منتدى الإشراقات العلمية
الديانة المصرية القديمة  2510
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه، كما بإمكانك إضافــة اقتراحات و توجيهات و أنت زائر من خلالــ : منتدى آراء و إقتراحات الزوار. نتمنى لك إقــامة ممتعة، فحللتم أهـــلا و نزلتمـ سهـــــلا.
الديانة المصرية القديمة  13400110
منتدى الإشراقات العلمية
الديانة المصرية القديمة  2510
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر ، إذا كنت عضوا فالرجاء الدخول باسم حسابك ، أما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيمكنك التسجيل معنا أو زيارة القسم الذي ترغب في الإطلاع على مواضيعه، كما بإمكانك إضافــة اقتراحات و توجيهات و أنت زائر من خلالــ : منتدى آراء و إقتراحات الزوار. نتمنى لك إقــامة ممتعة، فحللتم أهـــلا و نزلتمـ سهـــــلا.
الديانة المصرية القديمة  13400110
منتدى الإشراقات العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البوابة الإلكترونية لمدينة أولف - صوت مدينة أولف
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مجلة المنتدى الإلكترونية (النبراس) في عددها السادس
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الجمعة 1 سبتمبر 2023 - 11:22 من طرف ismainame

» تداعيات جائحة كورونا على حرّية الصّحافة: تجاوز العوارض المؤقّتة لتقييد النّشاط الصّحفي والإعلامي
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الأربعاء 26 أكتوبر 2022 - 23:30 من طرف DahmaneKeddi

» وقفة مهمّة عند آخر الإختراعات التّقنية لشركة Apple
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الجمعة 11 مارس 2022 - 10:51 من طرف DahmaneKeddi

» مواقيت الصلاة لشهر رمضان المبارك 1441هـ حسب مدينة أولف وضواحيها
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الأحد 26 أبريل 2020 - 20:41 من طرف DahmaneKeddi

» هنيئا لنا ولكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الجمعة 24 أبريل 2020 - 23:06 من طرف DahmaneKeddi

» أعراض نقص فيتامين سي في الجسم
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الإثنين 21 يناير 2019 - 19:59 من طرف DahmaneKeddi

» مستجدات السنة الخامسة"الجيل الثاني"
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الأحد 23 سبتمبر 2018 - 23:43 من طرف تواتي عبد الحميد

» تمارين في الدوال الأسية و اللوغارتمية
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 16:57 من طرف aek1000

» تهنئة لكم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 21:29 من طرف DahmaneKeddi

» تعزية لعائلة البوكادي على إثر وفاة فقيدهم الطالب أحمد بن محمد عبد الله
الديانة المصرية القديمة  I_icon10الأربعاء 18 يوليو 2018 - 18:53 من طرف DahmaneKeddi

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
DahmaneKeddi
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
المتميز
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
keddi1990
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
دمعة قلم
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
@عمر@
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
B.Adel
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
FAKKI
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
LMDLAMINE
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
djalloul-88
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
sam.sim
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap2الديانة المصرية القديمة  Voting_barالديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5047 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Ayoub Pho فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 55279 مساهمة في هذا المنتدى في 8957 موضوع
تصويت
هل توافق على سياسة التقشف في الجزائر؟
نعم، أوافق
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap220%الديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2
 20% [ 87 ]
لا أوافق
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap267%الديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2
 67% [ 286 ]
بدون رأي
الديانة المصرية القديمة  Vote_rcap213%الديانة المصرية القديمة  Vote_lcap2
 13% [ 57 ]
مجموع عدد الأصوات : 430
مجلة النبراس (العدد السادس)
خدمـات إعلامية
الديانة المصرية القديمة  1410


صفحتنا على الفيس بوك
للتواصل مـعــنا عبر صفحة منتدانا في الفيس بـوك

الديانة المصرية القديمة  1210

 اضغط على الزر أعجبني


مواقع البريد الإلكتروني
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
الساعة الآن
Powered by phpBB2®Ahlamontada.com
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة تراقة
Copyright © 2008-2017
المشاركات التي تدرج في المنتدى لاتعبر عن رأي الإدارة بل تمثل رأي أصحابها فقط
احداث منتدى مجّاني

 

 الديانة المصرية القديمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kina abdelhamid
عضو جديد
عضو جديد
kina abdelhamid


عدد الرسائل : 15
نقاط التقييم : 15
تاريخ التسجيل : 06/11/2011

الديانة المصرية القديمة  Empty
مُساهمةموضوع: الديانة المصرية القديمة    الديانة المصرية القديمة  I_icon10الجمعة 10 أغسطس 2012 - 10:00

من أعظم العوامل تأثيرًا في
نفوس القدماء الأدميين الدين لأنه يفسر لهم سر هذا الكون بتعاليمه الجذابة و يردهم
بزواجره الرهيبة و يشجعهم بآماله المستديمة و يؤرخ لهم أوقاتهم بأعيادهم ويقدمهم
في الفنون و الآداب و العلوم بإرشادهم نحو
الطريقة المستقيم , و المصري القديم كغيره من الأقوام المعاصرين له رأى قوة ألهته
مجسمة فيما حوله من المخلوقات كالأشجار و الصخور و التلال و الطيور و الوحوش .



فإعتقد بأن هذه الكائنات رموزا للقوة العجيبة و
السلطة الخالقة البعيدة عن إدراكه و الحال أنها مخلوقات مثله , ثم نظر أيضا إلى أرواح
بعض المخلوقات نظرة صديق فظنها مدافعة تدرأ عنه الأذى و الضرر و إعتقد أن أرواح
البعض الأخر أعداء له تعمل لخداعه كما أنه إعتقد أيضا أن كل مكان في القطر المصري
تسكنه أرواح معينة معروفة , و يلاحظ بأن المصري القديم لم يقتصر إعتقاده على وجود الأرواح
على الأرض بل تخيلها أيضا في السماء و في الأرض [1].



فكان نتيجة هذه المعتقدات تطور الدين المصري القديم و عرف خصائص خاصة به
تمثله في تأليه المصري القديم للملوك و تعدد المعبودات و الآلهة , فكان المصري
القديم يعمل على عبادة هذه الآلهة بتعدادها
, و كان الكهنة يعملون على المشاركة في البناء الدين الذي يقتضي المحافظة على
العالم كما خلقته الآلهة , فكانت الأسطورة من أهم محركاتها الدين المصري و قد تميزت
هذه الديانة المصرية بطقوس خاصة لأنها من مستلزماتها فتجلت العبادة بإجراء هذه الطقوس التي تخضع لأساطير بعض
أسسها و مظاهرها .












الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image001




صنف الدين المصري من الأديان الطبيعية , بمعنى أن
أول معبود للمصري القديم كان المظاهر الطبيعة , و خضع الحس الديني عنده لنفس
التطور الذي خضع له المصري القديم , فقد إختلف وفقا لمراحل كثيرة , و ذلك لإرتباطه
أرتباطا وثيقا بالإطار الثقافي الذي وجده فيه [2] .



أنتقل المصري القديم من العصر الحجري القديم , أين عاش حياة التنقل و كان
صيادا و جامعا لطعام فقط إلى العصر الحجري الحديث أين إحترف الزراعة وإستأنس الحيوانات
كما تطورت أساليب حياته فعرف الأسرة و من ثم القبيلة [3] .



و قد تطلع المصري عبر مراحل حياته إلى العالم المحيط به و أخذ يتساءل عن أسرار
هذا الكون و أسباب الوجود , فكثرت عنده الألغاز التي صعب عليه حلها بفكرة البدائي
, و أخذ يشعر ويحس بتلك القوى التي تسيطر على الكون , غير أنه لم يستطع أن يميزها
. فأخذ يكون في مخيلته صورا لها و يعطي أسماء لها , كما جعل منها ما ينفعه فصادقها
و ما يضره فعاداها , و تصور الأشياء التي تدخل السرور في نفسها و تعرف الى ما
يثيرها .



من خلال ما سبق يمكن القول بأن الدين المصري إنبثق عن الشعور الغريزي في
الانسان , كالرغبة في المنفعة أو الشعور بالرهبة و الخوف من القوى المسيطرة على
الكون , و قسم المصري هذه القوى إلى قوى كانت تثير دهشته و تملؤه إعجابا , و آخرى
كانت ترعبه وتقضي مضجعه [4] حيث أعجب بأشعة الشمس
المشرقة التي تشرق من وراء الجبال و أعتبرها صديقة تغمره بالدفئ في أيام الشتاء
القارصة , و تعمل على نمو حبوبه التي يزرعها و يقتات منها [5] .



بإضافة
إلى أن المصري كان يراقب واد النيل و هو يفيض كل عام على حقوله فيترك الغرين الذي
يكسب الارض خصوبة و حياة [6] , و أطلق عليه إسم الإله
" حابي" واهب الفيضان الذي بقيت تدين له مصر بالخصوبة والخضرة , كما أعجب
بالنجوم التي تملا الفضاء ليلا و من ذلك أنهم أطلقوا على نجم شهر جويلية الذي يأتي
بتباشير الفيضان إسم " سوتيس " أي الشعري اليمانية , ورمزوا به لنمو
النبات نتيجة خصوبة التربة بسبب الفيضان , حتى أن القمر الذي يتضاءل يوما بعد يوم
ثم يعود للظهور. قد تطلع المصريون إلى هذه
الظاهرة الكونية بالتقديس و الاعجاب , أما
القوى التي أخافت المصريين فنذكر منها : العواصف المصحوبة بالصواعق و البرق والرعد
[7] .



و في الواقع لا توجد في مصر حدود للتجسيد و التأليه , فبالإضافة إلى مظاهر
الطبيعة عبد المصريون مختلف المخلوقات
الحية , مثل الأبقار و التماسيح و الثعبين و غيرها من الحيوانات , بالإضافة الى
الحشرات و الطيور مثل الصقور حتى أن المصريون وصلوا إلى تقديس و تأليه الافكار
المعنوية مثل العدالة أو بالأحرى صوت الحق و الضمير التي تجسدت في الالهة "
ماعت " و التي رمزلها بالريشة [8] .



و كذالك قوة الخصب و التوالد التي جسدها الإله " مين " وهو من أقدم
الآلهة المصرية و تماثيله أقدم التماثيل على الاطلاق يصور في هيئة رجل يرفع إحدى
ذراعيه و يمسك بالأخرى قضيبة المنتصب و أدمج مع كاموتف بإسم " مين كاموتف
" أدمج مع أمون رع بإسم " أامون رع كاموتف " و له عيد الحصاد الذي كان يشارك فيه الملك [9] .



بالإضافة لذلك فقد كانت للمصريون حيواناتهم المقدسة , التي سكنت أرجاء النيل
و ملأت الفيافي التي تحيط بمزارعهم , و إعتقدوا أنها تحوي في داخلها شيئا إلهيا ,
منها ما أفزعته في مقدمتها التمساح الذي أطلق عليه إسم " سبك " إله
الخصوبة و المياه يرأس تمساح , و تشير النصوص الجنائزية إلى أنه المسؤول عن إعادة
حاسة البصر إلى الميت . و قد عبد في بلدة الفيوم ثم كوم أمبو , وربط بينه و بين
النيل و كانت إحتفالاته تقام مع ظهور مياه الفيضان . و أعتبر في الدلتا إبن الإلهة
نيت حيث صور يرضع من صدرها , و قد إرتبطت عبادته
بعبادة الإله رع فأطلق عليه إسم سوبك رع [10] , و الثعبان الذي عبده إتقاء
لدغته المميتة. و منها ما نفعه و ساعده في حياته اليومية كالثور الذي أطلق عليه إسم
" أبيس " [11] . إله ممفيس و كان حيوان
بتاح المقدس و يعتقد أنه كان إعادة لتجسيده , و كانت تغذيته تتم في المعبد ويطلق
ليمرح كل يوم وفي ساعة معينة في صحن المعبد وسط دهشة العابدين و تترجم كل حركة من
حركاته بإعتبارها تبؤا بالمستقبل و كان يسمى إيضا " هاب " [12] و غيرها من الحيوانات التي
شغلت تفكير المصري القديم كما قدس المصريون بعض النباتات التي رأوا فيها قدرة إلهية
, و التي إستمدت تلك القداسة من الاساطير التي روجها الكهنة عنها و من هذه
النباتات نجد نبات البردي [13] .



