" سوق أولف " بين رواج ما يُستَورد و ركود الإنتاج المحلي

" سوق أولف " بين رواج ما يُستَورد و ركود الإنتاج المحلي

ـ تُعدّ مدينة أولف من بين أهم المدن الفلاحية في الصحراء التي كانت و لا تزال تشهد زراعة العديد من المحاصيل أغلبها خضروات و قليل منها ينتمي لعائلة الفواكه، مع العلم أن الإنتاج الفلاحي المحلي لأولف حالياً تناقص كثيراً مقارنة بالعقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، هذا الإنتاج يُستهلك معظمه من قبل مُنتِجيه، و ما بقي يذهب إلى السوق المحلي من أجل بيعه، في حين يندر أن نسمع بخروج إنتاج فلاحي محلي إلى أسواق خارجية. و اهتمامنا مُنْصَبٌّ نحو الإنتاج المحلي الزراعي الذي يُوَجَّهُ نحو سوق أولف، إذ أن هذا الإنتاج يعاني الركود رغم جَودَتِه و قِلَّتِه، فما هي الأسباب التي تؤدي إلى عزوف سكان مدينة أولف عن شراء إنتاجهم الزراعي المحلي و اهتمامهم بشراء كل ما هو مُسْتَوْرَد ؟
ـ عندما تدخل سوق أولف التي تقع وسط المدينة و تتفحصها جيدا ستستنتج حولها أموراً هامة، منها ... أن السوق يحكمه نظام سَنَّتْهُ و تَسْهَرُ على تطبيقه دار البلدية، به العديد من الباعة الذين يتنافسون حول كَسْب أحسن المُزوِّدين و المُشترين و يفضِّلون التفاهم على تثبيت سعر السلع حتى لو كانت جيدة عند أحدهم و رديئة عند آخر، نشاطه و حيوية التجارة فيه تَجْذِبُ الناسَ جذباً من أجل الشراء حتى لو لم يرضوا عما يُباع فيه، و ما يباعُ فيه هو خليط من السلع أغلبها مُستورد من مناطق مزدهرة الزراعة كمعسكر و الوادي و بسكرة ... ، أما ما يُستورد منها فيتمثل في (البطاطا، الجزر، البصل، الطماطم، السلطة، التفاح، الموز، العنب، البرتقال، التمر ... و القائمة تطول) في حين نجد بأن الإنتاج الزراع المحلي يقتصر على (الطماطم، الجزر، البصل، السلطة، الرمان، التمر) و قد نجد أنواع أخرى لكن توفيرها يكاد يكون معدوما. و أثناء النشاط التجاري في السوق يركز المشترون عادة على اقتناء كل ما لم يُزرع على أرض أولف و كأن ما تُنبته مزارعها لا يُسمن و لا يُغني من جوع، يا تُرى ألم نسأل أنفسنا " من سيشتري إنتاج أرضنا إن لم نشتريه نحن و هو في الأصل شحيح قليل ؟ "، إن المقارنة التي تترسخ في ذهن العديد منا هو أن الزراعة المحلية تُعتبر مصدراً للخضر و الفواكه ناقصة الجودة قليلة الحجم غالية السعر بينما الزراعة في المدن الفلاحية هي التي تعد مصدر الخضر و الفواكه بجودة أفضل و بسعر مناسب، هذه المقارنة قد تكون صحيحة في عمومها لكنها يجب أن لا تُحَمِّلنا خسارة ما تُنتِجه أرضنا بالإحجام عن شرائها، فكثيراً ما تأتي سيارة نفعية أو شاحنة من إحدى المدن الأخرى مُحَمَّلة فلا تَمُرُّ ـ في غالب الأحيان ـ أكثر من ساعتين حتى يفرغ محتواها و من جهة أخرى يُمكن أن يتواجد فلاح من مدينتنا لأيام أمام السوق دون أن يبيع ما جاء به من نتاج أرضه ... قد يكون سبب ذلك غلاء سعر ما يبيعه ـ دون أن يُلام على ذلك ـ ما دام متيقناً بأن معظم سلعته لن يباع و الهدف الأساسي من التجارة هو تحقيق الربح لا الخسارة، هذه المشكلة أضحت سبباً آخر ذا أهمية في عزوف الفلاحين و الشباب عن الفلاحة طالما أنهم يعلمون بأن الفلاحة المحلية ذات طابع تقليدي تستنزف الجهد الكبير و إنتاجها لا ينفع صاحبها و لا يجلب له أي ربح، فرغم أن أنواع الخضر و الفواكه التي تأتينا من مدن أخرى تُعتبر المتنفس الوحيد لاستهلاكنا الغذائي لكن من غير الملائم لنا إهمال ما تُنتجه أرضنا، و إلا فكيف نفسر رواج النعناع و القصبر و البسباس ـ كنماذج ـ في السوق عند توفرها ؟؟؟ لا توجد لهذه الملاحظة سوى تفسير واحد و هو أنه طالما تتواجد نفس السلعة بإنتاج محلي و آخر غير محلي سيميل الناس لشراء ما هو غير محلي أما إذا كانت السلعة محلية فقط فلا خيار آخر للناس سوى شرائها كيفما كانت، يجب أن نغير هذا التفكير عن طريق إعطاء اهتمام أكبر بما تنتجه أراضينا الفلاحية و تقدير جهد الفلاحين الذين يعملون بها.
ـ الكل يعلم بأن حجم الزراعة الوطنية لا يفي الحاجة الغذائية للسكان، لهذا صرنا نستورد ما يخصنا من إنتاج زراعي بعد أن نستهلك نتاج أيدينا، على هذا الأساس يُمكن للزراعة المحلية في أولف أن تُنقص ـ و لو القليل ـ من حاجة السوق إلى دخول منتوجات المدن الأخرى خصوصاً فيما يتعلق بالمنتوجات التي تشهد لحد الآن ازدهاراً نوعياً في أراضينا الفلاحية كـ " الطماطم و البصل و الجزر ... "، و في المقابل لابد من الفلاحين أن يستغلوا فرصة نشوء المنافسة في الأسعار و هذا بتخفيض أسعار الإنتاج الفلاحي المحلي قدر المستطاع، ففي النهاية تعتبر هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على الأرض و خدمتها ـ على الأقل ـ إن لم يتم الوصول إلى تحقيق الربح المادي.

