منتدى الإشراقات العلمية
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  2510
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه، كما بإمكانك إضافــة اقتراحات و توجيهات و أنت زائر من خلالــ : منتدى آراء و إقتراحات الزوار. نتمنى لك إقــامة ممتعة، فحللتم أهـــلا و نزلتمـ سهـــــلا.
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  13400110
منتدى الإشراقات العلمية
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  2510
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه، كما بإمكانك إضافــة اقتراحات و توجيهات و أنت زائر من خلالــ : منتدى آراء و إقتراحات الزوار. نتمنى لك إقــامة ممتعة، فحللتم أهـــلا و نزلتمـ سهـــــلا.
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  13400110
منتدى الإشراقات العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البوابة الإلكترونية لمدينة أولف - صوت مدينة أولف
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مجلة المنتدى الإلكترونية (النبراس) في عددها السادس
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 1 سبتمبر 2023 - 11:22 من طرف ismainame

» تداعيات جائحة كورونا على حرّية الصّحافة: تجاوز العوارض المؤقّتة لتقييد النّشاط الصّحفي والإعلامي
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الأربعاء 26 أكتوبر 2022 - 23:30 من طرف DahmaneKeddi

» وقفة مهمّة عند آخر الإختراعات التّقنية لشركة Apple
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 11 مارس 2022 - 10:51 من طرف DahmaneKeddi

» مواقيت الصلاة لشهر رمضان المبارك 1441هـ حسب مدينة أولف وضواحيها
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الأحد 26 أبريل 2020 - 20:41 من طرف DahmaneKeddi

» هنيئا لنا ولكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 24 أبريل 2020 - 23:06 من طرف DahmaneKeddi

» أعراض نقص فيتامين سي في الجسم
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الإثنين 21 يناير 2019 - 19:59 من طرف DahmaneKeddi

» مستجدات السنة الخامسة"الجيل الثاني"
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الأحد 23 سبتمبر 2018 - 23:43 من طرف تواتي عبد الحميد

» تمارين في الدوال الأسية و اللوغارتمية
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 16:57 من طرف aek1000

» تهنئة لكم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 21:29 من طرف DahmaneKeddi

» تعزية لعائلة البوكادي على إثر وفاة فقيدهم الطالب أحمد بن محمد عبد الله
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الأربعاء 18 يوليو 2018 - 18:53 من طرف DahmaneKeddi

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
DahmaneKeddi
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
المتميز
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
keddi1990
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
دمعة قلم
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
@عمر@
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
B.Adel
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
FAKKI
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
LMDLAMINE
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
djalloul-88
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
sam.sim
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap2قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Voting_barقراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5047 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Ayoub Pho فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 55279 مساهمة في هذا المنتدى في 8957 موضوع
تصويت
هل توافق على سياسة التقشف في الجزائر؟
نعم، أوافق
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap220%قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2
 20% [ 87 ]
لا أوافق
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap267%قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2
 67% [ 286 ]
بدون رأي
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_rcap213%قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Vote_lcap2
 13% [ 57 ]
مجموع عدد الأصوات : 430
مجلة النبراس (العدد السادس)
خدمـات إعلامية
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  1410


صفحتنا على الفيس بوك
للتواصل مـعــنا عبر صفحة منتدانا في الفيس بـوك

قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  1210

 اضغط على الزر أعجبني


مواقع البريد الإلكتروني
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
الساعة الآن
Powered by phpBB2®Ahlamontada.com
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة تراقة
Copyright © 2008-2017
المشاركات التي تدرج في المنتدى لاتعبر عن رأي الإدارة بل تمثل رأي أصحابها فقط
احداث منتدى مجّاني

 

 قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
@عمر@
مشرف منتديات الأدب العربي
مشرف منتديات الأدب العربي
@عمر@


عدد الرسائل : 2567
الهواية : حب الشعر
المزاج : سعيد والحمد لله
الوسام الأول : وسام مجلة النبراس 2
الوسام الثاني : وسام مجلة النبراس 3
الوسام الثالث : وسام دورة التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين - عضو مشارك
نقاط التقييم : 3411
تاريخ التسجيل : 31/01/2009

قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Empty
مُساهمةموضوع: قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله    قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 25 فبراير 2011 - 18:08


قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمن العشماوي







قراصنة الأدب والفكر

"اقتحم
عليَّ مكتبي" ... نعم إنني أسمِّي تلك الطريقة التي دخل عليَّ اقتحاماً ،
لأنه لم يستأذن ، ولم يسلِّم ، بل دخل فجأة ، قائلاً ، أنا ما أتيتك
مسلِّماً ، ولا معبراً عن إعجابي بما تكتب ، ولكنني جئتك معبراً لك عن
ضيقي بكل حرف تكتبه ، وبكل بيتِ شعر تصوغه ، أنت لا تكتب شعراً ، إنما
تكتب مواعظ وتنظم نظماً ، إنك تشكِّل عائقاً من عوائق الأدب الحديث الذي
يحاول أن يتخلَّص من قبضة الأشكال القديمة ، والأفكار القديمة ، أرجوك أن
تتوقف ، أن تريحنا من نظمك ، ونثرك ، وأفكارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى
القرون الأولى ، نحن يا صاحبي في القرن العشرين ، لعلك لا تعرف ذلك ، أنت
لست بناثرٍ ولا شاعر، هذا ما أردت أن أقوله لك . كان ثائراً ، غاضباً ، في
احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب ، كان يرسل حممه كلمات قاسيةًً غاضبة
... لقد فاجأني حقاً ، وأثار غضبي ، وأشعل في داخلي شعوراً عارماً بالضيق
والتبرُّم مما قال ، شعوراً كاد يحملني على أن أكيل له الصاع صاعين ،
ولكنني تمالكت ، واستطعت أن أفتح للصبر نافذةً هبَّ منها نسيم الهدوء على
قلبي ..

كنت
أتأمل ملامحه وحركة يديه ، فأرى أنني أمام مراهقٍ حانق ، نعم ، لقد قدَّرت
سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على ثورة الغضب ، وأصغيت إليه
حتى أتمَّ كلامه ، أتمَّه والانفعال ما زال يملك عليه مشاعره .

قلت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث ..

قال
لي : لن أجلس ، ماذا تريد أن تقول لي ؟ أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك !
أنتم ليس لديكم إلا المواعظ ، الإسلام ، الإسلام ، كل شيء تقولونه ،
تدخلون فيه الإسلام ، أسألك سؤالاً صريحاً ، ما علاقة الإسلام بالأدب ؟
الإسلام صلاة وصيام وما شابهها ، والأدب شيء آخر ، الإسلام قيد ، والأدب
لا يقبل القيد ، بل إني أسألك سؤالاً أكثر صراحة : ما أهمية الإسلام لنا
في هذا الزمان ؟ أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها !

هنا
شعرت بأن أعماقي تغلي ، وبأن الغضب قد ملك عليَّ جوانب نفسي ، لابد من
الردّ بقسوة وعنف لا هوادة فيها ، لقد تجاوز الأمر الأدب والشعر ، وأصبح
يمس الدين والعقيدة ، ألا فليذهب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة ، كان
يتحدث وأنا أفكر في الطريقة التي أبدأ بها في الردِّ عليه ، هل أبدأ
بالصراخ في وجهه المحمرِّ الغاضب ، أم أبدأ بلطمة قوية تعيد إليه وعيَه !!
........

لم
أسمع في حينها صوتاً آخر في نفسي يناديني إلى الهدوء ، بل كنت أصغي إلى
أصوات صاخبة تقول لي : واجه هذا الشاب الطائش بما يستحق ، لم تكن لديَّ
عصا ، لا بأس ، يمكن أن يقوم العقال الذي يحيط برأسك مقام العصا ، حقاً
أصبحت في تلك اللحظة مهيَّـئاً للمعركة وأني لفي تلك الحالة إذا ارتفع صوت
المؤذن لصلاة العشاء " الله أكبر ، الله أكبر " .

ما
أروع هذا الصوت ، لقد انسكب في عروقي عبر مسامعي راحة ً وهدوءاً " الله
أكبر " من كل هذه الأوهام التي ينطق بها الفتى المسكين ، وشعرت في لحظتها
بشفقة عليه ، وانتقلت من حالة الغضب الشديد ، إلى حالة الحرص على إنقاذ
هذا الفتى الذي يتلاعب به الشيطان ..