كما تعدت مقدسات المصريين القدماء الى المواد الجامدة حيث إرتبطت العقيدة
المصرية ببعض الأشكال المادية غير الحية مثل " عمود جد " [14], و من ثم سمى المصريون
بفكرهم فعظموا الروح التي توهموها في مظاهر الطبيعية , إنطلاقا من مبدا أنه كما للابسان
جسد و روح , كذالك مظاهر الطبيعة و غيرها من مقدسات المصري لها روح تحركها و قد
زاد من شأنها بأن نسب لها قدرة التصرف في الكائنات خيرا و شرا , ثم صار مشركا يعبد
آلهة متعددة , و يقترب إليها بصلوات و
يتقي شرها بالأضاحي و النذور[15] .



تعددت معبودات المصريين القدامى طالما أنه لكل الموجودات أرواح . لذلك عمد
و إلى تجسيد تلك المعبودات في صورا متعددت و على الرغم من أن التجسيد و التشبيه في
مصر قد ظهر قبل عصر السلالات الفرعونية إلا أنه لم يبقى على حاله و إنما أخذ في
تطور من شكل لي لآخر [16] فنجد أشكال حيوانية مثل
" إله حورس " وهذا ما يظهر في شكل
رقم 01 الذي إتخذ شكل برأس صقر وهيئة آدم , و الثور المقدس " أبيس
" الذي كان تجسيد لإله " بتاح " [17]. إلى أشكال نصف آدمية ,
كون الإله له صفات الآدمين فهو يحب و يكره , يحمي و يعاقب , يعطي و يأخذ و بما أن
هذه الصفات لا تنطبق على الحيوان فقد ظهرت الاشكال النصف آدمية [18] , أي بجسم بشري أو العكس
كما هو في الشكل رقم 2 كمرحلة وسطى لأنه في نفس الوقت كانت لديهم آلاف الروابط
التي تلزمهم لإبقاء على التقليد القديم ذي المظهر الحيواني , دون أن ننسى أنهم
جسدوا بعض الالهة في رموز فيتيشية تعود إلى ما قبل التاريخ [19] .










الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image003




الشكل رقم 01 : الإله حورس ( أله
الصقر ) .[20]






الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image005








الشكل رقم 02 : الإله أنوبيس
نصف إنسان في شكل " إبن أوى " .[21]









تعددت الHلهة المصرية و توزعت على الاقاليم فعبد الإله "
حورس " في أدفو [22] ,أما " حاتحور "
إلهة السماء الممثلة في الصورة رقم 03 . كألهة منتصرة في إقليم دندرة [23] , و قد إعتبرت كل مدينة
مستقلة إلهها أعظم معبود و في حالة الحرب كانت القبيلة المنتصرة تفرض إلهها على
المنهزمة , و من هنا بدأت خطوات الإندماج [24] .



و
لما صارت البلاد إقليمين عظيمين أصبح للوجه البحري إله واحد أسمه " حورس
" بينما صار للوجه القبلي إله إسمه " ست " الذي كان يعتبر إبن
" رع " [25] في نظر المصريين القدماء إله
الخصب و الزراعة و النيل[26] , غير أن التعدد في الالهة
بقية قائما رغم شعبية الإله " أوزيريس
" . فقد ظهرت ألهة محلية و آخرى كونية و حتى أجنبية نفذت إلى العقيدة المصرية
بحكم الإحتكاك بالشعوب المجاورة .



بينما في عهد الدولة الوسطى عظم شأن طيبة بسبب نجاحها في إعادة الوحدة
السياسية الى مصر , و بذلك إحتل الإله " أمون " مكانة خاصة و أخذ
الصدارة بين الألهة في البلاد , فأقاموا له المعابد و عينوا الكهنة لخدمته وروجت
له الاساطير [27]
.


















الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image007االصورة رقم 03 : إلهة السموات مثبتة في جسمها النجوم
يحملها معبود الهواء شو و أسفلها معبود الأرض كب منحنيا يسيرا [28] .



تميز الدين المصري القديم عن
غيره بمعتقداته فكان من بين أاهم المعتقدات الدينية :



المطلب الأول : الإعتقاد بالحياة بعد الموت


هذا الاعتقاد من اهم ما إعتقد به المصريون في القديم , فلا يوجد شعب من الشعوب القديمة أو الحديثة في العالم إحتلت في
نفسه فكرة الحياة بعد الموت المكانة
العظيمة التي إحتلتها في نفس الشعب المصري القديم , و كان هذا الإعتقاد تغذيه تلك الحقيقة المعروف
عن تربة مصر , و مناخها هي أنها تحفظ جسد الإنسان بعد الموت الى درجة لا تتوفر في أية بقعة من بقاع العالم [29]
.



كانت الحياة على الارض
في نظر المصريين أجمل من أن تنتهي الى العدم عند الموت , لذلك نظرو إلى إنتظام
فيضان النيل في الصيف على أنه نوع من أنواع العودة للحياة , و يبدو أنهم قد أقتنعوا
بما رأوه من موت النباتات ثم ولادتها من جديد مع الفيضان [30]
, كما طبعت الشمس بتجديدها يوم بعد يوم بين المغيب و الشروق من جديد في أنفسكم الإعتقاد
بأن الفرد يستطيع بدوره أن يحيا من جديد , و من ثم آمنوا بأن هناك حياة آخرى
سيعيشونها بعد الموت بالإضافة غلى التوحد مع " أوزيريس " الذي كان الأمل
الرئيسي في الخلود [31]
.



هكذا إعتقدوا المصريون
في القديم و أمنوا بالبعث و الخلود و الحياة الثانية . وقد إعتبروا
بأن الإنسان مكون من ثلاثة أشياء لكل وإحد إسم و وظيفة و قد شرح ذلك كتاب الموتى ,
برسمه سر الوجود الانساني في شكل هرم مدرج مكون من ثلاث مصاطب هي مصاطب العليا و
هي "با " أي الروح و تتمثل في العقل و الإيمان و ضمير .أما المصطبة
الثانية فهي النفس " كا " وهي الواسطة بين الروح و الجسد و تتمثل في الحواس الظاهرة والباطنية و كذا الغرائز و
الانفعالات [32]
.



و المصطبة الثالثة
والاخيرة هي المصطبة السفلى و مرتبطة بالأرض و هي بطبيعة الحال الجسد [33]
.