إحدى المواضيع التي كتبتها خلال فترة إجازتي ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الشكر موصول لكـــ على هذا الطرح والموضوع القيم الذي يعالج قضية اقتصادية نعيشها في الوسط الراهن
وقد أحسنت التشخيص ووفقت جزاك الله خيرا ووفقك وسدد خطاك

شكرا على مثل هذه المبادرات

اشكرك اخي على الموضوع القيم
انا صراحة احبذ المنتوج المحلي نظرا لجودته وذوقه الطبيعي المميز ، لكن ما يجعل منا - احيانا - نفضل المنتوج الخارجي عن المحلي هو ان الخارجي يتميز دائما بالجدة وطريقة عرضه على الرفوف تكون مغرية للبعض ، على غرار المنتوج المحلي الذي يحضر نادرا . كما ان باعته يشبهون احيانا االمتسولين فتجدهم يرمون الخضروات على الارض غير مبالين بذوق المواطن ، اما الجانب الصحي فالسوق باكمله لا يتوفر على ذلك .
ما اتمناه صراحة - من المسؤولين - من خلال هذا الموضوع ان يوفروا لنا جانب صحي لما يباع وان يراقب المسؤولون الاسواق بحدة وبصرامة فالامراض كثرة واحدى اسبابها السوق الفوضوية عندنا ، فمتى نرى سوقنا يحترم اصول النظافة كما هو معمول به في اسواق اخرى ؟
كما انه من اللازم مراقبة ومحاسبة الجزارين عندنا فما يبيعونه يقترب الى الحرام - ان لم اكن مبالغا - فالبعض ممن شاهدوا طرائق الذبح في مكانها المخصص اقسموا انه يحرم نظرا لما يقع من تجاوزات على صحة المواطن وتعدى على الحيوانات ايضا .
شكرا لك اخي دحمان على موضوعك القيم .[/color]