قلت
له : اجلس يا أخي ، لقد سمعت كلامك ، فأعجبني فيك صدقك في نقل ما تشعر به
دون كذبٍ ولا تزويق ، أنت رجل صريح في عصر فقد فيه الصراحة ، وأصبح الناس
فيه – غالباً – يبطنون ما لا يظهرون ، أنت فتىً صادق ٌفي التعبير عن نفسك
، وكفى بهذه الصفة دليلاً على اتفاق مخبرك ومظهرك .

-الحمد
الله – لقد قرأت آثار المفاجأة على وجهه ، نعم فوجئ الفتى بهذا الموقف
المتسامح ، بل شعرت أنه قد أصيب بقدرٍ لا بأس به من الحياء ، وبعد تردُّد
جلس قائلا ً :

نعم ، ماذا تريد أن تقول ؟

قلت له : أريد أن أعرف اسمك أولاً ..

وسكت
قليلا ًثم قال : عبد الله بن .... ، وبادرته بعد أن سمعت اسم عائلته بقولي
: ما شاء الله أنت من عائلة طيبة ، وأعرف منها أشخاصاً طيبين منهم الأستاذ
" فلان " ..

وما
إن ذكرت اسم ذلك الرجل ، حتى ثارت ثائرته ، وقال بشدة : هذا معقَّد !، ولم
أناقشه فيما قال فقد فهمت أن في حياته مشكلة ً قد دفعته إلى هذا الانحراف
.

قلت
له مبتسماً : يا عبد الله أنت تعيش في مجتمع تختلف مشارب الناس فيه فلا
تظن الناس جميعاً مثلك لابد أن يحتمل أهل الوعي غيرهم ممن هم أقلّ وعياً .

كنت أتابعه بنظري ، لقد انفرجت أسارير وجهه ، لاشك أنه فوجئ ، كان يظن أن موقفي سيكون على غير ما يرى ، بل إنه عبر عن ذلك بقوله :

على أي حال أنا آسف إذا كنت قد تحدثت معك بانفعال .

قلت له : لا عليك ، يهمني الآن أن تشعر بأنك أمام أخ لك يريد أن يناقشك فهل أنت مستعد ؟

قال : نعم .

قلت له : سنشرب الشاي ولكن بعد الصلاة .

قال : لا أستطيع الصلاة .

قلت له : لماذا لا تحاول ، ما الذي يمنعك من ذلك ؟

لم يزد على أن قال : أنا أستأذنك الآن وسوف أعود إليك بعد الصلاة .

قلت له مبتسماً : لابد أن تعود فإني وكوب الشاي في انتظارك .

بعد صلاة العشاء بقليل جاءني ، كان هادئاً هدوءاً عجيباً قال لي : عذراً أشعر أنني قد أسأت الأدب معك .

قلت له : لا تفكر في هذا الأمر ، إني أعذرك حقاً ، ولا أجد في نفسي عليك شيئاً .

كنت – لحظتها – أسائل نفسي ، يا ترى ماذا كان سيحدث لو استجبت لصوت الغضب ؟

قلت لصاحبي : هل أنت مستعد للمناقشة ؟

قال : نعم ، وابتسم ، وشرب الشاي وبدأت المناقشة .

بدأت معه بموضوع الأدب والشعر :

سألته : هل قرأت لي كثيرا ؟

قال : بعض القصائد.

قلت : كم قصيدة قرأت ، عشر قصائد ، عشرين ، ثلاثين ..

قال : كلا ، بل لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثا ، أنا لا أرضى أن يضيع وقتي في قراءة شعر لا يعبر عن روح العصر !

قلت له : أنت فتى صريح وصادق ، أسألك : هل يكفي ما قرأته لإصدار هذا الحكم العام الذي ذكرته ؟

بعد لحظة صمت قال لي :

إن
أستاذي في الأدب والنقد في الجامعة قد كفاني هذه المهمة لقد أكد لي أن
شعرك لا يعبر عن روح العصر ، وأنه نظم لا يرقى إلى منزلة الشعر ، وأنا
واثق برأي أستاذي .

