kina abdelhamid عضو جديد
عدد الرسائل : 15 نقاط التقييم : 15 تاريخ التسجيل : 06/11/2011
| موضوع: الديانة المصرية القديمة الجمعة 10 أغسطس 2012 - 10:00 | |
| من أعظم العوامل تأثيرًا في نفوس القدماء الأدميين الدين لأنه يفسر لهم سر هذا الكون بتعاليمه الجذابة و يردهم بزواجره الرهيبة و يشجعهم بآماله المستديمة و يؤرخ لهم أوقاتهم بأعيادهم ويقدمهم في الفنون و الآداب و العلوم بإرشادهم نحو الطريقة المستقيم , و المصري القديم كغيره من الأقوام المعاصرين له رأى قوة ألهته مجسمة فيما حوله من المخلوقات كالأشجار و الصخور و التلال و الطيور و الوحوش . فإعتقد بأن هذه الكائنات رموزا للقوة العجيبة و السلطة الخالقة البعيدة عن إدراكه و الحال أنها مخلوقات مثله , ثم نظر أيضا إلى أرواح بعض المخلوقات نظرة صديق فظنها مدافعة تدرأ عنه الأذى و الضرر و إعتقد أن أرواح البعض الأخر أعداء له تعمل لخداعه كما أنه إعتقد أيضا أن كل مكان في القطر المصري تسكنه أرواح معينة معروفة , و يلاحظ بأن المصري القديم لم يقتصر إعتقاده على وجود الأرواح على الأرض بل تخيلها أيضا في السماء و في الأرض [1].فكان نتيجة هذه المعتقدات تطور الدين المصري القديم و عرف خصائص خاصة به تمثله في تأليه المصري القديم للملوك و تعدد المعبودات و الآلهة , فكان المصري القديم يعمل على عبادة هذه الآلهة بتعدادها , و كان الكهنة يعملون على المشاركة في البناء الدين الذي يقتضي المحافظة على العالم كما خلقته الآلهة , فكانت الأسطورة من أهم محركاتها الدين المصري و قد تميزت هذه الديانة المصرية بطقوس خاصة لأنها من مستلزماتها فتجلت العبادة بإجراء هذه الطقوس التي تخضع لأساطير بعض أسسها و مظاهرها . صنف الدين المصري من الأديان الطبيعية , بمعنى أن أول معبود للمصري القديم كان المظاهر الطبيعة , و خضع الحس الديني عنده لنفس التطور الذي خضع له المصري القديم , فقد إختلف وفقا لمراحل كثيرة , و ذلك لإرتباطه أرتباطا وثيقا بالإطار الثقافي الذي وجده فيه [2] .أنتقل المصري القديم من العصر الحجري القديم , أين عاش حياة التنقل و كان صيادا و جامعا لطعام فقط إلى العصر الحجري الحديث أين إحترف الزراعة وإستأنس الحيوانات كما تطورت أساليب حياته فعرف الأسرة و من ثم القبيلة [3] . و قد تطلع المصري عبر مراحل حياته إلى العالم المحيط به و أخذ يتساءل عن أسرار هذا الكون و أسباب الوجود , فكثرت عنده الألغاز التي صعب عليه حلها بفكرة البدائي , و أخذ يشعر ويحس بتلك القوى التي تسيطر على الكون , غير أنه لم يستطع أن يميزها . فأخذ يكون في مخيلته صورا لها و يعطي أسماء لها , كما جعل منها ما ينفعه فصادقها و ما يضره فعاداها , و تصور الأشياء التي تدخل السرور في نفسها و تعرف الى ما يثيرها .من خلال ما سبق يمكن القول بأن الدين المصري إنبثق عن الشعور الغريزي في الانسان , كالرغبة في المنفعة أو الشعور بالرهبة و الخوف من القوى المسيطرة على الكون , و قسم المصري هذه القوى إلى قوى كانت تثير دهشته و تملؤه إعجابا , و آخرى كانت ترعبه وتقضي مضجعه [4] حيث أعجب بأشعة الشمس المشرقة التي تشرق من وراء الجبال و أعتبرها صديقة تغمره بالدفئ في أيام الشتاء القارصة , و تعمل على نمو حبوبه التي يزرعها و يقتات منها [5] . بإضافة إلى أن المصري كان يراقب واد النيل و هو يفيض كل عام على حقوله فيترك الغرين الذي يكسب الارض خصوبة و حياة [6] , و أطلق عليه إسم الإله " حابي" واهب الفيضان الذي بقيت تدين له مصر بالخصوبة والخضرة , كما أعجب بالنجوم التي تملا الفضاء ليلا و من ذلك أنهم أطلقوا على نجم شهر جويلية الذي يأتي بتباشير الفيضان إسم " سوتيس " أي الشعري اليمانية , ورمزوا به لنمو النبات نتيجة خصوبة التربة بسبب الفيضان , حتى أن القمر الذي يتضاءل يوما بعد يوم ثم يعود للظهور. قد تطلع المصريون إلى هذه الظاهرة الكونية بالتقديس و الاعجاب , أما القوى التي أخافت المصريين فنذكر منها : العواصف المصحوبة بالصواعق و البرق والرعد [7] . و في الواقع لا توجد في مصر حدود للتجسيد و التأليه , فبالإضافة إلى مظاهر الطبيعة عبد المصريون مختلف المخلوقات الحية , مثل الأبقار و التماسيح و الثعبين و غيرها من الحيوانات , بالإضافة الى الحشرات و الطيور مثل الصقور حتى أن المصريون وصلوا إلى تقديس و تأليه الافكار المعنوية مثل العدالة أو بالأحرى صوت الحق و الضمير التي تجسدت في الالهة " ماعت " و التي رمزلها بالريشة [8] .