شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الرابعة و العشرون"

تمر الأيام و يُحدّد تاريخ زفاف مها، فأصبحت الأسرة بأسرها تحضر للمناسبة، و رغم سعادتهم بخطبة ابنتهم إلا أن حزنهم كان واضحا، فكيف للأب أن يتحمل رحيل ابنته الوحيدة عنه، و هي التي تطبخ و تغسل و تكوي الملابس و تقتني الحاجيات و تعتني به و بإخوتها، فقد كانت مها كالأم في المنزل.

يحين موعد الزفاف و الأسرة كلها متكاتفة، فقد عملوا عرسا بهيجا لابنتهم الوحيدة شارك فيه الجميع، أمطروها بالهدايا و التهاني و الأب أوصى زوجها بها خيرا خصوصا و أنها بارة و مطيعة، أما أبناء أخيها فقد أرسلوا لها بطاقات تهنئة و رسموا بسمة و براءة من خلال حركاتهم و ضحكاتهم. مر العرس و كله فرح فعاد الأب و شوقي إلى منزلهم كغير العادة، لأن هذه المرة لا توجد مها بينهم و عليهم أن يتعودوا على ذلك، فكانت أيامهم الأولى بعد العرس شاقة و عسيرة، إذ أن الأب أصبح يطبخ فكان يحرق الطعام تارة و يفسده تارة أخرى، كذلك عند كي ملابسه فقد أحرق بعض الملابس بالمكواة، أما شوقي فكان يخيط الملابس و يعمل ما يستطيع لمساعدة والده، و كلها أيام حتى تعودا على الوضع، فأتقن الأب الطبخ و الكي و مختلف أشغال البيت الأخرى.

كانت مها تزور والدها و أخيها مرتين في الأسبوع رفقة زوجها، فيشتكي الأب غيابها و يخبرها مصاعبه مع تدابير المنزل فيشرع الجميع بالضحك. تمر الأيام و شوقي لا يزال يتألم بداخله و يفكر هو الآخر بالزواج و لكن هيهات، لأنه يرى نفسه مقعدا و يجزم أن لا فتاة ستقبل به. لم يخبر شوقي أحدا بما يحسه من ألم، بل كتمه في نفسه و هو يواصل حياته بشكل طبيعي.

و في أحد الأيام و بينما هو عائد من عمله، مر على أم و ابنها الصغير، فأخذ الابن ينظر لشوقي بدهشة ثم سأل أمه: ماما، لماذا يمشي هذا الرجل على كرسي متحرك؟ لتجيب الأم صغيرها: حدث له هذا لأنه لا يسمع كلام أمه ، و أنت أيضا إن لم تسمع كلامي سيحدث لك هذا. سمع شوقي كلام الأم فانفتحت له جروح عميقة ...

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

فعلاً صدق من قال (قليل من الكلام قد يجعلنا نفرح و قد يجعلنا نحزن)
ارجو الا تنفتح جروح شوقي كثيراً فتذهب جهود همته و عزيمته سدى

جاري انتظار التكملة ...

الله غالب هذه عي الدنيا همي يبكي وهم يفرح.

ولكن ماعليهم إلا الصبر فعسى فرجآ من الله قريب

السلام عليكم

dahmanekeddi
أسعدني مرورك و ردك الذي كان في محله، و يحضرني قول الشاعــر:
جراحات السنان لها التئام *** و لا يلتئم ما جرح اللسان

youcef bouhasi
شكرا لك على الوفــــاء عزيزي يوسف، فمتابعتك للقصة و ردودك بها يعطي فائدة أكثر للجميع
سلمت يداك

هذه هي المشكلة:"أحياناً يتفوه الانسان بكلامات يظنها عابرة و لا يلقي لها بال لكنها تسبب من الجروح ما يسبب الاذى للذي يتعلق به الامر فلنكن حريصين على ما يصدر من افواهنا"

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الرابعة عشر"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الرابعة"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"