و لقد لعب هذا التقسيم دورا في تحقيق الخلود
للمتوفي , حيث كان على الروح " با " أن تتعرف على الجسد , بعد المحاسبة
عند الرجوع إليه و قد مثلت بطائر " الفنيكس " [34]
و رأس بشري فأوجب الحفاظ على جسد الميت بالتحنيط , و صنع التماثيل المتماثلة
للمتوفى و حفظ الجثث في مقابر و مدافن موصدة و بعيدة عن الحيوانات المفترسة كذلك
عملوا على تقديم القرابين لنفس "
الكا " لكي يعود هو الآخر للجسد و يحي المتوفى الحياة الخالدة [35]
.



و أخيرا يمكن القول بأن
المصريون بذلوا كل وقتهم و جهدهم و مالهم في بناء المقابر و تأثيثها , و منها يمكن
القول يان المصريين القدامى لم يعتبروا الموت هو النهاية و إنما هو رحلة خطرة
تتناثر خلالها شتى العناصر المكونة للشخص الحي , بينما يحتفظ كل بتكامل الفردي [36]
.



المطلب الثاني :
الإيمان بعقيدة الحساب بعد الموت



برزت لدى المصريين إحدى
النقاط الاساسية التي شغلت بعد الديانات الموحدة ألا و هي قضية الحساب , فقد وضع
الأغنياء على جثة موتاهم كتابا دعوه " كتاب الموتى " يستعين به لمواجهة
الإله " أوزيريس " و بفضل ما يشمل عليه هذا الكتاب من عبارات , يستطيع
الميت أن يبرئ نفسه و يكسب الحياة الأبدية , بترديدها ساعة الحساب [37].



وقد وردت في كتاب
الموتى تصورات المصريين عن أرواح السجينة بعد الموت ومحاكمتها و ما يهددها من أهوال
و تضم أكثر من 180 فصل حيث يواجه الميت الجنة والنار فقد كان مصير الأبرار
الاستمتاع بما أدخرته لهم جنات النعيم من مباهج و أفراح و حقول الاطعمة و حقول
اليار و قد قسمها كتاب الموتى إلى سبع طبقات مثل ما ورد في " بردية آني
" التي وصفها على أنها من خمر و لبن مقدس , و أشجار دائمة الثمار و سنابل قمح
من ذهب وشباب دائم و نفوس مطمئنة كما إعتقدوا أان الآثم أو المذنب يتعرض للإعاقة و
فقدان أاعضائه بالإضافة الى النار و الثعابين التي تنتظره [38]
لذلك كان المصريون يحرصون على نيل رضى الآلهة و إدخال السرور عليها باتباع السلوك
القويم وتمسكهم بالأخلاق و بالتالي يتحقق بعد المحاكمة إستحقاقه لمحبت الالهة [39]
.
























الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image008





المطلب الأول : تأليه المصري القديم للملوك


ترى في الاذهان أان مصر
القديمة كان يحكمها ملوك الآلهة أو أبناء الآلهة , و أنهم كانوا يحكمون بمقتضى هذا
السلطة الإلهة التي خولولها لأنفسهم و إقتنع الشعب أن الفرعون سليل الإلهية يقوم
الخالق بإختياره كناقل لإرادته بمعنى ان يكون وسيط يتم عن طريقه نزول القرارات الإلهية
لتنظيم العالم [40].



وتعود ألوهية الملك الى مينا الذي وحد القطرين ,
حيث دبرت الالهة و هييأت الأسباب للتوحيد و خلفت مينا خلفا مباشرا لأرواح إنصاف
الالهة الذين شدو منه الأزر , فقد كانت أعمال و مشيئة و أفكار الملك هي أعمال و أفكار
و مشيئة الإله , غير أنه كان أقرب الارباب الى نفس المصري [41].
تؤكد ألقاب الملك الدينيه ألوهيته في نظر المصريين القدماء فقد أطلق عليه لقب
" إله الخير " و " إبن الشمس " كما لقب إيضا ب " رب
التاجين " و الإله العظيم " و كذلك " الإله المحسن " و "
صانع الأشياء " [42]
. بيد أن المصريين لم يكتفوا بإثبات الهوية الملك بالكلام بل راحوا يرسمون هذا كله
على جدران الهياكل , حيث وجدت في الدلتا صفائح عليها صور لأناس يصلون أمام "
رمسيس الثاني " و ينادونه بالإله , كما صوروا الإتحاد الحسي بين أمون و
الملكة , كذا الذي يسديه الإله و الإلهة التوابع للملك عند ولادته طفلا , بالإضافة
الى أنهم رافقوا أسماء الملوك بشارات ترمز الى الحياة و الصحة و القوة .



و لم يكن التأليه في
المدراس الفنية عند المصرين من نزوات ملك مستبدا وجب على الرعبة الخاضعة الأخذ ,
بل كان يصدر عن الإيمان الوطيد بأنه إله و إله عظيم دائم الإتصال بالآلهة الكبار[43]
.






المطلب الثاني : تعدد المعبودات و الآلهة


أزداد عدد الألهة و المعبودات المصرية القديمة بتعدد
التجمعات و الظواهر التي تتعرض لها هذه الإخيرة لكن كل تلك المعبودات لم تكن مهيئة
للتقديس في كل أنحاء مصر معنا , فقد كانت مصر قبل الاسرات تنقسم الى منقطعات لكل
منها أعلامها و لكي تختلف كل واحدة عن آخرى كان على مقاطعة أن تحمل رمز يميزها عن
غيرها , حتى أنه لم تعد المقاطعات مقسمة تقسيم إداري فقط بل تحولت الى مناطق نفوز
ديني [44]
,
و بات متكسرا على علماء المصريات حصر المعبودات المصرية على وجه دقيق [45]
فكان تعدد المعبودات و الالهة ناتج من تعدد المعتقدات و التصورات فنجد بأن المصري
لم تقتصر إعتقاداته , بأن الارواح الموجودة على الارض بل تخيلها أيضا في السماء و
في الارض .