و كذالك قوة الخصب و التوالد التي جسدها الإله " مين " وهو من أقدم الآلهة المصرية و تماثيله أقدم التماثيل على الاطلاق يصور في هيئة رجل يرفع إحدى ذراعيه و يمسك بالأخرى قضيبة المنتصب و أدمج مع كاموتف بإسم " مين كاموتف " أدمج مع أمون رع بإسم " أامون رع كاموتف " و له عيد الحصاد الذي كان يشارك فيه الملك [9] .بالإضافة لذلك فقد كانت للمصريون حيواناتهم المقدسة , التي سكنت أرجاء النيل و ملأت الفيافي التي تحيط بمزارعهم , و إعتقدوا أنها تحوي في داخلها شيئا إلهيا , منها ما أفزعته في مقدمتها التمساح الذي أطلق عليه إسم " سبك " إله الخصوبة و المياه يرأس تمساح , و تشير النصوص الجنائزية إلى أنه المسؤول عن إعادة حاسة البصر إلى الميت . و قد عبد في بلدة الفيوم ثم كوم أمبو , وربط بينه و بين النيل و كانت إحتفالاته تقام مع ظهور مياه الفيضان . و أعتبر في الدلتا إبن الإلهة نيت حيث صور يرضع من صدرها , و قد إرتبطت عبادته بعبادة الإله رع فأطلق عليه إسم سوبك رع [10] , و الثعبان الذي عبده إتقاء لدغته المميتة. و منها ما نفعه و ساعده في حياته اليومية كالثور الذي أطلق عليه إسم " أبيس " [11] . إله ممفيس و كان حيوان بتاح المقدس و يعتقد أنه كان إعادة لتجسيده , و كانت تغذيته تتم في المعبد ويطلق ليمرح كل يوم وفي ساعة معينة في صحن المعبد وسط دهشة العابدين و تترجم كل حركة من حركاته بإعتبارها تبؤا بالمستقبل و كان يسمى إيضا " هاب " [12] و غيرها من الحيوانات التي شغلت تفكير المصري القديم كما قدس المصريون بعض النباتات التي رأوا فيها قدرة إلهية , و التي إستمدت تلك القداسة من الاساطير التي روجها الكهنة عنها و من هذه النباتات نجد نبات البردي [13] .كما تعدت مقدسات المصريين القدماء الى المواد الجامدة حيث إرتبطت العقيدة المصرية ببعض الأشكال المادية غير الحية مثل " عمود جد " [14], و من ثم سمى المصريون بفكرهم فعظموا الروح التي توهموها في مظاهر الطبيعية , إنطلاقا من مبدا أنه كما للابسان جسد و روح , كذالك مظاهر الطبيعة و غيرها من مقدسات المصري لها روح تحركها و قد زاد من شأنها بأن نسب لها قدرة التصرف في الكائنات خيرا و شرا , ثم صار مشركا يعبد آلهة متعددة , و يقترب إليها بصلوات و يتقي شرها بالأضاحي و النذور[15] .تعددت معبودات المصريين القدامى طالما أنه لكل الموجودات أرواح . لذلك عمد و إلى تجسيد تلك المعبودات في صورا متعددت و على الرغم من أن التجسيد و التشبيه في مصر قد ظهر قبل عصر السلالات الفرعونية إلا أنه لم يبقى على حاله و إنما أخذ في تطور من شكل لي لآخر [16] فنجد أشكال حيوانية مثل " إله حورس " وهذا ما يظهر في شكل رقم 01 الذي إتخذ شكل برأس صقر وهيئة آدم , و الثور المقدس " أبيس " الذي كان تجسيد لإله " بتاح " [17]. إلى أشكال نصف آدمية , كون الإله له صفات الآدمين فهو يحب و يكره , يحمي و يعاقب , يعطي و يأخذ و بما أن هذه الصفات لا تنطبق على الحيوان فقد ظهرت الاشكال النصف آدمية [18] , أي بجسم بشري أو العكس كما هو في الشكل رقم 2 كمرحلة وسطى لأنه في نفس الوقت كانت لديهم آلاف الروابط التي تلزمهم لإبقاء على التقليد القديم ذي المظهر الحيواني , دون أن ننسى أنهم جسدوا بعض الالهة في رموز فيتيشية تعود إلى ما قبل التاريخ [19] . الشكل رقم 01 : الإله حورس ( أله الصقر ) .[20] الشكل رقم 02 : الإله أنوبيس نصف إنسان في شكل " إبن أوى " .[21] تعددت الHلهة المصرية و توزعت على الاقاليم فعبد الإله " حورس " في أدفو [22] ,أما " حاتحور " إلهة السماء الممثلة في الصورة رقم 03 . كألهة منتصرة في إقليم دندرة [23] , و قد إعتبرت كل مدينة مستقلة إلهها أعظم معبود و في حالة الحرب كانت القبيلة المنتصرة تفرض إلهها على المنهزمة , و من هنا بدأت خطوات الإندماج [24] . و لما صارت البلاد إقليمين عظيمين أصبح للوجه البحري إله واحد أسمه " حورس " بينما صار للوجه القبلي إله إسمه " ست " الذي كان يعتبر إبن " رع " [25] في نظر المصريين القدماء إله الخصب و الزراعة و النيل[26] , غير أن التعدد في الالهة بقية قائما رغم شعبية الإله " أوزيريس " . فقد ظهرت ألهة محلية و آخرى كونية و حتى أجنبية نفذت إلى العقيدة المصرية بحكم الإحتكاك بالشعوب المجاورة . بينما في عهد الدولة الوسطى عظم شأن طيبة بسبب نجاحها في إعادة الوحدة السياسية الى مصر , و بذلك إحتل الإله " أمون " مكانة خاصة و أخذ الصدارة بين الألهة في البلاد , فأقاموا له المعابد و عينوا الكهنة لخدمته وروجت له الاساطير [27] . االصورة رقم 03 : إلهة السموات مثبتة في جسمها النجوم يحملها معبود الهواء شو و أسفلها معبود الأرض كب منحنيا يسيرا [28] .