قلت له :

ألست
صاحب عقل وتفكير ، أليس جديراً بمثلك أن تطَّـلع على الشيء بنفسك لتصل إلى
الحقيقة دون رتوش ؟ ألم تقل إنك ابن القرن العشرين ، قرن التفكير والعقل ،
فأين عقلك إذن ، أليس جديراً بك أن تقرأ شعري ثم تقول لأستاذك نعم ، أو لا
؟

قال بعد صمتٍ قصير : بلى ..

وأهديته ديوانين من شعري واتفقنا على اللقاء بعد شهر لأسمع رأيه فيما قرأ ، وقبل أن أودعه قلت له : هل يمكن أن أسألك سؤالا آخر؟

كانت
نفسه قد هدأت ، وصدره قد انشرح لقد كُـسر حاجز الوحشة فيما بيننا وشاع
جوٌّ من الأُلْفةِ التي ظهر أثرها على ملامح وجهه الوسيم .

قال لي : نعم ، إني مستعد للإجابة عن كل ما تريد ..

قلت له : هل عندك شك في الإسلام ؟

غام
وجهه من جديد ، بل اربدَّ وعلتْه سحابة دكناء ، لم أعقِّب على سؤالي بكلمة
، كنت أنتظر جوابه بفارغ الصبر ، وكنت أرجو أن يقول " كلاَّ " يا ليته
يقولها ..... إن كلمته التي قالها قبل قليل عن الإسلام قد ملأت نفسي
بالأسى والوحشة والحزن العميق ، ألم يقل في لحظة انفعال : "ما أهمية
الإسلام لنا في هذا الزمان ؟" يا له من سؤالٍ خطير ، يا للحسرة , ليس
الفتى من أدغال أفريقيا ، ولا من أطراف العالم الذي لم تصل إليه رسالة
الإسلام ، كلا ، إنَّ الفتى من بلاد الإسلام ، نشأ في أسرة مسلمة محافظة ،
يا ترى من أين جاءته هذه اللـَّوثة المدمِّرة ، إني لأرجو أن يكون انفعاله
وغضبه هو الدافع لقول تلك الكلمة ، أرجو ألا يكون لها جذور في عقله .....

قال بصوتٍ واهن : أصدقك القول : نعم عندي شك في الإسلام !!

أصابني هول المفاجأة ، أو بَهْتَةُ الموقف ، نعم ، هكذا ينطلق بها لسانك يا عبد الله ، بكل سهولةٍ دون تردُّد؟!

كان
صوتي خافتاً ، وكانت عباراتي محمَّلةً بقدرٍ كبير من الحزن والشفقة على
هذا الفتى المخدوع ، لقد أحسَّ الفتى بذلك ، ولهذا بادرني قائلا : أرجوك
ألاَّ تغضب منَّي ، إني أصارحك ، لا أستطيع أنْ أكذب عليك .

قلت له من أين جاءك هذا الشك ؟

سكت
قليلا ثم قال : من مناقشاتي مع بعض المثقفين ، ومن قراءتي لكتب دلَّني
عليها بعض أساتذتي وأصدقائي ، لقد نشأت في ذهني أسئلةٌ كثيرة من خلال تلك
المناقشات والقراءات عن الكون والعلم والدين والعقل ، إن الغرب يتطوَّر
بشكل مذهل مع أنه لا دين له ، ولا يعترف بالإسلام ، أما عالمنا الإسلامي
فهو يعيش حالة التخلُّف والذلِّ ما فائدة الإسلام إذن ؟!

قلت له : يا عبد الله .. هل يُطبَّق الإسلام في عالمنا الإسلامي تطبيقاً صحيحاً ، هل يتصل عالمنا الإسلامي بالله اتصالاً حقيقياُ ؟

توقف قليلاً ثم قال : كلا .

قلت
: فما ذنب الإسلام إذنْ ، ولماذا نستقرئ القضية هذا الاستقراء الناقص ،
ولماذا لا نفتح آفاق التفكير الصحيح في هذا الموضوع ؟ أنت يا عبد الله
تعاني من مشكلةِ إلغاء عقلك ، والتفكير بعقول الآخرين .

بدا على وجهه أثرٌ لاضطراب كبير وصراع نفسي خطير ..