و لما كانت المعيشة في
واد النيل على نسق واحد بديعة المنظر أحيانا كانت تخيلات المصري وقت إذن مقصورة
عليها فنجد بأن بعض القدماء المصريين من الرعاة و الزراع الذين يرجع تاريخهم
المبدئ حكم الاسر تخيلوا السماء على شكل بقرة قائمة في الفلك على أرجلها الأربع
متجهة الرأس نحو الغرب ثم تصور الارض بين رجليه الأماميتين و الخلفيتين و إعتبرو
السماء بطن البقرة مزدانة بالنجوم كما هو في الصورة رقم 04 , و تخيل فريق أخر
السماء على شكل إمراة منحنية الجسد مستندة الى الارض شرقا بطرفي رجليها و غربا
بطرفي يديها هذا يظهر في الصورة رقم 03, بينما ترى طائفة أخرى أن السماء محيط مائي
عظيم مرفوع فوق أربعة أعمدة .



ولم أختلك الناس
ببعضهم البعض تبادلو الأراء فنبهمت عليهم حقيقة الامر و صعب على الباحث الإهتداء
الى الاصل . و إعتقد الذين تخيلوا السماء بقرة أن الشمس بهيئة عجلة و إعتقد الذين
تخيلوا السماء إمراة أن الشمس تشرق بشكل بقرة مولودة تجوب السماء في سفينة سموية
متجهة نحو الغرب كما بينها الشكل رقم 05 [46]
.




































الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image010الصورة رقم 04 : البقرة الفلكية يستند أعضاءها عدة آلهة و يرفعها في الوسط إله
الهواء " شو" و قد تخيل المصريون بطن البقرة أفقا ذا نجوم عديدة تجتازه
سفينة رع الحاملة في مقدمتها قرص الشمس [47]
.



الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image012الشكل رقم 05 : السفينة الفلكية للمعبود الشمسي يشاهد في هذا المعبود
الشمسي ممثل في جسم أدمي و رأس كبش حاملا فوق رأسه قرص الشمس و جالس في إحد
المعابد على العرش و أمامه وزيرة المعبود " تحوت " له رأس الكركي واقفا
يخاطبه كاله أرضي [48]
.






الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image013





كان المصريون في القديم يعبدون الهة متعددة
, و هذا كان حسب إعتقاداتهم فيعتقدون أن الخير و الشر و مصير الناس جميعا بيد هذه
الالهة فكان الدين المصري القديم قائم علم عبادة الالهة بتعددها و عمل الكهنة على
المشاركة في البناء الديني الذي يقتضي المحافظة على العالم كما خلقته الالهة .



المطلب الأول : الآلهة و الكهنة


أولا : الآلهة :


ولدت الالهة أو ما يسمى في اللغة المصرية ب " نترو
" , في القديم خيال الانسان كتعبير عن حاجاته العميقة , فبالنسبة الى
المجتمعات البشرية الاولى كانت تلك
الحاجات مادية و إشباعها رهنا بعناصر الطبيعة الى حد بعيد [49]
, و بعدد الاحتياجات غير
منتهي كان تعدد الالهة , فنجد مصر لم تعرف حدود لتقديس بدليل العدد الوافر
للمعبودات و الحيوانات الالهية المقدسة , جعل ذلك من الصعب في البحث في خضمها , و
في محاولة في تخطي هذه الصعوبة و إاحصاء المعبودات المصرية حاول العلماء المصريات
تنظيم الالهة في مجموعات , فقسموها الى أقسام أربعة لتقريم الفهم فيما يخص مجمع
الآلهة [50]
.



1- ألهة كونية :


هي الالهة التي تسيطر على المظاهر الكبرى للكون كالسماء
و الارض و الشمس و القمر و الكواكب و الهواء ... الخ [51]
.
و كانت الالهة الكونية في مصر بمثابة الالهة العالمية التي تسير العالم
كله , رغم ذلك فان لها خصوصية قومية تنطلق من مركزية إله الشمس ,
سواء أكان هذا " إله رع " و أشكاله الشمسية المختلفة أو " حور
" و أشكاله الشمسية المختلفة , حيث الشمس مركز الآلهة الكونية التي تدور
حولها هذه الآلهة .



2- ألهة الإقاليم المحلية
:



عند ما تكونت المدن المصرية القديمة كان
لكل مدينة إله , و كان لهذه الاله معبده الخاصة و طقوسه و اعياده , و ظلت ألهة
المدن في مستوى قداتها نفسه حتى عندما طغت عليها ألهة الاقاليم التي ضمت عدة مدن و
حتى عندما عبدت الالهة الكونية فيها . فكان اله المدينة يعتبر عند سكانها اعظم من
الهة المد الاخرى فهو الذي خلق كل شيئ , و هو واهب الخيرات و النعم . و قد ظل اله
المدينة حتى اواخر الحضارة المصرية على ثقة بمدينته , فكان لواؤه هو نفسه علم
المدينة التي نشات عبادته فيها , و كان في كثير من الاحيان يسمى باسمها ويلقب بانه
سيدها , كما كانت المدينة نفسها تسمى بيته [52]
.



لقد منحت بعض المدن اسماءها الى الالهة
( او العكس ) فمدينة نخب شمال إدفو منحت اسمها للالهة نخيت الهة الرحمة . و كذلك
مدينة باست التي منحت اسمها للالهة باستت الالهة القطة انظر الى الصورة رقم 06 [53]
.



و بظهور الاقاليم ارتفع شان المدينة التي
اصبحت عاصمة للاقليم , لذلك اصبح اله تلك المدينة الها للاقليم باكمله , وقد بلغ
عدد اقاليم مصر القديمة بين الوجه القبلي و البحري اثنين و اربعين اقليما ومن
الجدير بالذكر انه كان لكل اقليم من هذه الاقاليم اشارة خاصة تصور على اعلام و
تثيت فوق العلامة الهيروغليفية التي ترمز للاقليم [54]
, و كانت اشارة الاقليم في الغالب تمثل الهة المحلي و ربما مثلت طواطم كانت
العشائر المصرية القديمة التي استقرت في ذلك الاقليم تتخذ منه اشارة او شعارا لها [55]
.



الديانة المصرية القديمة  C:%5CUsers%5CCLIENT%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image015





الصورة رقم 06 : الآلهة
باست بشكل قطة [56].









