هنا الزعيم وهناك الحكيم !! صراع اثبات الذات مابين الزعيم والمعلم

هنا الزعيم وهناك الحكيم !!



سمعنا عن زعماء وقادة عرب حملو لواء المـجد والعزة لشعوبهم واخرين حملو لواء الـذل

والمهانة ، وفي كلتى الحالتان يبقى الزعيم زعيماً !

لكن السؤال المطروح بهذا الصدد ما علاقة الزعيم بالتعليم ؟! ، من الظاهر ان كيفية المقارنة

بل والتشبيه اضحت اسهل بما كان في وقت اضحى فيه الاستاذ ملكا مقدسا وثائرا في وجـه

الصورة الحسنة التي كان من المفروض ان يرتديها الاستاذ لا ان يخلعها ، وحتى لا نظلم هذا

المسكين ربما اصابته هذه الاخيرة بداء الجرب ، لكن هيهات ان يكون الخلق وبالا والعياذ بالله

حين يشير الملك او الزعيم بإصبعه فإن الكؤوس ترفع و"السراويل تترخف" خوفـا او تقديـسا

كانت تبقى مذلة! ، والغريب في الأمر ان الاستاذ ايضا حينما يأمر بإصبعه فإن الاقلام تكـتـب

والكتب تفتح وكما هو الشأن بالنسبة للزعيم فإن صفة الخوف هي السائدة على التنفيذ،فلن نجد

غالبا تلميذ او طالب يستجيب تلبية لواجب العلم بل لرغبة الاستاذ ، مما يجعل عمله ليس خالصا

لا لوجه الله ولا للمعرفة بل لوجه الزعيم ، اقصد الأستاذ !ّ

من هنا نتبين حاجتنا الى استاذ يصنع عشاق للعلم وليس خوافين منه ،حيث ان دينامكية التعامل

من شأنها ان تصنع من الابله حذقا ومن الذكي احمقا ، خصوصا اذا اتسمت يا اما بالتشجـيع او

التجاهل ، فالدروس ليست دوما ذهبا يثري العقول لدى الطلاب بقدر ماهي رؤوس اقلام تجسدها

منهجية العرض ! ، ولنا مثل في الاساتذة الذين طالما سمعنا عن دروسهم الثرية بالقيمة العلمية

لكن حصصهم او محاضراتهم لا تلقى الاقبال الكافي!! ، والسبب فساد طريقة الإلقاء والتعامل في

حين نجد من هم اقل مسـتوى علمي لكن حصـصهم تلقى اقبال كثيف والسبـب بطبيعة الحـال

الاسلوب المتبع والذي لا يخرج عن كونه تحفيزي في اطار تعامل ايجابي ، مما يضمن ايجابية

الالقاء واستقطاب المعلومات ، وهؤلاء بنظري هم الحكماء !

وشتان ما بين الزعيم والحكيم ، فالاول القى بعصاه والثاني بعلمه....