قلت له : هل يمكن أن أعرف أسماء بعض من تقرأ لهم ؟

يا
للهول ، لقد ذكر لي عدداً من الأسماء ، كل اسمٍ منها كفيل بتدمير أمةٍ
بكاملها ، إنها أسماءٌ لامعة لقراصنة الفكر والأدب في عالمنا الإسلامي ،
سعيد عقل ، جابر عصفور ، محمد أركون ، أدونيس ، غالي شكري ، إن عقل "عبد
الله" لقاصرٌ حقاً عن مواجهة الأوهام والشبه والشكوك التي تثيرها أقلام
هؤلاء .

وسألته
سؤالاً حاداً صارخاً : من الذي دلّك على هذه الأسماء يا عبد الله ؟! وبعد
صمت ليس بالقصير قال لي : ليس مهماً أن أذكر أسماء من دلَّني ، المهم أنني
مستعد للمناقشة .

قلت له : قبل المناقشة لابد من التوازن ..

قال : ماذا تعني بالتوازن ؟

قلت
: أن تقرأ بعض الكتب التي تمثـِّل الاتجاه الآخر ، والتي تشرح جوانب هذه
القضية ، وتبيـِّن بعمليَّةٍ واستقصاء خطأ الأفكار التي يطرحها
"العلمانيون" والمتسكّعون في دروب الفكر المنحرف .

وافترقنا على أن نلتقي في اليوم التالي لأعطيه بعض الكتب .

لقد كانت تلك الليلة مثقلةً بالهموم والتفكير ، والتساؤلات .

يا
ترى إلى متى تظلُّ هذه الأقلام الحاقدة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟ مَنْ
الذي يحمي شباب الإسلام نساءً ورجالاً من ضلالات المضلِّين ؟ .. إنَّ بذر
بذرة الشك في نفوس شباب الإسلام من أخطر وسائل تدمير الأمة ، ثم أين
الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح ، أين أبو عبد الله
هذا وأقاربه ، أين رجال الصحوة عن أمثاله ؟!

بل أين إحساس بعض الأساتذة الذين يشحنون عقول الطلاب بمثل هذه التُرَّهات ؟

أين إحساس القائمين على بعض الصحف والمجلات ، الذين يروِّجون لأفكار أولئك المنحرفين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟

يا لها من أسئلة مؤلمة ، ويا له من جرح ٍعميق !!

وفي
اليوم التالي جاءني عبد الله قبل الموعد المحدَّد وحمدت الله كثيراً إنَّ
هذا دليل على انشراح صدره ، واستعداده لسماع الرأي الآخر .

قال لي : إني أعتذر إليك حقاً .. لقد استعرضت البارحة ما جرى لي معك في أوَّل لقائنا فشعرت أنني أسأت إليك .

قلت له : لا تضخِّم الأمر إني سعيد بمعرفتك .

وأعطيته
بعض الكتب منها : «الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في
الأقطار الإسلامية» لأبي الحسن الندوي ، و «العرب والإسلام» لأبي الحسن
الندوي أيضاً ، و «تهافت العلمانية» للدكتور عماد الدين خليل ، و «ماذا
خسر العالم بانحطاط المسلمين» لأبي حسن الندوي ، و «ورقة في الرد على
العلمانية» للدكتور محمد يحيى ، و «الله سبحانه إنكار الكافرين دليل
وجوده» للشيخ محمد متولي الشعراوي ، و «الإسلام والحضارة الغربية» للدكتور
محمد محمد حسين ...

قلت
له : هذه مكتبة صغيرة أهديها إليك ، لا أطالبك بقراءتها كلِّها ، لكني
أقترح عليك بعضها ، وأعطيك مهلة شهرين نلتقي بعدها للمناقشة .

قال لي متحمّساً : بل يكفيني شهر واحد ، أنا مدمن قراءة ، أقرأ في اليوم ما لا يقل عن عشر ساعات .

وقبل أن ينصرف قلت له : هل لي أن أقترح عليك اقتراحاً آخر .

قال : نعم ، أنا مستعد للتنفيذ .

قلت له مبتسماً : هكذا مستعد للتنفيذ مباشرةً حتى لو كان الاقتراح لا يعجبك !

ابتسم وقال : نعم .

