شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية و العشرون"

كانت كلمات الأستاذ كالماء الذي روى ظمأ شوقي، كانت كالدواء بل كالهواء الذي أعاد الحياة مجددا له، فقد كان يحتاج لشخص يقسو عليه لينتفض من سباته، لا شخص يحن عليه و يرحمه و يشعره بالشفقة، أحس شوقي أنه فعلا قد أعطى لمرضه أكثر مما يستحق، و أنه سبّب المعاناة لنفسه و للآخرين، فأدرك أنه ليس المعاق الأول في هذه الدنيا و لن يكون الأخير، فأصبح يفكر بشيء من الواقعية و قرر أن يُعطي أهمية لحياته، فأخذ يفكر في كلام أستاذه و يعيد التفكير مرة و أخرى حتى أدرك أن لا مناص من مواجهة الحياة، لأنه يستحيل الهرب منها.

لاحظ الأب الأستاذ و هو يخرجُ غاضبا و لم يعرف ما جرى بينهما من حديث، فدخل الأب على ابنه ليطمئن على حاله فسأله: ما الذي حدث؟ لماذا خرج الأستاذ هكذا؟ نظر شوقي تلقاء أبيه و أجابه: لقد عاتبني لأنني على هذا الحال. يستغرب الأب من كلام ابنه قائلا: و كيف يعاتبك على مرضك؟ ليقطع الابن شك أبيه باليقين: بل عاتبني على حال عزيمتي و همتي، لا على حال مرضي، ثم أردف شوقي يقول: إن كان هناك عمل أستطيع أن أساعدك به بيدي فلا تحرمني يا والدي، فأنا أريد أن أعمل و لو بالخياطة.

فرح الأب و سُرّ بما سمعته أذنه، لأن هذا يعني أن ابنه قد بدأ يخرج شيئا فشيئا من حالته النفسية المتردية، فسارع الأب مجيبا: طبعا يا ولدي طبعا، سأحضر لك ما تنجزه، فتوجه الأب مباشرة لابنته مها و أخبرها ما سمعه من شوقي، ففرحت هي الأخرى و أخذت خيطا و إبرة و ثوبا و ذهبت مسرعة إلى أخيها تسأله: هل فعلا تريد أن تخيط الملابس؟ يقول لها أخوها شوقي: نعم، أريد ذلك، فتسأله تارة أخرى: و لكنك لا تعرف ذلك، فيجيبها مجددا: إذن تستطيعين أن تعلميني، أليس كذلك؟ تجيبه: بالطبع نعم، منحَتهُ مها أدوات الخياطة و أخذت توجهه و تعلمه و هو يطبق ما تقول حتى تعلم بسرعة و صار يخيط الملابس، كان هذا العمل ينسي شوقي وضعه و يجعله سعيدا، أو على الأقل يجعله أفضل مما كان عليه ...

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

سبحان الله من إرادة وعزم محطم إلى امل وتفاؤل بالافضل

تلك هي قوة الكلمات التي ترفع المعنويات وتزيد الامل في النفس

حياكم الله

لأول مرة أشعر بإحساس غريب يربطني بشوقي ـ و كأنه شخص أعرفه ـ و مصدره هذا الإحساس هو إصراره و عزيمته على تحدي الفشل

متابعون ...

ماأجمل أن يكون الإنسان راضي بوضعه وظروفه

وقانع بحكم الله وعدله وان يكون في نفس الوقت طامح للتغير والتحسين

فهذا هو حال شوقي الان

مشكور يامبدع

واصل...

جميل أن نصارع مصائب الدنيا حتى نظفر بالراحة

لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وبعزم المرء وحدة جنانه يحقق المستحيل

واصل في انتظار التكملة

اقتباس :: ملاحظة: أليس كذلك؟ تجيبه: بالطبع نعم،

........................بالطبع بلى.

السلام عليكم

youcef bouhasi
للكمات سحر جذاب لو عرفنا كيف ننتقيها، و كلمات الأستاذ لشوقي كانت الترياق الذي يحتاجه للنهوض من غفلته و مواجهة الحياة بعيدا عن الاستسلام .. شكرا لك عــزيزي يوسف

dahmanekeddi
قصة شوقي يا أخي تكاد تنعكس على كل واحد فينا في جانب من الجوانب، فنحن بشر نفشل و ننجح نسقط و ننهض كما تأتينا لحظات يأس تعقبها لحظات أمل. القصة للعبرة و الشكر لك موصول

soumia-aoulef
ذكرني ردك بالقول الشعبي: "اللي هارب منو اهرب ليه" فهروب شوقي من إعاقته و من مجتمعه جعله محطما و قد أدرك أن مواجهة ما كان يخاف منه بالأمس هو سبيل النجاح في الغد .. شكرا لكِ على الحضور

الشريف الجرجاني
أساندك أستاذي في ما قلته، و أضيف أن الراحة النفسية أهم من الجسدية و هي التي تعطي الأمل في مواجهة الحياة، كما أشكر لك حسن متابعتك للقصة لغويا و أتمنى منك توضيح الأخطاء لتعم الفائدة

السلام عليكم

انا مع الأقوال السابقة ..وخاصة قول اخي الجرجاني الذي مغزاه جد واسع,والذي انطبق مع حال أخونا شوقي:

*جميل أن نصارع مصائب الدنيا حتى نظفر بالراحة,,...لا يأس مع الحياة ,ولا حياة مع اليأس, وبعزم المرء وحدة جنانه يحقق المستحيل*

بإنتظار ما تبقى في جعبتك أخي ع.الحميد

ما أروع أت يتغلب الانسان على منغصات حياته

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية عشر"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثامنة و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثالثة و العشرون"