الحمدُ للهِ، وبعد:
فقدْ وَقَفْتُ علَى أبياتٍ شعريَّة استُعْمِلَتْ
فيها مُصطَلحاتُ أهلِ النَّحْوِ؛ فاستملحتُها، ورأيتُ أنْ أعتنيَ بجمعِها.
وأسوقُ -الآنَ- ما تيسَّرَ لي الوقوفُ عليه -من غيرِ التزامٍ بترتيبٍ
معيَّنٍ-.
قال المتنبِّي -يمدح سيفَ الدَّولةِ-:
إذا كانَ ما تَنْويهِ فِعلاً مُّضارِعًا * مَضَى قَبْلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازِمُ
[ « ديوانه » ].
قال أُسامةُ بن مُنقِذ:
كأنَّ بديعي -شِعْرَه وبيانَهُ- * حُروفُ اعتلالٍ، والهمومَ جَوازِمُ
[ « ديوانه » ].
قال أبو تمَّام:
خَرقاءُ يلعَبُ بالعقولِ حَبابُها * كتلعُّبِ الأفعالِ بالأسماءِ
[ « ديوانه » ].
قال ابنُ الرُّوميِّ -يهجو الأخفشَ الأصغر-:
قولا لنَحْوِيِّنَا أبي حَسَـنٍ: * إنَّ حُسـامي مَتَى ضَرَبْتُ مَضَـى
لا تَحْسَبَنَّ الهِجَاءَ يَحْفِلُ بالرَّفْـ * ـعِ ولا خَفْضِ خافضٍ خَفَضَا
[ « ديوانه » - عن: مقدّمة تحقيق « كتاب الاختيارين » للأخفش الأصغر ].
قال أبو الحارث الواسطيّ:
جئتُه زائرًا فقال لي البَوْ * وَابُ صـبرًا فإنه يتغـدَّى
قلتُ سَمْعًا فقد سَمِعتُ قديمًا * خُبْزُهُ لازمٌ ولا يَتَعَدَّى
[ « البخلاء » للخطيب البغداديّ - عن: مشارَكةٍ للأخت / أمّ محمَّد ].
قالَ ابن عُنَيْن:
كأنِّيَ مِنْ أخبارِ ( إنَّ ) ولَمْ يُجِزْ * لَهُ أحَدٌ في النَّحْـوِ أن يتقدَّمَا
عَسَى حَرْفُ جَرٍّ مِن نَّداكَ يجُرُّني * إليكَ فإنِّي من وِّصالِكَ مُعْدِمَا
[ « شرح شذور الذَّهب » لابن هشامٍ ].
قال الزَّمخشريُّ:
إنَّ قَوْمِي تَجَمَّعوا * وبقَتْلي تَحدَّثوا
لا أُبالي بجَمْعِهِمْ * كُلُّ جَمْعٍ مُّؤنَّثُ
[« شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].
قال الشَّاعر:
كأنِّيَ تنوينٌ وأنتَ إضافةٌ * فأينَ تراني لا تحلُّ مكاني
[ « شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].
قال الشَّاعر:
أضمرتُ في القلبِ هَوَى شادِنٍ * مُشتغِلٍ بالنَّحْوِ لا يُنصِفُ
وَصَفْتُ ما أضمرتُ يومًا لَّهُ * فقال لي: المُضمَرُ لا يوصَفُ
[ « الأشباه والنَّظائر » للسُّيوطيِّ ].
قال ابن العفيف:
يا سـاكنًا قلبِيَ المُعنَّى * ولَيْسَ فيهِ سِـواكَ ثَاني
لأيِّ شَيءٍ كَسَرْتَ قَلبي * ومَا الْتَقَى فيهِ ساكِنَانِ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].
قال ابنُ الوَرْديِّ:
قال مَنْ أهواهُ: صِفْ صُدْغي بِمَا * فيهِ تَوْجـيهٌ وحَبِّبْهُ إِلَيّْ
قُلْتُ: إنَّ الصُّدْغَ لَامٌ قَدْ كَوَى * نَصْبُها قَلْبِي فَهَذا لَامُ كَيْ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].
قال ابن عُنَيْن:
ولا تَعْجَبَنَّ إذَا ما صُرِفْتَ * فلا عَدْلَ فيكَ ولا مَعْرِفَهْ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].
قال ابنُ الورديّ:
وشـادِنٍ يسألُني * ما المبتدَا والخَـبَرُ؟
مَثِّلْهُما لِي مُسْرِعًا * فقلتُ: أنتَ القَمَرُ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].
قال ابن الدَّهَّان النَّحويُّ -في زيد الكنديِّ-:
لا بَدَّلَ الله حالاً قَدْ حباكَ بِهَا * مَا دَارَ بينَ النُّحاةِ الحَالُ والبَدَلُ
[ « البُلغة » للفيروزآباديّ ].
قال السراج الوراق يرثي الجزار:
رَفَعُوكَ وانتصَبوا قِيامًا خَافِضِي الْ * أَصْوَاتِ إذْ جَزَمَ الرَّدَى مِنكَ العُرَى
وغَـدَوْتَ في الأكفانِ عنهم مُّضْـمَرًا * وهُمُ يَرَوْنكَ للجَـلالةِ مُظْهَرَا
إنَّ الصَّـحيحَ اعتلَّ مُذْ فَارَقْتَنَا * وأبيكَ والجَـمْعَ الصَّحيحَ تَكَسَّـرَا
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].[/size]
وقال -أيضًا-:
نَصَبَ العداوةَ حاسدوكَ فأعْقَبوا * جَزْمًا لألسنِهِمْ وخَفْضَ الشَّانِ
فمَتَى أراهُم أدبَروا ورؤوسُـهُمْ * مَرْفـوعةٌ بِعـوامِلِ المُـرَّانِ
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].
منقوووووول للفائدة