثيرين من البشر وربما يسكت المجتمع عن سيئاتهم ونجد من يتودد لهم ويمدحهم ولو زيفا" وتملقا" وأمثال هؤلاء لا يقنعون بحد معين من الغنى بل يسعون وبشتى الطرق الصحيحة والمنحرفة لزيادة أموالهم وفي معظم الأحيان تكون وبالا" عليهم لأن المال بحدود القناعة يكون نعمة ومنفعة وبالحدود الأخرى يكون نقمة ومضرة أيضا" وأذكر مشاركة حديثة في الأنترنت أوردت أسماء أكبر أغنياء العالم وأعمالهم وكيف كانت نهاية حياتهم وكانت نهاية حياة البعض منهم الانتحار والبعض الآخر الجنون والمصحات العقلية أليسوا هؤلاء من بنوا جبالا من الذهب والفضة وهم من أكثر الناس مدعاة للشفقة لذلك علينا أن نسعى لتحسين وضعنا المادي لنؤمن حاجاتنا الحياتية الضرورية والكمالية أيضا" وليس عيبا" أن نعمل بجد ونشاط ونحاول أن نوفر من دخلنا أو نؤمن دخلا" أضافيا" من خلال عمل شريف يساعدنا على تأمين ما نحتاجه لحياة كريمة ولا تعني أبدا" الحياة الكريمة أن يكون الإنسان يمتلك بيتا" وسيارة ومزرعة وأموال وعقارات أخرى فالكثير ممن يملكون ذلك تكون حياتهم جحيما" مليئة بالاختلافات العائلية والمنغصات الحياتية والكثير من العائلات ممن لا يملكون أكثر من بيتهم الذي يعيشون به ودخلا" يكفيهم لحياة بعيدة عن البذخ والترف ويملأ هذا البيت الفرح والسعادة وما صنع المال إنسانا"خيّرا" أبدا" إلا عندما يكون المال نتيجة جهد ونشاط وعرق جبين فيحس هذا الإنسان دائما" بعذابات الآخرين وهمومهم الحياتية والمال الذي يصنع رجالا" مزيفين يأتي هذا المال بالطرق الملتوية وإذا لم يذهب هذا المال سريعا" كما أتى فسيؤدي بصاحبه إلى النهايات الوضيعة مثل الانتحار أو الجنون وغير ذلك والقيمة الحقيقية لأي إنسان لا تقاس بما يملك من المال ولو مجتمعنا مجتمع مادي بل لما يمتلك من القيم الإنسانية وسجل التاريخ يسجل دائما" الومضات والنقاط المضيئة في حياة الكثير من الفقراء ولا تنمحي آثارهم في الحياة لذلك الغنى هو غنى النفس وكريم الخلق والفقير هو من يذكره الناس بالسوء فهما كان مالكا" للمال والقيمة الحقيقية لأي إنسان اجتماعيا" هي بمقدار ما يؤدي من الخدمات الحسنة والمساعدات لأبناء مجتمعه ويكون ذو سمعة حسنة وهذه هي الزوادة التي يجب أن يفتخر بها والإنسان الذي يصنعه المال ليس إنسانا" لأنه يصبح عبدا" للمال والتقدير الذي يشعر الغني به من الآخرين ليس أكثر من زيفا" وكذبا" وضحكا" على الذقون لذلك المال هو خادم جيد ....وسيد رديء وشكرا" .
منقول للفائدة