شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية"

يــا الله، هذا هو السؤال الذي عمل الأب المستحيل من أجل أن لا يطرحه ابنه. وضع الأب ما بيده من أدوات و جلس مستندا إلى الجدار ثم مد رجليه و سكت برهة من الزمن متأملا في عيني ابنه، قال الأب لابنه بنبرة خافتة ممتزجة بالشفقة: هل تريد حقا أن تعرف؟ أومأ شوقي برأسه في إشارة منه إلى قولــه نعم.

أخذ الأب نفسا عميقا و قال لابنه: اجلس، ستروي عطشك الآن. يا بني لقد كبرت و أصبحت تميز الأمور، بل و لقد درست و تعلمت و أنت لست أميا مثلي، الحياة و الموت بيد الله وحده، أليس كذلك؟ يقول شوقي: بلى. يواصل الأب حديثه: حين أخبرتني أمك - رحمها الله - أنها حامل بك كنا أسعد شخصين، و لا أخفيك ســرا، فلقد تمنينا أن تكون ذكرا، و كانت أمك قبل مولدك بأسابيع تخيط لك الثياب لتلبسها ... سمع الأب أنينا يقاطع كلماته، و إذ بها دموع شوقي تنهمر على خديه.

توقف الأب عن الكلام و انتظر حتى استعاد شوقي تماسكه، فواصل الأب قائلا: كن قويا بني، نعم لقد جاء المخاض أمك في تلك الزاوية - و أشار إلى ركن البيت - و قد كان عسيرا جدا، فأتت خالتك زينب لتشرف على الولادة و لكنها أخبرتني أن العملية صعبة و لا بد من نقلها للمستشفى حالا.

خرجتُ للشارع ألتمس سيارة فلم أجد حتى فكرت في جارنا "تعيس"، طرقت عليه الباب و شرحت له الوضع فقال لي بكل وقاحة: أليس عندكم احترام!؟ كم الساعة؟ أهذا وقت طرق الأبواب؟ يقولها الأب و هو غاضب ثم يواصل حديثه لشوقي: أحسست حينها أنني أهِنت فتشاجرت معه بالكلام و تركته. بحثت و بحثت و والدتك تعاني إلى أن وجدت أحدهم و بصعوبة أقنعته، فنقل والدتك إلى المستشفى و هي بحال حرجة، انتظرنا طويلا حتى خرج الطبيب من الغرفة و تعابير وجهه لم تعجبني فتسارعت نبضات قلبي و قلت له: ما الأخبار دكتور؟ فرد قائلا: مبروك، لقد رزقت بطفل جميل. قلتُ له: و الأم كيف حالها؟

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

قصة درامية حقا لو كتب لها القبول فستجد من يأخذ بيدها إلى خشبة المسرح

اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حق آبائنا وأمهاتنا

شكرا مجددا على القصة التي تحمل أسمى معاني الشجن والمأساة

في انتظار التكملة
...
شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية" 406675

شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية" 406675

شكرا لك على هذا الموضوع المتميز ,والذي إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تحكمك في عناصر القصة القصيرة إلى حد بعيد واهتمامك بكل التفاصيل الدقيقة لها , زيادة على ذلك التحكم في الأسلوب وجودة المضمون مع إستعمال الأساليب المختلفة للقصة خاصة منها عنصر التشويق والحماس , كما أنوه صاحب الموضوع إلى شيء مهم ربما غفل عنه أو كان على دراية به ولكنه سقط منه سهوا وهو إستعمال النقاط والفواصل وعلامات الإستفهام والإستفسار وكذا التعجب أو كل رمز في مكانه المناسب مما يمكن القارئ من التحكم في الفهم الصحيح وعدم تكلفه في فهم أو تقسيم الجمل والعبارات على حسب منطقه الخاص , ولاكن هذا لاينقص من عملك فأنت مأجور عليه إن شاء الله , مزيدا من العطاء والمواصلة , شكرا لك ونرتقب منك المزيد أخي الكريم.............

الــسلام عليكم

الشريف الجرجاني
شكرا لك على مرورك أستاذي الكريم، فهناك العديد من الناس من يجد نفسه في قدر صعب لم يختره لنفسه، و يبقى سلوك كل واحد هو الفيصل في الأمــر.

madjidarchi
شكرا لك عـزيزي على الملاحظات القيمة، فآراؤكم تهمني كثيرا
شكرا مجددا.

maikhaf
لا تعليق .. شكرا

سبحان الله هذه سنة الله في الحياة

في عز الفرح يولد الحزن وفي عز الألم تولد الفرحة

جميل جدا اخي

كل حلقة تبعث الشوق الاكثر للحلقة القادمة

نحن دوما في الانتظار شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية" 267414

من خلال هاتين الحلقتين يتبين لنا ان القصة ستكون رائعة ومثيرة،شكرا لك اخي وفي انتظار الحلقة الموالية.

قصة كفاح........يبدوا انها درامة مليئة بالمعانات Crying or Very sad

على كل نتلهف شوقآ لباقي الحلقات........مميز دومآ ياأخي

السلام عليكم

العنود
و هو كذلك .. ما أجمل أن نبتسم و في عينينا ألف دمعـــة

ع.الهادي
شكرا على مرورك أخي الكريم، موفق

ismail_m
طلبكم للحلقات الآتية يشجعني أكثر، كما أنتظر ملاحظاتكم .. شكرا

youcef bouhasi
بالفعل، القصة درامية و تتخللها لحظات حرجة و أخرى طريفة، بالتوفيق

بدأت الحبكة و بدأ عنصر التشويق الذي أحبذه في القصص
بوركت حبيبي نبغي المزيد
شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية" 406675

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية عشر"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الخامسة"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السادسة"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السابعة"