تميز الدين المصري القديم عن غيره بمعتقداته فكان من بين أاهم المعتقدات الدينية : المطلب الأول : الإعتقاد بالحياة بعد الموت هذا الاعتقاد من اهم ما إعتقد به المصريون في القديم , فلا يوجد شعب من الشعوب القديمة أو الحديثة في العالم إحتلت في نفسه فكرة الحياة بعد الموت المكانة العظيمة التي إحتلتها في نفس الشعب المصري القديم , و كان هذا الإعتقاد تغذيه تلك الحقيقة المعروف عن تربة مصر , و مناخها هي أنها تحفظ جسد الإنسان بعد الموت الى درجة لا تتوفر في أية بقعة من بقاع العالم [29] .كانت الحياة على الارض في نظر المصريين أجمل من أن تنتهي الى العدم عند الموت , لذلك نظرو إلى إنتظام فيضان النيل في الصيف على أنه نوع من أنواع العودة للحياة , و يبدو أنهم قد أقتنعوا بما رأوه من موت النباتات ثم ولادتها من جديد مع الفيضان [30] , كما طبعت الشمس بتجديدها يوم بعد يوم بين المغيب و الشروق من جديد في أنفسكم الإعتقاد بأن الفرد يستطيع بدوره أن يحيا من جديد , و من ثم آمنوا بأن هناك حياة آخرى سيعيشونها بعد الموت بالإضافة غلى التوحد مع " أوزيريس " الذي كان الأمل الرئيسي في الخلود [31] .هكذا إعتقدوا المصريون في القديم و أمنوا بالبعث و الخلود و الحياة الثانية . وقد إعتبروا بأن الإنسان مكون من ثلاثة أشياء لكل وإحد إسم و وظيفة و قد شرح ذلك كتاب الموتى , برسمه سر الوجود الانساني في شكل هرم مدرج مكون من ثلاث مصاطب هي مصاطب العليا و هي "با " أي الروح و تتمثل في العقل و الإيمان و ضمير .أما المصطبة الثانية فهي النفس " كا " وهي الواسطة بين الروح و الجسد و تتمثل في الحواس الظاهرة والباطنية و كذا الغرائز و الانفعالات [32] .و المصطبة الثالثة والاخيرة هي المصطبة السفلى و مرتبطة بالأرض و هي بطبيعة الحال الجسد [33] . و لقد لعب هذا التقسيم دورا في تحقيق الخلود للمتوفي , حيث كان على الروح " با " أن تتعرف على الجسد , بعد المحاسبة عند الرجوع إليه و قد مثلت بطائر " الفنيكس " [34] و رأس بشري فأوجب الحفاظ على جسد الميت بالتحنيط , و صنع التماثيل المتماثلة للمتوفى و حفظ الجثث في مقابر و مدافن موصدة و بعيدة عن الحيوانات المفترسة كذلك عملوا على تقديم القرابين لنفس " الكا " لكي يعود هو الآخر للجسد و يحي المتوفى الحياة الخالدة [35] .و أخيرا يمكن القول بأن المصريون بذلوا كل وقتهم و جهدهم و مالهم في بناء المقابر و تأثيثها , و منها يمكن القول يان المصريين القدامى لم يعتبروا الموت هو النهاية و إنما هو رحلة خطرة تتناثر خلالها شتى العناصر المكونة للشخص الحي , بينما يحتفظ كل بتكامل الفردي [36] . المطلب الثاني : الإيمان بعقيدة الحساب بعد الموت برزت لدى المصريين إحدى النقاط الاساسية التي شغلت بعد الديانات الموحدة ألا و هي قضية الحساب , فقد وضع الأغنياء على جثة موتاهم كتابا دعوه " كتاب الموتى " يستعين به لمواجهة الإله " أوزيريس " و بفضل ما يشمل عليه هذا الكتاب من عبارات , يستطيع الميت أن يبرئ نفسه و يكسب الحياة الأبدية , بترديدها ساعة الحساب [37].وقد وردت في كتاب الموتى تصورات المصريين عن أرواح السجينة بعد الموت ومحاكمتها و ما يهددها من أهوال و تضم أكثر من 180 فصل حيث يواجه الميت الجنة والنار فقد كان مصير الأبرار الاستمتاع بما أدخرته لهم جنات النعيم من مباهج و أفراح و حقول الاطعمة و حقول اليار و قد قسمها كتاب الموتى إلى سبع طبقات مثل ما ورد في " بردية آني " التي وصفها على أنها من خمر و لبن مقدس , و أشجار دائمة الثمار و سنابل قمح من ذهب وشباب دائم و نفوس مطمئنة كما إعتقدوا أان الآثم أو المذنب يتعرض للإعاقة و فقدان أاعضائه بالإضافة الى النار و الثعابين التي تنتظره [38] لذلك كان المصريون يحرصون على نيل رضى الآلهة و إدخال السرور عليها