السلام عليكم ورحمة الله
أول ما أبدأ به حديثي حول " الكتابة "
هـو الحديث عما قبل الكتابة ..وهذه تشمل النقاط التالية :
لماذا الكتابة ؟؟
لماذا الكتابة ؟؟ هـل لأنك مبدعٌ فيها أم لأنك تحبها ؟؟لـو كنت مبدعًا فيها فهي مجالٌ رائعٌ ..أما لو كانت ممارسة الكتابة فقط لأجل أنك تحبها..
فـالكتابة أداة متعددة المنافع
إننا نكتب للإعلام وللإقناع .. و للإيحاء للأخرين ..
ولأن الكتابة أداة للتواصل مع الأخرين .. يـجب اّتقانها تماماً بالممارسة والتدريب
إن إختيارنا للكلمات وللموضوعات .. أمر بالغ الأهمية في أضفاء الوضوح والبيان والدقة والجاذبية على كتابتنا
2- ما جـديـدك ؟؟إن الأمر الأهم في الكتابة ليس هو أن تكتب .. وإنما هو أن تأتي بالجديد ولا تُكرِّر ..الجديد في الموضوع ..الجديد في المعالجة ..أو الجديد في أسلوب العرض
نجاحك يعتمد على ما تقدِّمه من جديد
3- ما مـصدرك ؟؟قبل أن تخطَّ حرفًا واحدًا عليك أن تسأل نفسك : "ما مصدري ؟..
من أين أستقي معلوماتٍ أنطلق منها في الكتابة ؟؟"
إن الكاتب المبدع هو القارئ المبدع .. ولا يمكن لكاتب أن يكون طالما هو لم يقرأ.. ولا يمكن للقلم أن يخطَّ طالما هو لا يملك رصيدًا وعلمًا ينتقي منه
إن القراءة والتثقف كمثل الينبوع ..يفجِّر بعضها بعضًا .. فما أن تحصل على معلومة حتى تفتح لك هذه المعلومة أبوابًا لمعلوماتٍ أخرى وأخرى
هذا هو حديث ما قبل الكتابة .. أما حديث الكتابة .. ففيه النقاط الأربع التالية :
1- " الكتابة " << السهل الممتنع >>:إن الكتابة هي فن السهل الممتنع ..إذ دائمًا ما يفكِّر المرء كيف يقدِّم ما يريد قوله بوضوحٍ وسلاسةٍ وإعتدالٍ وتأثيرٍ ..دون أن يُزعج أحدًا أو يغضب آخر
وهل كل قادرٍ على الكتابة يستطيع أن يوصل رسالته إلى أذهان الناس .. أم هذا له موهبةٌ خاصة ؟؟
بمعنى : هل الكتابة فنٌّ أم علم ؟؟.. هل هي موهبة أم ممارسة ؟؟
الكتابة هي فنٌّ وعلم .. موهبةٌ وممارسة .. وهي ليست عملية ميكانيكية يُدرَّب عليها الإنسان..
ولكنها موهبة كذلك يجب تواجدها فيمن يريد أن يكتب .. إنها إبداع وفن
وهي علم كذلك وتكنيك ..فـعدم الإلمام بأحدهما يجعل الكاتب مجرد كاتب متوسط على أبعد تقدير
2- تعلَّم الكتابة :للكتابة جانبان : نظريٌّ وتطبيقيٌّ
النظريُّ هو قواعد الإملاء ..وقواعد الرسم من رموزٍ ونحوها.. والأساليب وأنواعها ودلالاتها
والفروقات بينها ..والصور البلاغية ودلالاتها .. وعلم النحو والصرف .. ومعرفة الأخطاء الشائعة.. وما إلى ذلك.
والتطبيقيُّ عبارة عن نماذج مختلفةٍ من الكتابة.. ليتمكَّن المطَّلع عليها من الإستفادة من أساليبها
مع ملاحظة تطبيق القواعد الإملائية والأساليب والصور البلاغية فيها
3- مدارس تعليم الكتابة :أكثر مدارس تعليم الكتابة شيوعًا ثلاث مدارس أو إتجاهات :
المدرسة الأولى :ترى أن الطريقة المثلى لتعلُّم فن الكتابة أن يجلس المرء لغرض الكتابة .. حتى وإن كان خالي الوفاض والذهن تمامًا مما سيكتب
وهذه المدرسة تعتمد على نظرية أن الكتابة مرانٌ وممارسة .. وكلما زاد الكاتب مرانًا كلما أجاد وجدَّد
المدرسة الثانية :تعتمد على أن القراءة كنزٌ لا يفنى
ومنهجها يعتمد على لازمة تتكرر : إقرأ، إقرأ، ثم إقرأ، وبعدها واصل القراءة
ستجد بعد حين .. أنك مدفوع دفعًا للجلوس وتسطير ما إعتمل في وجدانك من إنفعالات وأحاسيس.. أو تراكم في ذهنك من آراء وأفكار .. غدت بمثابة السماد لأسلوبك وأفكارك
المدرسة الثالثة :تدعو للإستجابة السريعة لداعي الحاجة للكتابة ؛ فالحاجة للكتابة نزعة خالصة وحالة طبيعية ملحه
ويمكن الجمع بين هذه المدارس الثلاث بكل سهولة ..
