شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الخامسة و العشرون"

كان كلام الأم قاسيا جدا، فهي أرادت أن تنصح طفلها على حساب مشاعر شاب معاق. لم يقل شوقي شيئا و لكنه كظم غيظه، ألا يستطيع الأصحاء أن يراعوا شعور المرضى، فمثلما لا يجب أن يتكلم أحدهم عن الأولاد أمام شخص عقيم، أو عن والديه أمام شخص يتيم، أو يتفاخر بنسبه أمام شخص جاء نتيجة علاقة غير شرعية، فكذلك الأمر بالنسبة للأصحاء أمام المعاقين.

لقد فتحت الأم جرحين في قلب شوقي، أحدهما إعاقته و الآخر والدته رحمها الله. واصل شوقي طريقه حزينا حتى وصل لمنزلهم فوجد أباه بالانتظار يحمل أخبارا غير سارة. قال شوقي لوالده: ما الذي حدث؟ أجابه الأب: لقد تلقينا منذ قليل نبأ وفاة جارنا سعيد و عليّ أن أذهب لأهل الفقيد لأرى ما يحتاجون فأساعدهم، يتكلم شوقي قائلا: لله ما أعطى و له ما أخذ و لا حول و لا قوة إلا بالله، ثم طلب من أبيه أن يبلغ تعازيه للجيران.

خرج الأب متوجها لمنزل الفقيد و في هذه الأثناء، أخذ شوقي يتأمل في تصرفات والده فأكبرَ فيه روحه المتسامحة، لأنّ شوقي و لأول مرة يسمع من والده اسم سعيد كما هو، لأنّ الأب كان ينادي الفقيد سابقا بـ "تعيس" نظرا للعلاقة السيئة التي كانت تربطهما. أخذ شوقي يتأمل الأحداث التي تمرّ سراعا، فتذكر جاره سعيد و ما جرى بينهما من أحداث و تذكر أيام صباه لما كان شقيا و مشوشا، تذكر أيضا يومه الأول في المدرسة و يومه الأول عندما صام شهر رمضان، تذكر لما نودي عليه بين أقرانه ليتسلم أول شهادة تشجيع في حياته، تذكر ما كابده من مصاعب عندما كان يحضّر للبكالوريا و كأنه كان في جهاد، و تذكر عندما كان نائما فأتى أصدقاؤه يطرقون باب المنزل بعنف حتى أفزعوه، ليخبروه أنه تحصل على البكالوريا، تذكر أيام الجامعة و لحظات التخرج، و تذكر كم عانى من إعاقته و لا يزال، و كيف تغلب على اليأس، تذكر أيام زفاف أخته مها و أولاد أخيه عامر كيف كبروا بسرعة، تذكر كل هذا ثم تنهد و قال: ايييييه، ما دام حال، مرت الأيام بسرعة و كأنني لم ألبث إلا ساعة من نهار ...

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

هكذا هي الحياة بحلوها ومرها تمر بسرعة كانها لحظات، كان الله في عون شوقي...

keddi1990 كتب:: ثم تنهد و قال: ايييييه، ما دام حال، مرت الأيام بسرعة و كأنني لم ألبث إلا ساعة من نهار ...

و كذلك هو الحال فالدنيا ساعة اجعلها طاعة كثيراً ما يغفل الانسان في حياته حتى إذا استيقظ من غفوته يجد القطار قد فات
كما قال البصيري
كنت في نومة الشباب فما استيقظت إلا و لمتي شمطاء

هذه هي الحياة الدنيا وآخواخرها مايلبث أن يبدأ الشهر إلا وتجده قد دخل الآخر سريعآ وهكذا

تتعاقب الأيام على شوقي فكيف تجاوز مصاعب مراهقته سيتجاوز مصاعب رجولته.

السلام عليكم

ismail_m
هي تالله كذلك، جعلنا الله و إياكم من الذين يحسنون استغلال أوقاتهم .. شكرا على المرور

عاتكةdz
شكرا جزيلا لكِ على المرور .. نورتِ الموضوع

FAKKI
بارك الله فيك على النصيحة، فما أحوجنا لنذكر بعضنا البعض .. شكرا على المتابعة

youcef bouhasi
هي علامات الساعة أن تذهب البركة من الوقت، فجميعنا يرى ماضيه و كأنه بالأمس فقط .. شكرا على الوفاء

ما يصح في وصف والد شوقي ... هذه هي صفات المسلم الملتزم، متسامح حتى و إن كان مظلوماً
و ما يصح في وصف شوقي ... نعم، فهذه هي الدنيا و عملك فيها قد وصفه الشاعر بـ (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا *** و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)

متابعون لما تبقى من القصة ...

كان الله في عون شوقي وارجو أن يتخطى هذه الصعوبات

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السابعة و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثامنة و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"