باتباع السلوك القويم وتمسكهم بالأخلاق و بالتالي يتحقق بعد المحاكمة إستحقاقه لمحبت الالهة [39] . المطلب الأول : تأليه المصري القديم للملوك ترى في الاذهان أان مصر القديمة كان يحكمها ملوك الآلهة أو أبناء الآلهة , و أنهم كانوا يحكمون بمقتضى هذا السلطة الإلهة التي خولولها لأنفسهم و إقتنع الشعب أن الفرعون سليل الإلهية يقوم الخالق بإختياره كناقل لإرادته بمعنى ان يكون وسيط يتم عن طريقه نزول القرارات الإلهية لتنظيم العالم [40]. وتعود ألوهية الملك الى مينا الذي وحد القطرين , حيث دبرت الالهة و هييأت الأسباب للتوحيد و خلفت مينا خلفا مباشرا لأرواح إنصاف الالهة الذين شدو منه الأزر , فقد كانت أعمال و مشيئة و أفكار الملك هي أعمال و أفكار و مشيئة الإله , غير أنه كان أقرب الارباب الى نفس المصري [41]. تؤكد ألقاب الملك الدينيه ألوهيته في نظر المصريين القدماء فقد أطلق عليه لقب " إله الخير " و " إبن الشمس " كما لقب إيضا ب " رب التاجين " و الإله العظيم " و كذلك " الإله المحسن " و " صانع الأشياء " [42] . بيد أن المصريين لم يكتفوا بإثبات الهوية الملك بالكلام بل راحوا يرسمون هذا كله على جدران الهياكل , حيث وجدت في الدلتا صفائح عليها صور لأناس يصلون أمام " رمسيس الثاني " و ينادونه بالإله , كما صوروا الإتحاد الحسي بين أمون و الملكة , كذا الذي يسديه الإله و الإلهة التوابع للملك عند ولادته طفلا , بالإضافة الى أنهم رافقوا أسماء الملوك بشارات ترمز الى الحياة و الصحة و القوة . و لم يكن التأليه في المدراس الفنية عند المصرين من نزوات ملك مستبدا وجب على الرعبة الخاضعة الأخذ , بل كان يصدر عن الإيمان الوطيد بأنه إله و إله عظيم دائم الإتصال بالآلهة الكبار[43] . المطلب الثاني : تعدد المعبودات و الآلهة أزداد عدد الألهة و المعبودات المصرية القديمة بتعدد التجمعات و الظواهر التي تتعرض لها هذه الإخيرة لكن كل تلك المعبودات لم تكن مهيئة للتقديس في كل أنحاء مصر معنا , فقد كانت مصر قبل الاسرات تنقسم الى منقطعات لكل منها أعلامها و لكي تختلف كل واحدة عن آخرى كان على مقاطعة أن تحمل رمز يميزها عن غيرها , حتى أنه لم تعد المقاطعات مقسمة تقسيم إداري فقط بل تحولت الى مناطق نفوز ديني [44] , و بات متكسرا على علماء المصريات حصر المعبودات المصرية على وجه دقيق [45] فكان تعدد المعبودات و الالهة ناتج من تعدد المعتقدات و التصورات فنجد بأن المصري لم تقتصر إعتقاداته , بأن الارواح الموجودة على الارض بل تخيلها أيضا في السماء و في الارض .و لما كانت المعيشة في واد النيل على نسق واحد بديعة المنظر أحيانا كانت تخيلات المصري وقت إذن مقصورة عليها فنجد بأن بعض القدماء المصريين من الرعاة و الزراع الذين يرجع تاريخهم المبدئ حكم الاسر تخيلوا السماء على شكل بقرة قائمة في الفلك على أرجلها الأربع متجهة الرأس نحو الغرب ثم تصور الارض بين رجليه الأماميتين و الخلفيتين و إعتبرو السماء بطن البقرة مزدانة بالنجوم كما هو في الصورة رقم 04 , و تخيل فريق أخر السماء على شكل إمراة منحنية الجسد مستندة الى الارض شرقا بطرفي رجليها و غربا بطرفي يديها هذا يظهر في الصورة رقم 03, بينما ترى طائفة أخرى أن السماء محيط مائي عظيم مرفوع فوق أربعة أعمدة . ولم أختلك الناس ببعضهم البعض تبادلو الأراء فنبهمت عليهم حقيقة الامر و صعب على الباحث الإهتداء الى الاصل . و إعتقد الذين تخيلوا السماء بقرة أن الشمس بهيئة عجلة و إعتقد الذين تخيلوا السماء إمراة أن الشمس تشرق بشكل بقرة مولودة تجوب السماء في سفينة سموية متجهة نحو الغرب كما بينها الشكل رقم 05 [46] . الصورة رقم 04 : البقرة الفلكية يستند أعضاءها عدة آلهة و يرفعها في الوسط إله الهواء " شو" و قد تخيل المصريون بطن البقرة أفقا ذا نجوم عديدة تجتازه سفينة رع الحاملة في مقدمتها قرص الشمس [47] .الشكل رقم 05 : السفينة الفلكية للمعبود الشمسي يشاهد في هذا المعبود الشمسي ممثل في جسم أدمي و رأس كبش حاملا فوق رأسه قرص الشمس و جالس في إحد المعابد على العرش و أمامه وزيرة المعبود " تحوت " له رأس الكركي واقفا يخاطبه كاله أرضي [48] . كان المصريون في القديم يعبدون الهة متعددة , و هذا كان حسب إعتقاداتهم فيعتقدون أن الخير و الشر و مصير الناس جميعا بيد هذه الالهة فكان الدين المصري القديم قائم علم عبادة الالهة بتعددها و عمل الكهنة على المشاركة في البناء الديني الذي يقتضي المحافظة على العالم كما خلقته الالهة .