فـالمرء لا يقدر على كتابة جملةٍ مفيدةٍ إن لم يكن قد قرأ جملةً مفيدةً .. وهو لا يستطيع كتابة خاطرةٍ سليمة المعنى والمبنى ما لم تكن الخاطرة قد عنَّت له في صحوه أو منامه .. ودارت في مخيلته ..وألحَّت عليه أن يحولها إلى كلمات ..وأن يظهرها إلى حيز الوجود.
4- عملية الكتابة :تبدو عملية الكتابة صعبة ومعقدة ..لكنها تتطلب في واقع الأمر إتقان عدد قليل من المهارات الأساسية ..ويمكن أن نخفف من عناء الكتابة إذا ما فهمنا الموضوع الذي نكتب فيه وهدفنا من الكتابة والجمهور الذي نكتب له
وإذا أخذنا ذلك كله في الحسبان .. فسيكون بوسعنا التقليل من المعاناة التي تلازم الكتابة إلى أدنى حد ممكن وذلك بتفصيل العملية في شكل خطوات يسهل القيم بها والتحكم فيها
وهذه الخطوات يمكن إبرازها فيما يلي :
أ - التخطيطتبدأ الكتابة بالتخطيط .. وهذا يعني التفكير فيما يمكن أن يكتب في الموضوع الذي نتناوله
وقد يتطلب ذلك إتخاذ رؤوس نقاط للتذكرة وعمل قوائم أو وضع مخطط تقريبي للأفكار التي يم تقديمها
نقوم بوضع الأفكار والتفاصيل المساندة لكي لا نضيع أية نقطة أو نعرض الأفكار بطريقة غير منظمة
ب - كتابة المسودة
يجب إعداد المسودة الأولى بشكل موجز ومتقن .. مع عدم إستخدام كلمات تتعدى ما هو ضروري .. وتجنب الكلمات الغامضة التي تثير البلبلة حول الأفكار المطلوب عرضها
وفي الوقت ذاته نأخذ في حسابنا القراء وإستيعابهم الأفكار الأساسية
ثم إستخدامنا للأمثلة التوضيحية في هذا السياق يمكن أن يشرح الأفكار الصعبة
وبمجرد إنجاز المسودة نقوم بتصفحها للتعرف على العناصر التي يمكن الإستفادة منها
ج - المراجعةبمقدور عملية المراجعة أن تحسّن المسودة الى حد كبير
ونحن نراجع المسودة لإستبعاد التفصيلات غير الهامة ..ولتوضيح أية أفكار غامضة ولتحقيق التناسق بين العناصر والتوازن والشمول
د - مراجعة النص النهائيبعد إعداد المسودة النهائية وبعد مراجعتها مرة أو مرتين ..نقرأ النص النهائي قراءة متأنية متقنة ..ندقق فيها صحة النحو والهجاء وإستعمال النقط والفواصل ، وغيرها من علامات الترقيم
من الأفكار التي تفيد في الكتابة الجيدة :
- إستند في كتابتك النثرية إلى الحقائق .. وداوم على البساطة والايجاز والضبط
- تجنب المفردات التخصصية الغريبة والعبارات والإصطلاحات المبتذلة والعقيمة
- إتبع الأسلوب الموجز الجازم والجمل القصيرة
- إستخدم الأفعال أكثر من الأسماء
- إستبعد الكلمات غير الضرورية بتغيير الأسماء إلى أفعال
- استخدم صيغة المبني للمعلوم بإظهار الفاعل
- تجنب تكرار الكلمات .. وإستخدم المرادفات بديلاً لذلك
- إبدأ مسودتك بكتابة جميع أفكارك ذات العلاقة بالموضوع.. لا تهتم في البداية بالترتيب أو بالتسلسل
- التزم جانب الهدوء وحسن الأدب وإبتعد عن التشنج والإنفعال ..
وتوقع المعارضة والمخالفة لـرأيك وربما سوء الفهم لمقالتك.
منقول للفائدة*