3- الالهة الثانوية :


وهي
الالهة التي كانت خارجة عن قانون الالهة الكونية و عائلاتها [57]
, و هي مختصة بالكثير من التفاصيل الصغيرة و الشؤون الدقيقة . و يصعب و ضع مسرد
دقيق بها لكثرتها و تنوعها و تحولها . و كان كثير متها يرتبط بطبيعة مصر و خصوصا
بحيواناتها رغم ان لكل الهة مصر جذور او اصول او رموز حيوانية .



و يصعب وضع تصنيف خاص
بها لتشعبها و لكن بامكان تقسيمها الى الهة ذكور و الهة اناث [58]
.



4- الالهة الاجنبية :


و هي
الالهة التي قدمت الى واد النيل من بلدان مجاورة عن طريق الحرب او السلم او
التاثيرات الروحية والثقافية , خاصة الوافدة من بلاد الرافدين وسوريا وليبا و
السودان , و هي الهة كثيرة دمج بعضها كليا مع الالهة المصرية اخذة طابعا مصريا
كاملا , و بعضها قديم جدا يرتبط بالخصب و الشمس و اغلبها راتبط بالحرب و الصحراء و
القوة كما كان لبعض الالهة الوافدة خاصة القديمة منها مكانة عظيمة في مجمع الالهة
المصرية مثل " اوزيريس " و "أمون " و "اتون " ...
الخ [59]



ولكنها اخذت طابع مصري
فيما بعد لان عمق التراث الروحي المصري كان كفيلا باذابتها في نسيجه الهائل و
صبغها بالوان محلية [60]



ثانيا : الكهنة :


كان
من الصعب على الملك ان يكون الامام الفعلي لاتمام كل الطقوس التي اختصت بها
الديانة المصرية القديمة , لذلك احتفظ الملك بهذه الامامة اسميا فقط , و ما بقية
له الا صورها المرسومة بالمعابد , اما من الناحية العلمية فقد تنازل عنها لمتخصصين
انتدبهم ليقومو به بدلا عنه , الا و هم الكهنة و بذلك كانت ضرورة تشكيل طبقة
الكهنة .



فكان
على راس الكهنة في كل معبد مصري الكاهن الاكبر فقد كانت له شخصية بارزة في المجتمع
, فقد ارتبطت سلطته الى حد كبير باله الذي يقوم على خدمته , و كان له لقب خاص يشير
الى وظيفته الفعلية في خدمة اله الذي ينتمي اليه , مثل الكاهن الاكبر لاله الشمس
في ( عين الشمس ) كان يسمى ( اعظم الرائين ) بالاضافة الى القاب اخرى مثل ( الذي
يرى سر السماء) و (رئيس اسرار السماء ) [61]
.



وكان
الكهنة النبيين : الذين يعتبرون الكهنة الحقيقيون ( خدم الاله ) اطلق الاغريق هذا
الاسم على هذه الطبقة و هي مكونة من الكاهن الثالث و الرابع و تعمل على مساعدة
الكاهن الاكبر في احياء الطقوس اما الطبقة الكهنة المرتلون : أي العلماء و كتاب
الاله فهم مكلفون بتفسير الكتب المقدسة و يرتلون الصيغ الدينية اثناء الحفلات
الدينية و على راسهم رئيس يسمى ( حري – ثب ) . و كان هناك ايضا الكهنة المطهرون
فكانو يتولون اعمال المساعدة في العشائر و الاعمال اليدوية مثل تنظيف المعابد فضلا
عن تزيين تمثال الاله , اما طبقة الدارسون و المثقفون : فقد ارتبطو بما يسمى ببيت
الحياة و كانو يقومون بالعمل في غرف قرب المعبد , و يعتنون بالكتب الدينية وغيرها
من الوان المعرفة [62]



المطلب الثاني : الأساطير و العبادة


أولا : الأساطير


تعتبر
الاسطور من اهم محركات الدين عامة و الدين المصري خاصة , و قد شكل مفهومها تشويش
في اذهان كثير من المخصصين نهيك عن عامة
المهتمين [63] ,
الذين اكدو على اختلافها و تميزها و خصوصيتا , و عملوا على محاولة توضيح و تحديد
مفهوم لها على اكبر قدر ممكن من الدقة فكانت نشات الاساطيل متزامنة مع الديان
القديمة , فلا يمكن ان تنمو الاديان القديمة ويزداد تركيبها دون ان تخلف معها
اساطيرها الخاصة بها , على حد قول موللر , نقلا عن ك . ك. رتقين الذي يصر على ان
الاسطورة نشات اصلا من نظرة الانسان البدائي الامنطقية الى العالم من حوله , و
يعزز سميت فكرة موللر نقلا عن راثقين حيث يرى ان : (( في جميع الاديان القديمة
تقوم الاسطورة مقام العقيدة ... و ما دامت الاساطير تفسيرات للشعائر , فقيمتها
ثانوية عموما , و لنا ان ناكد وثقين بانه في كل حالة تقريبا تكون الاساطير مشتقة
من الطقوس لا الطقوس من الاساطير ))[64]
. و ذلك جعلها محل قداسة و سلطة عظيمة على عقول الناس كونها ترتبط بنظام ديني معين
, و كذلك ياكد فريزر نقلا عن محمد عبد القادر خريسات في قوله : (( لعبت الخرافة (
الاسطورة ) دورا هاما في ابراز سلطة الدين فهي تشرح تسلسل حكم الكهنة في اية ديانة
مقدسة , حيث تور قدرة الكاهن على صنع المستحيلات و امتلاكه للقوى الخارقة التي
يمتلكها المقدسون ... لقد لعبت الخرافة دورها كهيكل مناسب لاعادة تشكل تطور
التفكير البشري ...))[65]
و اذ انهار النظام الديني الذي تنتمي اليه الاسطورة تفقد هذه الاخيرة كل مقوماتها
لد تخل في شكل اخر من القصص الادبية فيما يسمى بالحكاية الخرافية و البطولية .



فيعرفها
فراس السواح على انها شكل من اشكال الادب الرفيع لها سلطان على العواصف و القلوب ,
كما يذكر تعريف اخر انها قصة تقليدية حافظت على ثبات نسبي تناقلتها الاجيال , و
ليس لها زمن معين بل احداثها ذات ظهور دائم , فعندما لا يكون للحدث الاسطوري
الطابع المتكرر و المتجدد , و موضوعتها تتميز بالجدية و الشمولية , كونها تدور حول
المسائل الكبرى التي الحت دوما على العقل البشري , مثل الخلق و التكوين و اصول
الاشياء و الموت و العالم الاخر و غيرها من المواضيع التي تتناولها الفلسفة خصوصا
و العلوم الانسانية عموما [66]
.