المطلب الأول : الآلهة و الكهنة أولا : الآلهة : ولدت الالهة أو ما يسمى في اللغة المصرية ب " نترو " , في القديم خيال الانسان كتعبير عن حاجاته العميقة , فبالنسبة الى المجتمعات البشرية الاولى كانت تلك الحاجات مادية و إشباعها رهنا بعناصر الطبيعة الى حد بعيد [49] , و بعدد الاحتياجات غير منتهي كان تعدد الالهة , فنجد مصر لم تعرف حدود لتقديس بدليل العدد الوافر للمعبودات و الحيوانات الالهية المقدسة , جعل ذلك من الصعب في البحث في خضمها , و في محاولة في تخطي هذه الصعوبة و إاحصاء المعبودات المصرية حاول العلماء المصريات تنظيم الالهة في مجموعات , فقسموها الى أقسام أربعة لتقريم الفهم فيما يخص مجمع الآلهة [50] .1- ألهة كونية : هي الالهة التي تسيطر على المظاهر الكبرى للكون كالسماء و الارض و الشمس و القمر و الكواكب و الهواء ... الخ [51] . و كانت الالهة الكونية في مصر بمثابة الالهة العالمية التي تسير العالم كله , رغم ذلك فان لها خصوصية قومية تنطلق من مركزية إله الشمس , سواء أكان هذا " إله رع " و أشكاله الشمسية المختلفة أو " حور " و أشكاله الشمسية المختلفة , حيث الشمس مركز الآلهة الكونية التي تدور حولها هذه الآلهة .2- ألهة الإقاليم المحلية : عند ما تكونت المدن المصرية القديمة كان لكل مدينة إله , و كان لهذه الاله معبده الخاصة و طقوسه و اعياده , و ظلت ألهة المدن في مستوى قداتها نفسه حتى عندما طغت عليها ألهة الاقاليم التي ضمت عدة مدن و حتى عندما عبدت الالهة الكونية فيها . فكان اله المدينة يعتبر عند سكانها اعظم من الهة المد الاخرى فهو الذي خلق كل شيئ , و هو واهب الخيرات و النعم . و قد ظل اله المدينة حتى اواخر الحضارة المصرية على ثقة بمدينته , فكان لواؤه هو نفسه علم المدينة التي نشات عبادته فيها , و كان في كثير من الاحيان يسمى باسمها ويلقب بانه سيدها , كما كانت المدينة نفسها تسمى بيته [52] . لقد منحت بعض المدن اسماءها الى الالهة ( او العكس ) فمدينة نخب شمال إدفو منحت اسمها للالهة نخيت الهة الرحمة . و كذلك مدينة باست التي منحت اسمها للالهة باستت الالهة القطة انظر الى الصورة رقم 06 [53] . و بظهور الاقاليم ارتفع شان المدينة التي اصبحت عاصمة للاقليم , لذلك اصبح اله تلك المدينة الها للاقليم باكمله , وقد بلغ عدد اقاليم مصر القديمة بين الوجه القبلي و البحري اثنين و اربعين اقليما ومن الجدير بالذكر انه كان لكل اقليم من هذه الاقاليم اشارة خاصة تصور على اعلام و تثيت فوق العلامة الهيروغليفية التي ترمز للاقليم [54] , و كانت اشارة الاقليم في الغالب تمثل الهة المحلي و ربما مثلت طواطم كانت العشائر المصرية القديمة التي استقرت في ذلك الاقليم تتخذ منه اشارة او شعارا لها [55] . الصورة رقم 06 : الآلهة باست بشكل قطة [56]. 3- الالهة الثانوية :وهي الالهة التي كانت خارجة عن قانون الالهة الكونية و عائلاتها [57] , و هي مختصة بالكثير من التفاصيل الصغيرة و الشؤون الدقيقة . و يصعب و ضع مسرد دقيق بها لكثرتها و تنوعها و تحولها . و كان كثير متها يرتبط بطبيعة مصر و خصوصا بحيواناتها رغم ان لكل الهة مصر جذور او اصول او رموز حيوانية .و يصعب وضع تصنيف خاص بها لتشعبها و لكن بامكان تقسيمها الى الهة ذكور و الهة اناث [58] .4- الالهة الاجنبية : و هي الالهة التي قدمت الى واد النيل من بلدان مجاورة عن طريق الحرب او السلم او التاثيرات الروحية والثقافية , خاصة الوافدة من بلاد الرافدين وسوريا وليبا و السودان , و هي الهة كثيرة دمج بعضها كليا مع الالهة المصرية اخذة طابعا مصريا كاملا , و بعضها قديم جدا يرتبط بالخصب و الشمس و اغلبها راتبط بالحرب و الصحراء و القوة كما كان لبعض الالهة الوافدة خاصة القديمة منها مكانة عظيمة في مجمع الالهة المصرية مثل " اوزيريس " و "أمون " و "اتون " ... الخ [59] ولكنها اخذت طابع مصري فيما بعد لان عمق التراث الروحي المصري كان كفيلا باذابتها في نسيجه الهائل و صبغها بالوان محلية [60] ثانيا : الكهنة :كان من الصعب على الملك ان يكون الامام الفعلي لاتمام كل الطقوس التي اختصت بها الديانة المصرية