DahmaneKeddi مسـ في إجازة عمل ـآفر
عدد الرسائل : 4222 الهواية : المعلوماتية المزاج : ممتاز الوسام الأول : نقاط التقييم : 3805 تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: صحافة معلومات أو صحافة رأي (بين الحياة و الزمان) الثلاثاء 3 يونيو 2014 - 22:56 | |
| صحافة معلومات أو صحافة رأي: بين الحياة والزمان د. عبد الرحمن عزي قسم الإعلام جامعة الملك سعود تذكر مقولة إعلامية "أستطيع أن أعيش إذا قلت لي كل ما يجري بدون آراء، لكن كيف أعيش بالآراء وحدها دون معرفة ما يجري." وتعكس هذه المقولة فكرة إعلامية قديمة متجددة مفادها "أن الخبر مقدس أما الرأي فحر." ويطرح هذا القول إشكالية بسيطة ومعقدة في نفس الوقت، وهي التمييز بين الحدث و الحكم عليه أي بين الخبر و الرأي. فالخبر (أو المعلومة) هو السلعة الأساسية في الإعلام، أما الرأي فاختلفت منزلته وأهميته من زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر. إن لكل من الخبر و الرأي مكانته في أي وسيلة إعلامية، لكن أن يطغى الرأي عن الخبر أو يحل محله فذلك إشكال يخل بالعملية الإعلامية المتوازنة. فأهمية المعلومات تزداد مع تطور المجتمع إذ يصعب إدراك الأحداث واستيعابها في سياقاتها بدون معلومات، و يتكرر القول المؤكد بأننا في عصر المعلومات. إن نقص المعلومات في الكتابة الصحفية قد يجر الكتابة الإنشائية و الاعتماد كثيرا على الآراء التي قد تكون أسلوبا في تغطية ندرة المعلومات التي عندما تتوفر تعطي المتلقي فرصة معرفة الحدث قبل الحكم عليه إن كان ذلك ضروريا. و تاريخيا، فقد مالت الصحافة في البلدان التي كان لها السبق في التجربة الإعلامية إلى المعلومات و ذلك بفعل الحاجة إلى الخبر، التركيز على الدقة والاختصار، نمو النزعة الحرفية واستقلالية الصحافة نسبيا في التعامل مع الحدث. و ترتب عن ذلك ظهور فكرة الموضوعية و تم فصل الخبر عن الأنواع الصحفية الأخرى كالافتتاحية و المقال و الرأي و العمود و التحقيق، الخ. أما الصحافة العربية فيصعب الحكم عليها جملة رغم أن هناك من وصفها بأنها "كلها آراء." و حديثا حدث هناك تطور في عدد من الصحف العربية التي حاولت أن تتصف بسمات صحافة المعلومات أو صحافة الرأي. فجريدة الحياة اليومية أقرب ما تكون إلى صحافة المعلومات وقد يكون ذلك سر انتشارها إذ تتميز كتاباتها بالتركيز على الخبر و السبق الصحفي و الموضوعية النسبية، إلا أنها لم تستقل كثيرا عن كتابات الرأي التي تغطي صفحاتها الداخلية. أما مثال صحافة الرأي فجريدة الزمان حالة من ذلك. ولعله يصعب علي صحافة الرأي عامة أن تحتفظ مستقبلا بجمهور ثابت حتى وإن كان هذا الجمهور ذو مستوى تعليمي متميز. و في النهاية، يبقى البحث ضروريا عن معادلة إعلامية متوازنة تعطي الأولوية للحدث و الإجابة على الأسئلة الصحفية المألوفة ثم إضافة ما يمكن ينور المتلقي بارتباط الحدث بواقعه الثقافي و الاجتماعي و التاريخي كلما استدعت الضرورة ذلك.
| |
|