موضوع جميل أخي دحمان أحسنت تشخيص داء عضال تعاني منه بلدنا و ما يعيبنا أكثر أننا رغم علمنا يالمشكل ليس هناك اية مبادرات للخروج من هذا الوضع.
مشكور اخي مرة اخرى و المزيد من الابداع.

السلام عليكم

بدايــة ، كل التقدير لك على هذه الموضوعات المميزة التي تمس جانبا من حياة المواطن

موضوعك أصاب العديد من النقاط المهمة التي تحتاج لوقفة و تصرف شجاع من المسؤولين و الباعة و حتى المواطنين على حد سواء ، إلا أنني قد أختلف معك قليلا في نظرية العزوف عن المنتوج المحلي لأننا جميعا ندرك أنه مطلوب لجودته و لكن العائق الأكبر هو طريقة التسويق الرديئة التي أشار المشرف معاذ بن جبل إلى بعضها

لربما كثيرنا سيختار المنتوج المحلي لو خيّر بين بصل مستورد و "بصل البلاد" أو ثوم صيني مغلف و "ثوم البلاد" أو نعناع مستورد ينمو عادة بالأسمدة الكيمياوية و بين "نعناع بلدي" ينمو بالأسمدة الطبيعية و القائمة تطول.
إننا اليوم بحاجة إلى دعم المنتوج المحلي سواء على مستوى مدينتنا الصغيرة أو دولتنا الكبيرة و هذا لا يتأتى إلا بتغيير للذهنيات قبل تغيير للماديات ، لأنه حينما يرى التاجر الزبون مجرد نقود ضاربا عرض الحائط شروط حفظ السلع و سلامة و نظافة المنتوج ، و حينما يرى الزبون التاجر مجرد مصاص نقود و مبتز له في شهر رمضان و وقت الأزمات فإننا نعتقد أن الأمور ليست على ما يرام

يجب أن يثق الزبون في التاجر و أن يحترم التاجر الزبون ، و عندئذ يمكننا أن نرى أسواقا نظيفة و سليمة و منظمة يكون فيها التنافس شريفا لصالح الأحسن ، و الأكيد أن المحلي هو الأحسن إن كان بنفس ظروف المستورد

شكرا مجددا لك أخي الكريم على مقالاتك الصحفية

سومة الخضرة اليوم ...
البطاطا عشر آلاف
البصل ست آلاف
الزرودي ست آلاف
البيطراف ست آلاف
الطاماطيش ثمن آلاف

كلامك صواب اخي
العين بصيرة واليد قصيرة

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

إخواني في المنتدى السلام عليكم

أشكر طارح هذا الموضوع

الحل في هذه القضية يكمن في استقطاب شبابنا إلى خدمة الأرض لتوفير المنتوج

مثال هذا الكلام:أجدادنا الذين كانوا يوفرون 80 في المئة من احتياجاتهم الغذائية،تبقى بعض المنتوجات التي لاتنتج في بلادنا يمكن شراؤها و لكن نتنبه إلى أن الاحتياجات يتم توفيرها من المنتوج المحلي.

جزاك الله أخي على هذا الموضوع القيم.

» المهرجان المحلي للأنشودة المدرسية...
» لقاء مع ضيف المنتدى السيد خاويض محمد " مدير مركز الإنتاج للمواصلات بأولف "
» الصناعات التقليدية تساهم ب 10% من الناتج المحلي في تونس
» أنشودة أسماء الله الحسنى على النهج المحلي لفرقة الهدى رووووعة
» سحر مدينة أولف