وقفة مع رحيل خالنا
الشيخ محمد عبد القادر بن مالك ــــ رحمه الله ـــ
العين تدمع والأوصال ترتجف *** والقلب تطبقه الأحزان والأسف
من للمكارم من للضيف يكرمه *** إني أرى الفضل هذا اليوم ينصرف
والبر قد نزحت عنا كتائبه *** وبدر عزتنا في الجود ينخسف
والعلم بعدك قد جفت منابعه *** من بعد ما كنا من لجاه نغترف
تفرت قد لبست وشاحها حزنا ***فلست ادري متى غماه تنكشف
حتى الجبال بها بكتك خاشعة ***وقد أتت بالأيادي فيك تعترف
والواد فيها سيبقى الدهر ما ذرفت *** مقلاه من حرق جواه ينجرف
فلست تفنى ولا ذكراك تنقطع *** فليس يفنى الذي بالعلم يلتحف
خلفت نهجا عظيما ليس ينكره *** سو الذين لفضل منك ما عرفوا
منارة العلم قد أسستها فغدت *** منها الجهالة في الهقار تنقصف
فقد ملأت صدور الناس بالحكم *** والآيٌ والقيم المثلى بها كِلف
فكم نصحت وكم قومت مائلهم *** وكم عدلت إذا جارو أو اختلفوا
ما كنت تخشى بقول الحق لائمة *** بل كنت تصدح لا تنهز إن عصفوا
لسنــا نلام إذا ضـنت قـوافينا *** فالشعر يحجم إن أعياه ما يصف
خصاله عجزت عن جمعها الكلم *** فالدهر في جنبات جوده يقف
ومــــن كـــرامتــه الله عمـــره *** ورغم عمره ما أودى به الخرف
أفناه في الخير لا تلفيه منشغلا*** بلذة العيش لا يحلو له الترف
واليــوم ودعنـــا لله مــرتحلا *** مودعا مصحفا أيان يعتكف
فهكذا الدنيا لا خلد لساكنها *** فالكل يأتيه يوم فيه ينصرف
وكل نفس ستلقى الموت راغمة ** وكيس الناس من بالموت يعترف
محمد بن محمد عبد الله بلعالم
جامعة الشارقة
الامارات العربية المتحدة
الخميس 18 محرم 1432 الموافق ل:24/12/2010