قلت
له : يا عبد الله أنت مسلم ، إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ، ومن حق
الله على عبده المسلم أن يطيعه ، إن في الأرض ملايين الحيارى التائهين
يبحثون عن حقيقة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك ؛ إن
الإسلام هو طريق النجاة ، فكيف ندعو الناس إليه إذا كنا نحن –أهله-
متشككين فيه ؟!

يا
عبد الله : أقترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ في الطريق ، أن تؤدي الصلاة التي
فرضها الله عليك ، أنت صاحب إرادة ، ومثلك قادر على التنفيذ ، تأكد أن
الصلاة ستنقلك نقلة ً كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة واليقين ، وستفتح
آفاق ذهنك لفهم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك .

وجلس
عبد الله على المقعد بعد أن كان واقفاً ، قال لي : تقترح اقتراحاً : يا له
من أسلوبٍ رائع تعاملني به ، إني أعرف لذَّة الصلاة ، لم أتركها إلا منذ
أربع سنوات ، لقد تعرَّضت لأشدِّ أصناف العقاب من أبي ، والتأنيب من أمي ،
والكلمات الجارحة من بعض أقاربي ، من أجل الصلاة ، ومع ذلك لم أزد إلاّ
نفوراً !

وسكت
ثم دسَّ وجهَه في راحتيه وأخذ يبكي ، نعم كان بكاءً شديداً ، وغامت عيناي
فرحةً ببكائه ، إنَّ دموعه هذه ستغسل ما ران على قلبه ، يا إلهي أشكرك ،
إنَّ الفاصل بين الضلال والهداية حاجز نفسي إذا زال ، تبدَّدت الأوهام .

اللهم لا تحرمني من أجر هداية هذا الفتى ، ورفع عبد الله رأسه وقال : أنا مستعد لتنفيذ الاقتراح ..

ولم أناقش عبد الله بعد شهر ، لأنه جاء إليَّ وقد غسل عن قلبه أدران الشك وعن ذهنه أوزار الأباطيل .

قال لي : أنا الآن عبد الله بن " ........" رجعت إلى ساحة الحق بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....

قلت له مبتسماً : ما رأيك في شعري ؟

قال : أنا لست ناقدا حتى أقوَّم شعرك ، ولكني أخبرك أنني قرأت بعض قصائدك أكثر من مرة لأنني وجدت فيها ما يعبّر عن نفسي ...

قلت له : وأين تذهب برأي أستاذك الذي تثق به ؟

قال
: لقد أعجبتني كلمة قلتها لي في لقائنا الأوَّل ، حين سميت أصحاب الأفكار
المنحرفة بـ" قراصنة الأدب والفكر " إن أستاذي واحد منهم .

قلت
، وأنا أشعر بالفرح لما أرى من حال عبد الله ، وأشعر بالأسى حزناً على
عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل :

حسبنا الله على " قراصنة الأدب والفكر "!

بقلم : عبد الرحمن العشماوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
DahmaneKeddi
مسـ في إجازة عمل ـآفر
مسـ في إجازة عمل ـآفر
DahmaneKeddi


عدد الرسائل : 4222
الهواية : المعلوماتية
المزاج : ممتاز
الوسام الأول : وسام دورة التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين - المشارك الفضي
نقاط التقييم : 3805
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله    قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله  I_icon10الجمعة 25 فبراير 2011 - 23:10

السلام عليكم و رحمة الله

نظرا لطول الموضوع لن أحظى بشرف قراءته نظرا لطول الوقت
ربما سأطالعه في وقت آخر إن تذكرته

رغم هذا أدرك دون قراءته بأن مضمونه مفيد، لذا شكرا جزيلا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aoulef.hooxs.com
 
قراصنة الأدب والفكر بقلم الدكتور عبد الرحمان العشماوي حفظه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أيا شعب مصر للشاعر الدكتور عبد الرحمان العشماوي
» قصيدة الدكتور عبد الرحمان العشماوي في القذافي
» فهمتكم ... قصيدة للشاعر الدكتور عبد الرحمان العشماوي
» قصيدة الدكتور عبد الرحمان العشماوي في اسماعيل هنية رائعة جدا جدا
» قصيدة عبد الرحمان العشماوي في سوريا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الإشراقات العلمية :: منتديات الأدب العربي :: منتدى الشعر-
انتقل الى: