شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السادسة و العشرون"

شرد شوقي بتفكيره بعيدا، حيث غرق في ذكريات ماضيه حلوها و مرها، ليستفيق على عودة أبيه للمنزل. شوقي لوالده: كيف هم جيراننا؟ الوالد لابنه: لا أدري ما أقول يا ابني، فحقا تغيب الكلمات! يسأل شوقي أباه: ما بك؟ هل حدث شيء؟ يواصل الأب حديثه: عجبت لأبناء الفقيد كيف أن والدهم متوفى و هم يتخاصمون على ميراثه، بل لم يتفقوا حتى على موعد دفنه، و كأن فقدان والدهم لا يعني لهم شيئا ... شوقي يتدخل: إنهم أبناء عاقون، و لكن اللوم على من أساء تربيتهم. يقاطعه الأب قائلا: ليس هكذا يا ولدي، فعلينا أن نذكر موتانا بخير، فإن لم نجد، نطلب لهم الرحمة و نصمت.

في اليوم الموالي، ذهب بعض العقلاء إلى بيت الفقيد و جمعوا الأبناء ليحددوا ساعة دفن أبيهم و هذا ما كان، فذهب شوقي و أخوه و والده و أهل الفقيد و بعض الجيران ليصلوا الجنازة و تم دفن سعيد و تلقت عائلته التعازي، ثم ما لبثوا أن عادوا للشجار بسبب الميراث.

عاد شوقي للمنزل و هو يتأمل حال أبناء جاره الفقيد و يقول: اللهم لا شماتة، إن الجزاء من جنس العمل. لقد تلقى شوقي و عائلته ألوان الأذى من جارهم الفقيد و أبنائه و لكنه الآن يشفق عليهم، فما الفائدة أن تكون ثريا و تملك محلات و سيارة وووو ... و أبناؤك سيئون، ما الفائدة أن تلهث وراء جمع الأموال و تنسى الأهم و هو جمع الأولاد، كلنا راحلون و لكن يبقى النهج و الأثر، تبقى الذكرى و البصمة، و هذا ما نصنعه نحن الأحياء لنلقاه غدا عندما نصير أمواتا، آه ... ما أكثر العبر و ما أقل الاعتبار.

يواصل شوقي حديثه مع نفسه: كل الناس يولدون سواسية، يولدون بلا خطيئة، و لكن أعمالهم في الحياة تحدد قيمتهم، فمنهم من إذا توفي رأيت الألوف المؤلفة بجنازته يبكون حرقة لرحيله، لأن حياته كلها عطاء، و منهم من إذا توفي لا تكاد ترى إلا أبناءه و قليل من الأقرباء أو الجيران من باب العادة فقط، و لن تجد لأحدهم دمعة يذرفها و لربما فرح أبناؤه برحيله أو اختلفوا في ميراثه أو حتى في إكرامه بدفنه، و ذلك أن حياته كلها سوء في سوء، فكان عبئا على الآخرين.

نال التعب من شوقي و فكره شارد في أحوال الناس و تقلبات الدنيا و تقلبهم معها حتى خلد للنوم ...

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

فعلا هي الدنيا و حالها لكن من المفروض أن نتذكر أنه و كفى بالموت عبرة
مافائدة جمع المال و إهمال حق الله؟؟؟
و ما الفائدة من جمع الثروة و عندما نموت نتركها في الدنيا و لاتدخل معنا لقبرنا؟؟؟
علينا أن نتذكر الله في السر و العلن و في الشدة و في الرخاء و في الفقر و في الغنى

هذا ماقدمت يداي السي سعيد حايته كله إختصرت في أبناء يتنازعون على إرثه وهو لم يدفن

من عمل حسن فلنفسه ومن أساء فعليها-

السلام عليكم

FAKKI
شكرا جزيــلا على الإضافــة القيمة أستاذي، مــوفق

youcef bouhasi
الجزاء من جنس العمل و لن يحصد الإنسان إلا ما زرع .. بوركت أخي يوسف

ما كان في خاطري وجدتكم قد سبقتموني لطرحه

جزاك الله خيراً أخي، مازلنا متابعين ...

بالرغم من أن بعض الحلقات فاتتني ولكن إشتقت إلى أحداث هذه القصة

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السادسة عشر"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السادسة"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"