دنيا الأعاجيب للشاعر يوسف أبي هلالة

دنيا الأعاجيب

اعتلى البغل الصّدارة ومضى يتلو قراره

قائلاً قد آن أن يُظهرَ بي الشّعبُ افتخاره

من له جسمٌ كجسمي حين أبدو في النّظارة؟

أو له صوتٌ كصوتي حين أشدو في الجهارة؟

أنا من لا يحملُ الضّيم ولا يرضى جواره

وإذا ما خبط الأمرُ فأفكاري منارة

للحمارِ الرأي، والتيسَ اجعلوه مستشاره

فإذا ما زلزلت بعض الملمّأت اصطباره

فلدى التّيس من الحكمة ما يخفي اندحاره

ولحفظ السّرِّ إن جلَّ ولم نبغ اشتهاره

فعليه الببغاءَ ائتمنوا تُخفي انتشاره

وإذ القول غدا كالتبن يُشرى والعباره

فمعالي صاحب القرنين يكفينا اجتراره

وعن القطعان إمّا أبعد الأمنُ مساره

فاطلبوا الذئبَ لكي يصلح بالحُبّ ازوراره

وإذا ما صدّع الإفسادُ للإصلاح داره

ليس غيرُ الجُرذِ مَنْ يدعمُ للبيت جداره

ولطبخ اللحم في الأفراحِ للهرِّ الإداره

طاهرُ النّاب نقيُّ الكفِّ مأمون الإغاره

يحفظُ اللحم ولا يدنو حيالَ القدرِ فاره

وإذا احتجنا لفتوى بفسوق أو دعاره

وعلى الأعين أن تسدلَ من جهلٍ ستاره

فأعيدوا لمعالي ثعلب الحي اعتباره

كم تشرّفنا بتقواه وآنسنا وقاره؟

إنه يفتي بما لم يبلغ الشّرعُ مداره

الزّنا ليس بعيبٍ والرّبا مثل التجاره

والتّعري من ثياب الطُّهرِعنوانُ الطّهاره

وموالاةُ الأعادي في السياسات مهاره

وإذا ما أنكر اللحنُ لدى الدّوحِ هزاره

بوّئوا النّاعق في ديوانه ركن الصّداره

قلدوا القرد إذا الأمرُ دعا أعلى سفاره

حسبنا الإيماءُ منه وإذا زادَ الإشاره

يتمطى نافخ الصّدرِ غروراً وحقاره

يُضحكُ الناس َ وينفي تهمة َالجدِّ المثاره

وله يشفع إمّا هزمَ العبءُ اقتداره

إنّما والدهُ أثبت في القفزِ الجساره

%%%

عمّت الفرحة والبشرى علّت في كلِّ حاره

وسعى الكلُّ لدى سَيِّده يبدى انكساره

هاتفاً عاشَ الذي عن عيشنا يجلو اعتكاره

رقص الدُّبُ وغنت أعذبَ اللحن الحماره

زغردْ الضفدعُ في ماء المجاري بغزاره

بينما الخنزيرُ لم يخفِ بما تمّ انبهاره

%%%

مرّ عامٌ ليلهُ يغرقُ في الوهم نهاره

ما استفاق الشّعبُ إلا والرّدى يرمي شراره

هزُلَ الدينارُ حتّى عادَ لا يشرى بباره

واستحالَ الخصبُ قحطاً تشتكي الأرضُ سُعاره

بل من النّكرانِ أضحى ينكر العطرُ عَراره

وربوع الطهر غطتها ينابيعُ القذاره

ومشى الطّاعونُ يجبي من دم الهلكى ثماره

شدةٌ لو حاتمٌ عايشها أطفأَ ناره

ومن البخلِ لأَعْلى بدل الجودِ شعاره

%%%

ليس ما تمّ غريباً أو بما تمّ نَداره

نحنُ في دنيا الأعاجيب وأوضاعِ الإثاره

أيها الوالي الذي زيّن للشعب انتحاره

سأُناديك َ وفي الحلقِ من الحزنِ مراره

ما تردّى الوضعُ لو لم يعتلِ البغلُ الصّداره

مشكووووووووووووووور ومأجور ان شاء الله زاد الله في تألقك

دنيا الأعاجيب سيدي الجرجاني.
أسالك بالله ماهو موقعنا في دنيانا هذه؟ هذا ان كان لنا اعتبار

دنيا الأعاجيب للشاعر يوسف أبي هلالة Download.php?imgf=13119803801

» قصيدة ردة للشاعر يوسف أبي هلالة
» تعريفات الحبّ للشاعر يوسف أبي هلالة
» الإنسان روح و مادة دين و دنيا
» لفحات من عمق الصحراء .. من رحم الأفكار إلى دنيا الوجود
» من ديوان جراح الروح:يوسف وإخوته.