القديمة , لذلك احتفظ الملك بهذه الامامة اسميا فقط , و ما بقية له الا صورها المرسومة بالمعابد , اما من الناحية العلمية فقد تنازل عنها لمتخصصين انتدبهم ليقومو به بدلا عنه , الا و هم الكهنة و بذلك كانت ضرورة تشكيل طبقة الكهنة . فكان على راس الكهنة في كل معبد مصري الكاهن الاكبر فقد كانت له شخصية بارزة في المجتمع , فقد ارتبطت سلطته الى حد كبير باله الذي يقوم على خدمته , و كان له لقب خاص يشير الى وظيفته الفعلية في خدمة اله الذي ينتمي اليه , مثل الكاهن الاكبر لاله الشمس في ( عين الشمس ) كان يسمى ( اعظم الرائين ) بالاضافة الى القاب اخرى مثل ( الذي يرى سر السماء) و (رئيس اسرار السماء ) [61] .وكان الكهنة النبيين : الذين يعتبرون الكهنة الحقيقيون ( خدم الاله ) اطلق الاغريق هذا الاسم على هذه الطبقة و هي مكونة من الكاهن الثالث و الرابع و تعمل على مساعدة الكاهن الاكبر في احياء الطقوس اما الطبقة الكهنة المرتلون : أي العلماء و كتاب الاله فهم مكلفون بتفسير الكتب المقدسة و يرتلون الصيغ الدينية اثناء الحفلات الدينية و على راسهم رئيس يسمى ( حري – ثب ) . و كان هناك ايضا الكهنة المطهرون فكانو يتولون اعمال المساعدة في العشائر و الاعمال اليدوية مثل تنظيف المعابد فضلا عن تزيين تمثال الاله , اما طبقة الدارسون و المثقفون : فقد ارتبطو بما يسمى ببيت الحياة و كانو يقومون بالعمل في غرف قرب المعبد , و يعتنون بالكتب الدينية وغيرها من الوان المعرفة [62] المطلب الثاني : الأساطير و العبادة أولا : الأساطير تعتبر الاسطور من اهم محركات الدين عامة و الدين المصري خاصة , و قد شكل مفهومها تشويش في اذهان كثير من المخصصين نهيك عن عامة المهتمين [63] , الذين اكدو على اختلافها و تميزها و خصوصيتا , و عملوا على محاولة توضيح و تحديد مفهوم لها على اكبر قدر ممكن من الدقة فكانت نشات الاساطيل متزامنة مع الديان القديمة , فلا يمكن ان تنمو الاديان القديمة ويزداد تركيبها دون ان تخلف معها اساطيرها الخاصة بها , على حد قول موللر , نقلا عن ك . ك. رتقين الذي يصر على ان الاسطورة نشات اصلا من نظرة الانسان البدائي الامنطقية الى العالم من حوله , و يعزز سميت فكرة موللر نقلا عن راثقين حيث يرى ان : (( في جميع الاديان القديمة تقوم الاسطورة مقام العقيدة ... و ما دامت الاساطير تفسيرات للشعائر , فقيمتها ثانوية عموما , و لنا ان ناكد وثقين بانه في كل حالة تقريبا تكون الاساطير مشتقة من الطقوس لا الطقوس من الاساطير ))[64] . و ذلك جعلها محل قداسة و سلطة عظيمة على عقول الناس كونها ترتبط بنظام ديني معين , و كذلك ياكد فريزر نقلا عن محمد عبد القادر خريسات في قوله : (( لعبت الخرافة ( الاسطورة ) دورا هاما في ابراز سلطة الدين فهي تشرح تسلسل حكم الكهنة في اية ديانة مقدسة , حيث تور قدرة الكاهن على صنع المستحيلات و امتلاكه للقوى الخارقة التي يمتلكها المقدسون ... لقد لعبت الخرافة دورها كهيكل مناسب لاعادة تشكل تطور التفكير البشري ...))[65] و اذ انهار النظام الديني الذي تنتمي اليه الاسطورة تفقد هذه الاخيرة كل مقوماتها لد تخل في شكل اخر من القصص الادبية فيما يسمى بالحكاية الخرافية و البطولية .فيعرفها فراس السواح على انها شكل من اشكال الادب الرفيع لها سلطان على العواصف و القلوب , كما يذكر تعريف اخر انها قصة تقليدية حافظت على ثبات نسبي تناقلتها الاجيال , و ليس لها زمن معين بل احداثها ذات ظهور دائم , فعندما لا يكون للحدث الاسطوري الطابع المتكرر و المتجدد , و موضوعتها تتميز بالجدية و الشمولية , كونها تدور حول المسائل الكبرى التي الحت دوما على العقل البشري , مثل الخلق و التكوين و اصول الاشياء و الموت و العالم الاخر و غيرها من المواضيع التي تتناولها الفلسفة خصوصا و العلوم الانسانية عموما [66] .و اكد على هذا خزعل الماجدي في تعريفه للاسطورة فيقول انها : (( قصة تقليدية ثابتة نسبية و مقدسة , مربوطة بنظام ديني معين و منتاقلة بين الاجيال , و لا تشير الى زمن محدد بل الى حقيقة ازلية من خلال حدث جرى , و هي ذات موضوعات شمولية كبرى محورها الالهة , و لا مؤلف لها بل هي نتاج خيال جمعي )) [67] .