و
اكد على هذا خزعل الماجدي في تعريفه للاسطورة فيقول انها : (( قصة تقليدية ثابتة
نسبية و مقدسة , مربوطة بنظام ديني معين و منتاقلة بين الاجيال , و لا تشير الى
زمن محدد بل الى حقيقة ازلية من خلال حدث جرى , و هي ذات موضوعات شمولية كبرى
محورها الالهة , و لا مؤلف لها بل هي نتاج خيال جمعي )) [67]
.



ويلعب
الدور الرئيسي في الاسطورة الالهة و انصاف الالهة , بينما يكون دور البشر مكملا ,
فهي تصور شخصياتها من الهة و قوى الطبيعة و ما يوافق هواها كما لا يعرف لها مؤلف
معين , كونها ظاهرة جمعية تعبر عن تاملات الجماعة و حكمتها و بالاخص ثقافتها [68]
, على حد قول مرسيال اليا نقلا عن هيرقل روسو : (( انها تاريخ اعمال الكائنات
الساسية , و تنتقل احداثا هي حركات الالهة و تستند دوما الى خلق وتروي كيفية وجود
شيء ما و كيف انشا الالهة نظاما , كما تمثل نموذجا لكل عمل انساني ذي معنى , و
بالتعرف الى الاسطورة نتعرف الى اصل الاشياء , الامر الذي يتيح السلطة عليها و
امكانية احداثها ثانية و تكرارها )) [69]
.



فنجد
بان تعدد الالهة ادى الى تعدد الاساطير و طارت ارثا عاما [70]
, وبهذا اصبح للاسطورة انواع كثير بحسب المواضيع التي تتطرق لها , حيث نجد علماء
الميترجيا قسموها الى خمسة انواع سنذكر منها نوعين هما:



الاسطورة
الطقسية :
تمثل الجانب الكلامي
لطقوس الافعال التي من شانها ان تحفظ للمجتمع تقاليده و طقوسه الدينية مثل اسطورة
" اوزيريس " و تطوراتها التي طبقوا فيها تصرفات البشر و مشاعرهم على
الحياة المعبودات , و شخوص هذه المسرحية اربعة اخ و اخت ( الزوجين اوزيريس ) وا بن
حورو عم ست , كان اوزير ملكا على البشر يعدل بينهم نقم اخوه ست عليه متزلته فقتله
, و قد بحثت ايزيس وفادا لزوجها عنه , حتى وجدته وبسحرها اعادت الحياة له و حملت
منه و ليدها حور , الذي شب بسرعة و حمل
على عاتقه فكرة الانتقام لمقتل ابيه و لذلك سمي بالمنتقم لابيه , و دام القتال حتى
تدخل مجمع القضاة الالاهي الذي برد " اوزيريس " من تهمه البدء بالعدوان
فانتقل الى العالم السفلي من الذنوب و بات سيدا العالم الاخر [71]
.



اما
عن النوع الاخر للاسطورة حسب علماء الميتولوجيا فهو :



الاسطورة
التعليلية :
و هي التي يحاول
الانسان البدائي عن طريقها ان يعلل ظاهرة تستدعي نظرة , غير انه لا يجد لها تفسيرا
, فيلجا الى خلق اسطورة يشرح فيها سر وجود هذه الظاهرة , مثل اسطورة فيضان النيل
التي ذكرت في " كتاب الموتى " بان النيل مولود من " رع" و
ترجع الاسطورة فيضانه الى دموع " ايزيس " التي تبكي زوجها , الذي قتل
على يد اخيه "ست" الشرير , كونها تسمى في كتاب الموتى باحد النادبتين ,
و جاء في نصوص اخرى كثيرة ان مجرد النيل منسوب لايزيس و لمعبود اخر مثل " سوتيس
" الشبيه ب " ايزيس " [72]
.



ثانيا : العبادة :


ربط
المصري القديم الهته بصفاته الخاصة , وجعل من متطلباته من الطعام , و الشراب و
الملابس , و المنازل لراحته و الترويج نفس متطلبات الإلهة , فخلص الى ان كل هذه
الضرورية او الاحتياجات يشارك فيها الإلهة و الموت , ان كان لهم حظ الاستمرار في
تواجدهم , من ثم كان الغرض من العبادة ضمان اشباع هذه المتطلبات في شكل طقوس [73]
. حيث لا يوجد دين بدون طقوس في من مستلزمات الدين , و تتجلى العبادة باجراء
الطقوس , التي تخضع الاساطير بعض اسسها و مظاهرها و يستمر ادائها لان الاسطورة
اكدت اجراءها في ما مضى , فهي في الاول و الاخير اسلوب من التعبير فيللنفوذ في
العالم الذي لا يخضع للتجربة [74]



وقد
تعددت الطقوس التعبدية فكانت هناك الطقوس اليومية و الطقوس الدورية .



فالطقوس اليومية
:
كانت نتيجة الحياة
البسيطة و المستقرة التي كان يعيشها الانسان المصري فظهر هذا بوضوح في الطقوس و
الشعائر الدينية فكان من بين الطقوس الدينية اليومية .



طقوس المعبد
اليومية :
و هذا ما تسجله
مناظر جدران المعابد بالنص و الصور بجانب ما ابقى عليه الزمن من نصوص البرديات
طقوس التقدمة و شعائر الخدمة اليومية في المعبد [75]
و هذه الاخير تنقسم الى طقوس كانت تقام في ساحت المعبد , و لا تختلف الا في القليل
من معبد لاخر , اللهم الا في التفصيلات القليلة التي كانت تميز حياة الالهة و
الالهات اما الثانية فيقوم بها الكاهن الاكبر و مساعده في قدس الاقداس [76]
. و كانت تقام ايضا :



التراتيل : كانت التراتيل و الاناشيد تصحب الاحتفالات الدينية
اليومية حيث كانت تشكل الطزء الاعظم الذي يزخر بالنصوص الموغلة في القدم منها
التراتيل الشمس التي كانت تلقي لاله الشمس " اتون " اعترتفا لما لهذا
الاله من نعمة و فضل على حياة المصريين القدماء فيما يسمى ب نشيد اتون [77]
.
و من الطقوس الدينية كذلك :



تقديم القرابين : فهذا من اهم الشعائر الدينية فالاديان من اكثر بدائية
الى اسماها جعلت تقديمها اولى الطقوس المقرونة بالعبادة , و قد كان الطقس تقليدا
دينيا يوميا مبني عيى



اساس ان الالهة و الاموات من الناس يحتاجون الى
الطعام كما يحتاج اليه الاحياء [78]
.



اما الطقوس
الدورية
:


فهي تمثل من حيث
المعنى العميق لها مناسبات لاستظكار العود الابدي لايام الخلقية الاولى و الزمن
الاول الذي ظهر فيه الكون و ما فيه , و هي نظم الاعياد الدينية التي تاخذ طابع
التكرر الاسبوعي او الشهري او الفصلي او السنوي [79]
.



نذكر منها على سبيل
المثال :



اعياد الالهة و
الملوك :
كانت اعياد الالهة الدينية تتصل مباشرة
بموسم او تواريخ في ابسنة الدينية التي تنطوي على اية علقة لها بالموسم , و ذلك
طبقا لطبيعة الاله صاحب العيد [80]
. فلم تكن الالهة العظم فقط من تحظى بهذه الاعياد , بل تعدت الى الثانوية منها
التي حظيت بها و بقدر شعبيتها و انتشار عقدئدها بين الناس [81]
و هناك ايضا الاعياد الشهرية و السنوية و الفصلية فمثلا نجد بان



الاعياد الشهرية : كانت في مصر القديمة اعياد قمرية , حيث ارتبطت بمراحل القمر
تحول القمر و نموه كذلك اختفاءه , اهمها عيد ظهور الهلال و عيد اكتمال القمر , و
قد ارتبط القمر بالوقت و تنظيم الزمن كما عبر القمر ايضا عن الاله " تحوت
" حيث كان مصدر تنظيم الشهر و ارتبط بالاله " اوزيريس " اعتمادا
على دورته الشهرية التي تبدا بالول












[1] - جيمس هنري برستد ,
تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي , ترجمة حسن كمال راجعه و صححه محمد
حسين الغمراوي بك , مكتبة مدبولي , القاهرة , الطبعة الثانية ,1996 ,ص 35 .







[2] - طه الهاشمي , تاريخ
الاديان و فلسفتها , منشورات دار الحياة , بيروت , 1963 ,ص 54 .







[3] - نور الدين حاطوم و
اخرون , موجز تاريخ الحضارة , ج 1 , مطبعة الكمال , سوريا , 1965 , ص 120







[4] - عبد
المنعم أبو بكر , أساطير مصرية , دار المعارف , مصر , 1954 , ص 12 .







[5] - أدولف أرمان , ديانة
مصر القديمة , ترجمة عبد المنعم ابو بكر ,
شركة مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده , مصر ء (د.ت) , ص 05 .







[6] - فيصل عبد الله وعيد
مرعي , مدخل في تاريخ الحضارة , الطبعة الثانية , منشورات جامعة دمشق , سوريا , 2000 .







[7] - جيفري بارندر ,
المعتقدات الدينية لدى الشعوب , ترجمة إمام عبد الفتاح إمام مجلس الوطني للثقافة و
الفنون و الاداب , الكويت , 1993
,ص38 .







[8] - سمير أديب , موسوعة
الحضارة المصرية القديمة , العربي للنشر و التوزيع , القاهرة , 2000 , ص 700 .







[9] - خزعل الماجدي , الدين
المصري , الطبعة العربية الاولى , إصدار 1999 , ص 60 .







[10] - نفسه , ص 59 .






[11] - فراس السواج , موسوعة
تاريخ الاديان , ترجمة نهى خياطة و أخرون , منشورات علاء الدين , سوريا , 2004 , ص
55 .







[12] - خزعل الماجدي , المرجع
الساب
ق , ص






[13] - البردي : قدسه المصريون
القدامى لأنه كان رمزا للعالم الذي إنبثق من المياه الازلية . انظر : جورج سارتون
, تاريخ العالم , ترجمة محمد خلف الله و أخرون , دار المعارف بمصر , (د-ت) , ص 81
.







[14] - عمود جد : هو عبارة عن
حزمة من سيقان نبات غير معروف , قدس لإرتباطه
بالإله " أوزيريس " منذ وقت مبكر , و يرى البعض الاخر أنه ربما
كان العمود الفقري لأوزيريس . أنظر : حسن محمد محي الدين السعدي , معالم من حضارة
مصر في العصر الفرعوني , دار المعرفة الجامعية , الاسكندرية ,2006 , ص 185 .







[15] - طه الهاشمي , المرجع
السابق , ص 12 .







[16] - شحادة الناطور و أخرون
, مدخل الى تاريخ الحضارة ,دار الكندي للنشر و التوزيع , الأردن , (د . ت ) , ص 60
.







[17] - بتاح : إله الصناع و
الفنانين و البنائين أعتبر صانع البشر وجميع المخلوقات . أنظر : نجيب ميخائيل إبراهيم , مصر و المشرق الادنى
القديم , ج 4 , ط 2 , دار المعارف , مصر , 1966 , ص 211 .







[18] - سعيد مراد , مدخل الى
تاريخ الأديان , عين للدراسات و البحوث الانسانية و الاجتماعية , سوريا , ص 73 .







[19] - طه الهاشمي , المرجع
السابق , ص 46 .







[20]- encyc lopédie en carta .






[21]- encyc lopédie en carta 2009 .






[22] - أدفو : عاصمة لأكبر
محافظة إسوان , كانت في العصر الفرعوني
عاصمة للأقليم الثاني من اقاليم الصعيد , كان إسمها " جبا " ثم
حولت الى " جبو " , كما عرفت منذ الاسرة الثانية عشر باسم " بجدة
" ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الديانة المصرية القديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اثر الديانة المصرية على العمارة الجنائزية
» المعابد المصرية القديمة
» اضواء على الديانة اليهودية
» تاريخ الحضارة اليونانية القديمة
» مكتبة الإسكندرية القديمة.. ما المصير?

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الإشراقات العلمية :: منتديات العلم و المعرفة :: منتدى التاريخ-
انتقل الى: