@عمر@ مشرف منتديات الأدب العربي
عدد الرسائل : 2567 الهواية : حب الشعر المزاج : سعيد والحمد لله الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث : نقاط التقييم : 3411 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: دموعٌ على أستار الكعبة ... شعر الشيخ أبي المعاطي الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 21:39 | |
| دموعٌ على أستار الكعبة ... شعر الشيخ أبي المعاطي يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ***وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا لكنني دون العبادِ جَميعِهِم *** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ***مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ***هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ***ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ***علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ***وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ***مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ***لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ***وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ***فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي *** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ***غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ***عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ***واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا يا ماءَ زمزم ، هل ستغسِلُ عاصيًا*** بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه ***يرجو من الرحمان عفوًا ظاهرا وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا *** والرَّحلُ فيه من المعاصي ما ترى وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى ***فإذا ذنوبي تعتليه وأكثرا فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي ***والكل يَسعى ضاحكًا مُسْتَبْشِرا ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا ***ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائرا فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقي ***أن يستر الذنبَ العظيمَ ويغفرا يا راحلين إلى منًى . هذي منى ***هذي الجبالُ ، وتلك سُنَّةَ مَنْ سَرَى صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي ***قد جاءكم بالنورِ حتى أزهرا فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر ***حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغَادِرا وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا ***واجمعْ من العرفاتِ خيرًا وافرا وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى ***واحْلُلْ على وادٍ رآه وعَاصَرا واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ ***حَجَّتْ مع المختارِ نُورًا أنورا يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟ ***أَسَمِعْتَ مَنْ رُزِقَ البَيَانَ فَعَبَّرَا أَسَمِعْتَ : (هَلْ بَلَّغْتُ ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ *** (قالوا : نعم) ، والدِّينُ أصبحَ ظَاهرا أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً ***أرأيتَ و(القَصْواءُ) كانت مِنْبَرا وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ *** جَمْعًا مع التقديمِ هَدْيًا خَيِّرا هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا ***قد جاء بالدين القويم مُيَسِّرا فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ ***من خالفَ المختارَ يُحْشَرُ كَافِرا عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً ***من عاشقٍ لكَ في هواه تَحَيَّرَا قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ ***والله يَقْبَلُ مَنْ يشاء وينصرا يهواك ، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه ***وَلْتَشْهَدِ الأحجارُ عندك والثَّرَى قِفْ ها هنا ، واسترجع الذكرى معي *** واسأل جبالاً ، تَسْتَجِيبُ وتُخْبِرا قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، فَأَكْمَلَ مَنْ بَرَا واقرَأْ : ﴿وَأَتْمَمْتُ﴾ ، فقد نَزَلَتْ هُنا ***فَأَقَرَّتِ الإسلامَ دِينًا آخِرَا واقرَأْ : ﴿رَضِيتُ﴾ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها ***وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَرا وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا ***والكل أصبح تائهًا أو حائرا فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى ***وتصدَّر الجهلُ الحياةَ وفسَّرا عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، وجئتُ مُقَرِّرا أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا ***حَمَلَ الرسالةَ مُنذرًا ومُبَشرا يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ بارئًا ***مِنْ كُلِّ نِدٍّ للعبادِ مُزَوَّرَا فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ ***واجعله في عِلْمِ الشريعة مُبْصِرا يا ربُّ ، إني قد رفعتُ يدي هنا ***فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِرا واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم ***واستر عليهم يا حليم وَكَثِّرَا عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ *** ساعَاتُه والقلبُ فيكَ مُصَوَّرا قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا ***بعد الغروبِ لكي أعود القهقرى وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا ***وِدْيَان جَمْعٍ للصلاة مع الكَرى جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً ***والفجرَ قد أداه فيها مُبْكِرا يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً*** جاء الكسيرُ إلى العزيز لِيَجْبُرا فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري ***ولِسانُ حالي قد أبان وعَبَّرا فذكرتُ ربي عنده متمثلاً : *** ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ﴾ والهدايةَ أَشْكُرا ثم انتهينا والرحيلُ إلى منًى ***قد حان قبل شُروقها أن تظهرا يا راحلين إلى منًى ، هيا بنا ***هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا فقصدتُ جمرتَها لأرمي سَبْعها ***ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا الله أكبر عند كل قذيفةٍ ***في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا الله أكبر قد رميتُ خطيئتي ***الله أكبر والذنوبَ على الثرى الله أكبر نَجِّنِي يا خالقي ***مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ ***بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا يا ربُّ ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ ***قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَرَى فاقبل من العبد الفقير سؤاله ***قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقرا وحلقتُ بعد الذبح مقتديًا به ***تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا فاليومَ يَسَّرَ للحجيج أمورَهُم ***لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمي*** فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا واسأل دهورًا كم عَشِقْتُ خيالَه ***وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا وشربت كأسًا من هواه تيمنًا ***فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا فبدأت أسعى بالإفاضة طائفًا ***متذللاً . متضرعًا . مُستغفرا ئم اتخذتُ من المقام صلاتَه ***قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا وشربتُ من ماء السقاية زمزمًا *** فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا ثم اتجهتُ إلى الصفا بدءًا به ***وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا يا ربُّ ، عند المَرْوِ أَختم حَجَّتي ***فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى واختم له بالحق عند مماته ***واجعل له من فيض جودك ناصرا فأنا الصغيرُ ، فَقَدْتُ كُلَّ وسائلي ***ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا وَشَرَعْتُ بالعَوْدِ الأخير إلى منّى ***لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا أو من أراد ثلاثة يَبْقَى بها ***فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما ***كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا ***فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ ***بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ ***للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا يا بيتُ ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ ***يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا ***عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها ***واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ***فهناك مَسجده(1) أقام وعَمَّرَا وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ***وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ***وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ***في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ***ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ***فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ***ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ***وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ***ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا يا ربُّ ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ***تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ***وأبان في تلك السطور مشاعرا والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ***ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا فطمعتُ فيك ، وجئتُ بابك ضارعًا ***متضرعًا والعيبُ مني قد جرى وختمتُ قولي بالصلاة على الذي*** مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا يا ربُّ ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ***فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا ووجدت عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفات عيني أشهرا فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ***أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ***هذا أمامك من أتاك وحذرا والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا والله لولا أن ربي ساترٌ ***لفررت من هذا المكان مغادرا وتتابعت لغة الدموع سخية ***فهنا الدموع هي الكلام معبرا ****************************** ********** (1)عند الذهاب إلى المدينة يقصد المسلم شد الرحال إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إلى القبر
وهذه هى القصيدة بصوت صاحبها نسأل الله أن يكتب له الحج أعواماً عديدة ويستعمله في خدمة شرعه ويحشرنا معه على حوض نبينا حملها من هنا . http://www.archive.org/download/domo...a3ba/domo3.mp3 http://www.4shared.com/file/71654137/d818d7b5/___.html
| |
|