ويلعب الدور الرئيسي في الاسطورة الالهة و انصاف الالهة , بينما يكون دور البشر مكملا , فهي تصور شخصياتها من الهة و قوى الطبيعة و ما يوافق هواها كما لا يعرف لها مؤلف معين , كونها ظاهرة جمعية تعبر عن تاملات الجماعة و حكمتها و بالاخص ثقافتها [68] , على حد قول مرسيال اليا نقلا عن هيرقل روسو : (( انها تاريخ اعمال الكائنات الساسية , و تنتقل احداثا هي حركات الالهة و تستند دوما الى خلق وتروي كيفية وجود شيء ما و كيف انشا الالهة نظاما , كما تمثل نموذجا لكل عمل انساني ذي معنى , و بالتعرف الى الاسطورة نتعرف الى اصل الاشياء , الامر الذي يتيح السلطة عليها و امكانية احداثها ثانية و تكرارها )) [69] .فنجد بان تعدد الالهة ادى الى تعدد الاساطير و طارت ارثا عاما [70] , وبهذا اصبح للاسطورة انواع كثير بحسب المواضيع التي تتطرق لها , حيث نجد علماء الميترجيا قسموها الى خمسة انواع سنذكر منها نوعين هما: الاسطورة الطقسية : تمثل الجانب الكلامي لطقوس الافعال التي من شانها ان تحفظ للمجتمع تقاليده و طقوسه الدينية مثل اسطورة " اوزيريس " و تطوراتها التي طبقوا فيها تصرفات البشر و مشاعرهم على الحياة المعبودات , و شخوص هذه المسرحية اربعة اخ و اخت ( الزوجين اوزيريس ) وا بن حورو عم ست , كان اوزير ملكا على البشر يعدل بينهم نقم اخوه ست عليه متزلته فقتله , و قد بحثت ايزيس وفادا لزوجها عنه , حتى وجدته وبسحرها اعادت الحياة له و حملت منه و ليدها حور , الذي شب بسرعة و حمل على عاتقه فكرة الانتقام لمقتل ابيه و لذلك سمي بالمنتقم لابيه , و دام القتال حتى تدخل مجمع القضاة الالاهي الذي برد " اوزيريس " من تهمه البدء بالعدوان فانتقل الى العالم السفلي من الذنوب و بات سيدا العالم الاخر [71] . اما عن النوع الاخر للاسطورة حسب علماء الميتولوجيا فهو :الاسطورة التعليلية : و هي التي يحاول الانسان البدائي عن طريقها ان يعلل ظاهرة تستدعي نظرة , غير انه لا يجد لها تفسيرا , فيلجا الى خلق اسطورة يشرح فيها سر وجود هذه الظاهرة , مثل اسطورة فيضان النيل التي ذكرت في " كتاب الموتى " بان النيل مولود من " رع" و ترجع الاسطورة فيضانه الى دموع " ايزيس " التي تبكي زوجها , الذي قتل على يد اخيه "ست" الشرير , كونها تسمى في كتاب الموتى باحد النادبتين , و جاء في نصوص اخرى كثيرة ان مجرد النيل منسوب لايزيس و لمعبود اخر مثل " سوتيس " الشبيه ب " ايزيس " [72] . ثانيا : العبادة : ربط المصري القديم الهته بصفاته الخاصة , وجعل من متطلباته من الطعام , و الشراب و الملابس , و المنازل لراحته و الترويج نفس متطلبات الإلهة , فخلص الى ان كل هذه الضرورية او الاحتياجات يشارك فيها الإلهة و الموت , ان كان لهم حظ الاستمرار في تواجدهم , من ثم كان الغرض من العبادة ضمان اشباع هذه المتطلبات في شكل طقوس [73] . حيث لا يوجد دين بدون طقوس في من مستلزمات الدين , و تتجلى العبادة باجراء الطقوس , التي تخضع الاساطير بعض اسسها و مظاهرها و يستمر ادائها لان الاسطورة اكدت اجراءها في ما مضى , فهي في الاول و الاخير اسلوب من التعبير فيللنفوذ في العالم الذي لا يخضع للتجربة [74] وقد تعددت الطقوس التعبدية فكانت هناك الطقوس اليومية و الطقوس الدورية . فالطقوس اليومية : كانت نتيجة الحياة البسيطة و المستقرة التي كان يعيشها الانسان المصري فظهر هذا بوضوح في الطقوس و الشعائر الدينية فكان من بين الطقوس الدينية اليومية .طقوس المعبد اليومية : و هذا ما تسجله مناظر جدران المعابد بالنص و الصور بجانب ما ابقى عليه الزمن من نصوص البرديات طقوس التقدمة و شعائر الخدمة اليومية في المعبد [75] و هذه الاخير تنقسم الى طقوس كانت تقام في ساحت المعبد , و لا تختلف الا في القليل من معبد لاخر , اللهم الا في التفصيلات القليلة التي كانت تميز حياة الالهة و الالهات اما الثانية فيقوم بها الكاهن الاكبر و مساعده في قدس الاقداس [76] . و كانت تقام ايضا :التراتيل : كانت التراتيل و الاناشيد تصحب الاحتفالات الدينية اليومية حيث كانت تشكل الطزء الاعظم الذي يزخر بالنصوص الموغلة في القدم منها التراتيل الشمس التي كانت تلقي لاله الشمس " اتون " اعترتفا لما لهذا الاله من نعمة و فضل على حياة المصريين القدماء فيما يسمى ب نشيد اتون [77] . و من الطقوس الدينية كذلك :تقديم القرابين : فهذا من اهم الشعائر الدينية فالاديان من اكثر بدائية الى اسماها جعلت تقديمها اولى الطقوس المقرونة بالعبادة , و قد كان الطقس تقليدا دينيا يوميا مبني عيى اساس ان الالهة و الاموات من الناس يحتاجون الى الطعام كما يحتاج اليه الاحياء [78] .اما الطقوس الدورية : فهي تمثل من حيث المعنى العميق لها مناسبات لاستظكار العود الابدي لايام الخلقية الاولى و الزمن الاول الذي ظهر فيه الكون و ما فيه , و هي نظم الاعياد الدينية التي تاخذ طابع التكرر الاسبوعي او الشهري او الفصلي او السنوي [79] .نذكر منها على سبيل المثال :اعياد الالهة و الملوك : كانت اعياد الالهة الدينية تتصل مباشرة بموسم او تواريخ في ابسنة الدينية التي تنطوي على اية علقة لها بالموسم , و ذلك طبقا لطبيعة الاله صاحب العيد [80] . فلم تكن الالهة العظم فقط من تحظى بهذه الاعياد , بل تعدت الى الثانوية منها التي حظيت بها و بقدر شعبيتها و انتشار عقدئدها بين الناس [81] و هناك ايضا الاعياد الشهرية و السنوية و الفصلية فمثلا نجد بان الاعياد الشهرية : كانت في مصر القديمة اعياد قمرية , حيث ارتبطت بمراحل القمر تحول القمر و نموه كذلك اختفاءه , اهمها عيد ظهور الهلال و عيد اكتمال القمر , و قد ارتبط القمر بالوقت و تنظيم الزمن كما عبر القمر ايضا عن الاله " تحوت " حيث كان مصدر تنظيم الشهر و ارتبط بالاله " اوزيريس " اعتمادا على دورته الشهرية التي تبدا بالول [1] - جيمس هنري برستد , تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي , ترجمة حسن كمال راجعه و صححه محمد حسين الغمراوي بك , مكتبة مدبولي , القاهرة , الطبعة الثانية ,1996 ,ص 35 .[2] - طه الهاشمي , تاريخ الاديان و فلسفتها , منشورات دار الحياة , بيروت , 1963 ,ص 54 . [3] - نور الدين حاطوم و اخرون , موجز تاريخ الحضارة , ج 1 , مطبعة الكمال , سوريا , 1965 , ص 120[4] - عبد المنعم أبو بكر , أساطير مصرية , دار المعارف , مصر , 1954 , ص 12 .[5] - أدولف أرمان , ديانة مصر القديمة , ترجمة عبد المنعم ابو بكر , شركة مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده , مصر ء (د.ت) , ص 05 .[6] - فيصل عبد الله وعيد مرعي , مدخل في تاريخ الحضارة , الطبعة الثانية , منشورات جامعة دمشق , سوريا , 2000 .[7] - جيفري بارندر , المعتقدات الدينية لدى الشعوب , ترجمة إمام عبد الفتاح إمام مجلس الوطني للثقافة و الفنون و الاداب , الكويت , 1993 ,ص38 .[8] - سمير أديب , موسوعة الحضارة المصرية القديمة , العربي للنشر و التوزيع , القاهرة , 2000 , ص 700 .[9] - خزعل الماجدي , الدين المصري , الطبعة العربية الاولى , إصدار 1999 , ص 60 .[10] - نفسه , ص 59 .[11] - فراس السواج , موسوعة تاريخ الاديان , ترجمة نهى خياطة و أخرون , منشورات علاء الدين , سوريا , 2004 , ص 55 .[12] - خزعل الماجدي , المرجع السابق , ص[13] - البردي : قدسه المصريون القدامى لأنه كان رمزا للعالم الذي إنبثق من المياه الازلية . انظر : جورج سارتون , تاريخ العالم , ترجمة محمد خلف الله و أخرون , دار المعارف بمصر , (د-ت) , ص 81 .[14] - عمود جد : هو عبارة عن حزمة من سيقان نبات غير معروف , قدس لإرتباطه بالإله " أوزيريس " منذ وقت مبكر , و يرى البعض الاخر أنه ربما كان العمود الفقري لأوزيريس . أنظر : حسن محمد محي الدين السعدي , معالم من حضارة مصر في العصر الفرعوني , دار المعرفة الجامعية , الاسكندرية ,2006 , ص 185 .[15] - طه الهاشمي , المرجع السابق , ص 12 .[16] - شحادة الناطور و أخرون , مدخل الى تاريخ الحضارة ,دار الكندي للنشر و التوزيع , الأردن , (د . ت ) , ص 60 . [17] - بتاح : إله الصناع و الفنانين و البنائين أعتبر صانع البشر وجميع المخلوقات . أنظر : نجيب ميخائيل إبراهيم , مصر و المشرق الادنى القديم , ج 4 , ط 2 , دار المعارف , مصر , 1966 , ص 211 . [18] - سعيد مراد , مدخل الى تاريخ الأديان , عين للدراسات و البحوث الانسانية و الاجتماعية , سوريا , ص 73 .[19] - طه الهاشمي , المرجع السابق , ص 46 . [20]- encyc lopédie en carta . [21]- encyc lopédie en carta 2009 . [22] - أدفو : عاصمة لأكبر محافظة إسوان , كانت في العصر الفرعوني عاصمة للأقليم الثاني من اقاليم الصعيد , كان إسمها " جبا " ثم حولت الى " جبو " , كما عرفت منذ الاسرة الثانية عشر باسم " بجدة " ب | |
|